تواصلت مظاهرات الغضب الشعبى فى القاهرة والمحافظات أمس، احتجاجًا على دخول المجزرة الإسرائيلية فى قطاع غزة يومها الحادى عشر دون توقف، حيث تظاهر العشرات من أعضاء نقابة المحامين أمس لإعلان تضامنهم مع أهالى غزة، ورفض الهجوم الإسرائيلى على القطاع. ندد المتظاهرون بما وصفوه «التخاذل العربى» تجاه التعامل مع الوضع فى قطاع غزة، مطالبين الحكومات العربية بقطع علاقاتها مع إسرائيل، فضلاً عن ضرورة فتح الحكومة المصرية معبر رفح وطرد السفير الإسرائيلى من القاهرة. رفع المتظاهرون، الذين طوقتهم قوات الأمن الكثيفة داخل أبواب نقابة المحامين الأعلام الفلسطينية، ولافتات للتضامن مع عزة مكتوبًا عليها «غزة يا غزة يا رمز العزة»، «هنقولها لكل الناس.. إحنا كلنا حماس»، كما رددوا عددًا من الهتافات مثل «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»، «على غزة راحين شهداء بالملايين». وكان الوضع فى أغلب المحافظات أكثر تأججًا عنه فى العاصمة، حيث تظاهر الآلاف من جميع الأطياف السياسية وبمشاركة جماعة الإخوان المسلمين فى «المنوفية» أمس، وسط حصار أمنى مشدد أمام المسجد العباسى بمدينة شبين الكوم للتضامن مع غزة ومطالبة المجتمع الدولى باتخاذ موقف حاسم تجاه العدوان الإسرائيلى الغاشم على أهالى غزة. وفى «الغربية» نظم أكثر من 1000 محام وبعض أعضاء القوى السياسية وقفة احتجاجية على سلالم محكمة كفر الزيات الجزئية، تضامنًا مع الشعب الفلسطينى فى غزة، واحتجاجًا على استمرار المذابح الإسرائيلية للمواطنين العزل من الأطفال والشيوخ والنساء. وطالبوا خلال الوقفة - التى امتدت لنحو الساعتين - بفتح معبر رفح بصفة مستمرة، وفتح باب التبرع من جميع الجهات وتقديم جميع أنواع الدعم لأهالى غزة والشعب الفلسطينى، مناشدين قادة الدول العربية توحيد صفوفهم لمواجهة الهجمات الصهيونية، كما طالبوا بوقف تصدير الغاز لإسرائيل وطرد السفير من مصر فورًا، وفتح المعابر وفتح باب الجهاد للمتطوعين. وفى قرية «الدلجمون» بالمحافظة ذاتها، نظم أكثر من 3000 مواطن مظاهرة حاشدة طافوا خلالها أرجاء القرية، وفى محافظة الشرقية، شهدت مراكز أبوكبير وأبوحماد وبلبيس والزقازيق عدة وقفات «نسائية»، احتجاجًا على المذابح الإسرائيلية فى غزة، حيث ارتدت السيدات ملابس الحداد على الضحايا، ففى مدينة أبوحماد تجمعت أكثر من ثلاثة آلاف سيدة أمام مجلس المدينة لمدة ساعتين، وفى مدينة ديرب نجم تم إغلاق الشارع الرئيسى «الزقازيقالمنصورة»، بسبب الوقفات، كما امتلأ الميدان عرابى بالزقازيق بما يزيد على ألف سيدة تحرسهن قوات الأمن رافعات لافتات «لك الله يا فلسطين أفضل من الحكام العرب». وفى بليس، تجمعت أكثر من ألفى سيدة فى ساحة المنشية وانضمت إليهن العديد من البائعات اللاتى أطلقن أصواتهن تضامنًا مع المنكوبين فى غزة. وفى كفر صقر، تم إغلاق الطريق الفرعى المؤدى إلى مركز الحسينية وأولاد صقر، وامتلأ شارع البحر بالمنتقبات اللائى رددن الهتافات المعادية للإسرائيليين. وفى دمياط، تواصلت ردود الفعل الغاضبة بالشارع، حيث تظاهر المئات من أحزاب المعارضة والقوى السياسية والإخوان المسلمين أمس، عقب صلاة الظهر أمام المسجد الجديد بمدينة دمياط وسط حشود أمنية، وهتف المتظاهرون مطالبين بطرد السفير الإسرائيلى من مصر ووقف تصدير الغاز لإسرائيل. وفى بنى سويف، نظم الحزب الوطنى مؤتمرًا جماهيريًا أمام مدرسة النيل الثانوية بمدينة بنى سويف، ضم ما يقرب من 2000 مواطن لمناصرة غزة ضد العدوان الإسرائيلى. وعقب المؤتمر، قام قيادات الحزب الوطنى بوقفة احتجاجية أمام مدرسة النيل الثانوية، ورددوا «غزة لن تموت»، وهتفوا للرئيس مبارك على سياسته «الحكيمة» وجهود الوساطة المبذولة للتهدئة.