يتميز الحكام العرب بثلاث خصال يندر أن تتوفر لأحد: القدرة الخارقة على «البرود» وهدوء الأعصاب، وهم يتابعون دماء العرب والمسلمين تراق على أرض مغتصبة.. والعبقرية فى «صم» الآذان عن أصوات الجماهير الغاضبة، وكأنهم يحكمون بصك إلهى، وليس بإرادة المواطنين.. وأخيراً خاصية الالتصاق بالكرسى، دون استخدام «أوهو» أو «أمير» أو حتى شريط لاصق.. والسبب أنهم يدركون جيداً أن «الصمغ» الأمريكى أقوى، لأنه صنع خصيصاً لكراسى الحكم فى الوطن العربى! يقولون فى الأمثال العربية - وأمثالنا صادقة لأننا لا نقوى على غيرها - إن «كل برغوث على قد دمه».. وبرغوث الحكام العرب -رؤساءً وملوكاً وأمراءً وسلاطين - لا يقوى إلا على المواطنين، برغوث لا يغضب من أمريكا وإسرائيل، حتى لو علقوا أطفالنا فى الشوارع، ووضعوا رجالنا على «الخوازيق»، وهتكوا أعراض نسائنا على شاشتى ال«CNN» و«الجزيرة».. برغوث الحكام العرب «محلى»، وليس إقليمياً أو دولياً، يفور الدم فى عروقه إذا أطل معارضاً برأسه وقال: «أنا أختلف».. سنته تبقى أسود من قرن الخروب.. عساكر الأمن المركزى سوف يتلقون أمر «اضرب» فوراً.. وأمر «اضرب» كما تعلمون لم يصدر من حاكم عربى ضد أمريكا وإسرائيل منذ أن كنت فى «تالتة ابتدائى»، وأنا الآن على مشارف «الموت» المريح..! برغوث الحكام العرب محترف الطناش تجاه مذابح «غزة» والفلسطينيين منذ سنوات طويلة.. ول«البرغوث» البارد قاموس يختلف كلياً عن «مختار الصحاح» و«عبدالمجيد الصحاح» و«بعرور الصحاح».. ففى كل القواميس «الصحاحية» توجد كلمات تستخدمها «البراغيث» الأخرى فى مثل هذه «المجازر».. منها - مثلاً - كلمة «أهدد».. ومنها - مثلاً مثلاً - كلمة «أحذر».. ومنها - مثلاً مثلاً مثلاً - كلمة «أنذر».. ولكن «برغوث» حكامنا وضع لنفسه قاموساً على مقاس «الكرسى» أعنف كلماته «أندد».. «أشجب».. «أستنكر». ويتردد أن السادة الحكام يجرون حالياً مباحثات سرية لإضافة مصطلح جديد إلى «القاموس البرغوثى العربى»، يكون أكثر عنفاً وبطشاً فى مواجهة المذابح الإسرائيلية المتتالية.. ولكن الحكام العرب انقسموا ثلاثة فرق متصارعة فى اختيار هذا المصطلح: فريق متشدد يرى أن يكون المصطلح المستخدم فى البيانات العربية هو «إحنا زعلانين».. وفريق أكثر تشدداً يحارب فى جامعة الدول العربية لجعله «إحنا واخدين على خاطرنا».. وفريق متطرف يتمسك بعبارة نارية تقول «إسرائيل وحشة وكخة».. ويرى المراقبون أن الخلاف العربى الطاحن سوف يسفر عن استخدام أحد المصطلحين «الأول والثانى»، لأن كلمة «كخة» قد تغضب أمريكا، فتقلب الدنيا على الحكام العرب، فيضطرون إلى الاعتذار لإسرائيل فى الأممالمتحدة، وإصدار بيان يوقع عليه كل الحكام بأن سكرتير القمة العربية أخطأ وكتب كلمة «كخة» بدلاً من «كحة».. وسيقولون لأمريكا قطعاً إن الدنيا برد خالص و«الكحة» منتشرة فى قصور الرئاسة!! [email protected]