مسا التماسى.. يا مسا التماسى.. ياورد قاعد على الكراسى.. وكل التحية لإمام الموهوبين «الحاضر - الغائب»، نجم نجوم الصحافة فى عصرها الذهبى، ويجب أن يسبق اسمه الأستاذ «صلاح جاهين» فهو الأحق بالأستاذية. اتهمنى بطريقة هذا الزمان بعضهم عندما كتبت ما تعلمته من أساتذتى.. فهم يرون أن العودة للذين علمونى تعنى السخرية من الذين يجتهدون لمسح ما تعلمته من ذاكرتى!! لذلك أصارحكم القول بأننى وجدت فى المستقبل رائحة عطرة.. لا تقل أو تختلف كثيراً عن رائحة الماضى الزكية.. والقياس بالتأكيد مع الفارق.. ومن هنا أندفع على درب الأستاذ صلاح جاهين لأتحدث عن بعض من الذين أراهم نجوماً للمهنة فى قادم أيامها.. وتعمدت ذكر الشباب بالمعنى المهنى ومن حيث العمر.. ففى بلاط صاحبة الجلالة موهوبون آخرون أؤجل إلقاء الضوء عليهم، لأنهم يشاركوننى ضرورة الاحتفاء بالمستقبل، وهم معى يرون أن صعوبة الحاضر تفرض علينا التطلع لأيامنا الجميلة القادمة، قدر تقديرنا لأيامنا المحترمة الماضية وضمن مَنْ أراهم نجوماً للمستقبل، أقدم «محمد دنيا» باعتباره مشروع قيادة واعدة، وليس غريبا أن أذكر بعده «خالد صلاح» الذى سطع نجمه فى الوقت المناسب.. ومعه «خالد توحيد» و«عزت النجار» فكلاهما يستحق أكثر مما حصل عليه.. وقد يتقدمهم «ياسر محب» و«محمود خليل» فهما يمثلان نموذجاً للشباب العجوز !! وأرى فى أفق المستقبل «أكرم يوسف» و«علا الشافعى» و«حمدى الحسينى» باعتبارهم نماذج تتحدى اليأس وتعتصم بالموهبة.. وعلى شاطىء الإخلاص لمهنة الصحافة أجد «محمد القوصى» و«حاتم قرامان» مع «أميرة ناجى» و«هبة ياسين» و«محمد مصطفى».. وفى جزيرة الذين أحسبهم نجوماً قادمة تبرز أسماء «رغدة رأفت» و«جيهان شعراوى» و«عاطف عبدالواحد» و«إسلام حامد»، واسمحوا لى بالتأكيد على أن كل هؤلاء وغيرهم عشرات علمونى الحيوية، وأن أجدد نفسى مع البحث الدائم عن معارك فى الحياة تجدد خلايا مهنة البحث عن الحقائق الشهيرة باسم الصحافة. فى زمن قتل الموهوبين نجا أولئك وغيرهم - أملك قائمة بعشرات - لكنهم عاشوا يصارعون قلة منحرفة سيطرت على المشهد الصحفى بقوة نفاقها وقدرتها على التألق فى تقديم أدوار الفاسدين ومندوبى الإعلان والعمل كمستشارين لأصحاب السلطة والمال.. ولا أعرف إذا ما كانت قدرتى على التفاؤل سببها أساتذتى الذين أعتز بهم، أم نجوم المستقبل الذين أرى فيهم شخوص أوبريت «الليلة الكبيرة».. الموهوبون القادمون لم يجدوا فى زمنهم «صلاح جاهين» ليزفهم.. ورفاق الدرب من جيلى صادفوا كل صنوف العذاب على يدى قصار القامة الذين أصبحوا قيادات لهم.. ولا يحزننى أننى ابن جيل اعتقد فى الاشتراكية، فحصد النكسة بكل معانيها.. وجيلى أيضا كان مدعواً لرفع لواء القيم الدينية، وأدخلوه السجن بتهمة الإيمان.. من حسن حظى - وقد يكون سوء طالع - أننى واحد من جيل متهم بكل شىء وعكسه، فنحن متهمون بالكفاءة، لذا حقت علينا لعنة الجهلاء ليمسكوا بدفة السفينة.. ونحن متهمون بالانحياز للعلم والموضوعية، فكان جزاؤنا أن نمضى خلف أنصاف المتعلمين وأرباعهم عقاباً لنا على أننا لم نمارس الديماجوجية!! أن أتذكر أساتذتى فهذا يدعونى للفرح.. وأن أزف زملائى من الموهوبين فهذا يدعونى للفرح.. نعم أنا فرحان وعندى لوعة.. وقد أحصد ما أحاول زراعته من أمل بسواعد أصغر موهوبة - حسب اعتقادى - فى بلاط صاحبة الجلالة.. وأستأذنكم فى أن أزفها واسمها «بسنت نصر القفاص».. ويبقى الحديث عن «الليلة الكبيرة» قائماً وقائمة الموهوبين والموعودين بالمستقبل فيها الكثير. [email protected]