كشف عدد من الصيادلة ل«المصرى اليوم» سر اختفاء عدد كبير من الأدوية، معظمها أدوية السكر والضغط والقلب والملينات اللازمة لمرضى الكبد والكلى، موضحين أن بعض شركات الأدوية تعمدت إخفاء هذه الأدوية، حتى يلجأ المرضى إلى المستوردة منها، وهى بأسعار مضاعفة، حتى تتمكن هى الشركات من رفع أسعار هذه الأدوية فى وقت لاحق. الدكتور عادل مطر حنا، صيدلى بمنطقة باب الخلق، قال: منذ ثلاثة أشهر ونحن نعانى نقصاً شديداً فى أكثر من 200 نوع من أدوية علاج السكر والقلب والملينات اللازمة فى علاج الكبد والكلى، وازداد الأمر سوءاً منذ شهر تقريباً، بعد أن منعت بعض الشركات مثل «جلاسكو» و«سكويب» و«ايكو» و«المهن» عن توريد أدوية بعينها وامتناع باقى الشركات عن صرف البديل لهذه الأدوية، بحجة ارتفاع أسعار المواد الخام مع عدم وجود دعم من الدولة للشركات، وأصبح المواطن أمام خيار واحد للحصول على الدواء، شراء البديل المستورد الذى يصل سعره فى بعض الأحيان إلى 5 أضعاف سعر المنتج المصرى. وأضاف مطر: انضم إلى قائمة الأدوية المختفية من السوق كل المنتجات التى تحتوى على فيتامين «سى» المقيد فى علاج حالات نزلات البرد فى موسم الشتاء، وحقن الإنسولين المدعم البالغ سعرها 6.30 جنيه، والتى يعتمد عليها أكثر من 50٪ من مرضى السكر وألبان الأطفال، خاصة ناقصى النمو الذين يخضعون لعلاج داخل الحضانات لاكتمال نموهم، وهو ما دفع شركات الألبان المستوردة إلى رفع سعر الألبان لتحقيق مكاسب عالية. ونفس الشيء، أكده على إبراهيم، صيدلى بمنطقة بولاق الدكرور، قائلاً: «نعانى أيضاً من اختفاء حقن منع الحمل، لشهر وثلاثة أشهر، مما تسب فى اضطرابات كثيرة عند السيدات، خاصة أن هذه الحقن تعطى بعد اختبارات كثيرة للسيدات لاختيار الوسيلة المناسبة لهم، خاصة أن سعر المستورد منها يتعدى ال40 جنيهاً، كما أن هناك نقصاً شديداً لأدوية أزمات القلب والصدر، خاصة التى تعطى للمرضى فى أجهزة التنفس. وأضاف: تنشب العديد من المشاجرات والخلافات اليومية مع المرضى بحجة أننا نمنع عنهم الأدوية وبيعها لمن يدفع أكثر ولا يعرفون كم المعاناة التى نعانيها مع شركات الأدوية فى تلافى نقص هذه الأدوية. «الشركات منعت الأدوية من السوق حتى تطرحها بعد ذلك بأسعار مضاعفة، بهذه الكلمات علقت الدكتورة أسماء درويش، صيدلانية بالسيدة زينب، على أزمة اختفاء هذه النوعيات من الأدوية، قائلة: «أعانى يومياً مع المواطنين الذين يرفضون الحصول على بدائل للأدوية الناقصة، خاصة أن الصيدلية تقع فى منطقة شعبية ويصعب غالباً التفاهم مع المواطنين، كما أضطر إلى أن أطلب منهم الذهاب مرة أخرى إلى الطبيب حتى يكتب لهم أنواعاً بديلة من الدواء». وأضافت: المشكلة تكمن فى أن الأطباء يرفضون كتابة أنواع بديلة للمرضى بسبب تعاملهم مع شركات أدوية بعينها مما يصعب من دورنا ويقع المريض فريسة بين جشع الشركات ومصلحة الأطباء. وأشار الدكتور ناصر السيد، صيدلى بشارع قصر العينى، إلى أن الصيدلية التى يعمل بها تأثرت بنسبة 50٪، ويرجع ذلك إلى وجود معظم هذه الأدوية التى نقصت من السوق فى المخازن التابعة للصيدليات، كما هو معتاد حتى لا يشعر المتعاملون مع الصيدلية بوجود أى نقص فى الأدوية، وقال: خلال فترة زمنية بسيطة سنعانى نحن الآخرين من المشكلة نفسها التى تعانى منها باقى الصيدليات من نقص فى مجموعة كبيرة من الأدوية المصرية بعد أن تنفذ الكمية الموجودة بالمخازن، مما سيكون له أثر كبير على صحة المواطنين الذين سيعجزون عن شراء الأدوية المستوردة». ومن المواطنين محمد عبدالعظيم «48 عاماً» جاء من مدينة نصر إلى صيدلية الإسعاف بوسط القاهرة، مصطحباً طفلتيه الصغيرتين للبحث عن نوع من الدواء يستخدم فى علاج الإصابة بالشلل الرعاش، الذى أصيب به جاره منذ 5 أشهر ولم يجده، قال محمد: «منذ ثلاثة أسابيع وأنا أحضر بصفة دورية هذه الصيدلية، للسؤال عن أحد الأدوية الذى يستخدم فى علاج حالات الشلل الرعاش، الذى أصيب به جارى منذ خمسة أشهر، وكنت قبل ذلك أشتريه بصفة مستمرة من إحدى الصيدليات فى مدينة نصر، ولكنه اختفى من جميع الصيدليات هناك، منذ أكثر من شهر، وحتى الآن لم أستطع العثور عليه حتى فى صيدليات وسط البلد».
