كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم يموت منا الطفل الشيخ.. ولا يستسلم وتسقط الأم على أبنائها القتلى.. ولا تستسلم بناقلات جندكم.. وراجمات حقدكم وهددوا.. وشردوا.. ويتموا.. وهدموا لن تكسروا أعناقنا لن تهزموا أشواقنا نحن القضاء المبرم تقدموا.. تقدموا.. طريقكم وراءكم وغدكم وراءكم وبحركم وراءكم وبركم وراءكم ولم يزل أمامنا طريقنا وغدنا، وبرنا وبحرنا وخيرنا وشرنا فما الذى يدفعكم من جثة لجثة؟ وكيف يستدرجكم من لوثة..للوثة؟ سفر الجنون المبهم.. وراء كل حجر كفُّ وخلف كل عشبة حتف وبعد كل جثة فخ جميل محكم وإن نجت ساق.. يظل ساعد ومعصم تقدموا.. تقدموا.. كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم تقدموا.. تقدموا.. حرامكم محلل.. حلالنا محرم بشهوة القتل التى تقتلكم وصوبوا بدقة.. لا ترحموا وسددوا للرحم.. إن نطفة من دمنا.. تضطرم كيف اشتهيتم.. واقتلوه قاتلكم مبرأ قتيلنا متهم ولم يزل رب الجنود قائما.. وساهرا ولم يزل قاضى القضاة المجرم لا تفتحوا مدرسة.. لا تغلقوا سجنا ولا تعتذروا.. ولا تحذروا.. لا تفهموا.. أولكم.. آخركم، مؤمنكم.. كافركم.. وداؤكم مستحكم فاسترسلوا.. واستبسلوا.. واندفعوا.. وارتفعوا واصطدموا.. وارتطموا لآخر الشوط الذى ظللكم وآخر الحبل الذى ظللكم فكل شوط.. وله نهاية وشمسنا بداية.. البداية لا تسمعوا.. ولا تفهموا كل سماء فوقكم.. جهنم وكل أرض تحتكم.. جهنم لا خوذة الجندى.. لا هراوة الشرطى لا غازكم المسيل للدموع.. غزة تبكينا.. لأنها فينا ضراوة الغائب فى حنينه إلى الرجوع من شارع.. لشارع من منزل.. لمنزل من جثة.. لجثة يصيح كل حجر مغتصب تصرخ كل ساحة.. من غضب يصيح.. كل عصب الموت.. لا الركوع موت.. ولا ركوع تقدموا.. تقدموا.. تقدموا... (من أشعار سميح القاسم)