تقيم أكاديمية الفنون يوماً سنوياً للاحتفال بخريجيها، وتكريم بعض من الذين تعتبرهم من أعلام أولئك الخريجين، وقد شرفنى رئيس الأكاديمية الدكتور سامح مهران، والدكتور حسن عطية عميد معهد المسرح، الذى تخرجت فيه عام 1965 بتكريمى فى يوم الأكاديمية هذا العام، الذى عقد أمس الأول. يحمل يوم الأكاديمية اسم زكى طليمات (1899- 1982) عن حق، فهو مؤسس أول معهد لتدريس التمثيل والمسرح فى مصر والعالمين العربى والإسلامى فى القاهرة عام 1930، الذى كان نقلة حضارية كبرى بعد أن كانت المسارح تحرق فى دمشق وبيروت قبل 70 عاماً من ذلك التاريخ تحت دعوى تعارض الإسلام مع التشخيص، وكان طليمات الضلع الثالث فى المثلث الذهبى لنهضة المسرح فى مصر مع بدايات القرن العشرين مع جورج أبيض (1880- 1959) ويوسف وهبى (1898- 1982)، ولولا هذه النهضة لما عرفت مصر إنتاج الأفلام الروائية الطويلة عام 1927. ومن غرائب المصادفات أن يأتى تكريم من أكاديمية الفنون بعد يوم واحد من تلقى خطاب من البنك بأن جريدة «الجمهورية»، التى عملت بها منذ 1965، أوقفت راتبى منذ أول يوليو هذا العام لبلوغى السن القانونية للتقاعد عن الوظيفة، رغم أن عيد ميلادى فى أول ديسمبر، ولكن «الجمهورية» اعتبرت التقاعد من بداية السنة المالية، التى يحل فيها الموعد، ولست من مؤيدى الاستمرار فى الوظائف بعد سن التقاعد لإتاحة الفرصة للأجيال الأخرى، ولكنى لم أتوقع أن أعلم بذلك من حساب البنك، وعوضنى تكريم الأكاديمية فى اليوم التالى خير تعويض. تخرجت فى معهد المسرح عندما كان فى الزمالك، وقبل إنشاء الأكاديمية التى جمعت كل معاهد الفنون، وكان التخرج فى قسم النقد يفرض كتابة مسرحية أو رسالة فى النقد، وقد كتبت مسرحية شعرية من فصل واحد عنوانها «نوح أو الطوفان» تنتهى برفض نوح إنقاذ العالم، ولكن الدكتور فوزى فهمى الذى كان معيداً مع الدكتور محمد مندور، رئيس قسم النقد، نصحنى بكتابة بحث لأن مندور لن يقبل تشاؤم المسرحية، فكتبت بحثاً عن مسرح صامويل بيكيت بعنوان «دلالات الصمت فى مسرحية.. فى انتظار جودو»، وكانت لجنة المناقشة برئاسة الدكتور على الراعى، وأشرف عليها بصفة شخصية الدكتور لويس عوض من خارج أساتذة المعهد، وحصلت الرسالة على درجة الامتياز. وقد قرأت فى «أخبار الأدب» عدد 10 أغسطس الماضى خبراً عن رسالة ماجستير أجيزت فى المعهد للباحث حاتم حافظ بعنوان «آليات تفكيك الخطاب المهيمن فى نصوص صامويل بيكيت»، وشعرت بتواصل الأجيال فى دراسة الكاتب العظيم. [email protected]