توفى مساء أمس الأول السائق محمد حسن «24 عامًا» داخل مستشفى الدمرداش العام بعد 5 أيام من إطلاق الشرطى محروس حسنين محمود «38 عامًا»، الرصاص عليه لرفضه دفع 100 جنيه رشوة له مقابل إنهاء مشكلة تتعلق بتراخيص سيارة الضحية. احتشد أقارب المجنى عليه وشقيقاته الثلاث وأزواجهن وزملاؤه فى العمل أمام مستشفى عقب سماع الخبر وانهارت والدته المسنة، وأغشى عليها، فيما صرخ والده المعاق: «دم ابنى فى رقبة الحكومة، ابنى مات عشان مش معاه 100 جنيه». وتم نقل السائق الضحية إلى مشرحة زينهم أمس وسط رفض أهله أن يتم تشريح جسده، فيما أقنهم ضباط الشرطة المتواجدون أمام المشرحة بضرورة استخراج الرصاصة المستقرة فى رأسه لدواع قضائية لإثبات حقه، مما أدى إلى هدوئهم وموافقتهم على الأمر. واحتشد المئات من عناصر الأمن المركزى أمام مستشفى الدمرداش العام ومشرحة زينهم لمنع أى احتكاك بين أهل المجنى عليه وعناصر الشرطة وحضرت خطيبة المجنى عليه، الذى كان يستعد لعقد قرانه عليها وأخذت تصرخ قائلة «يا محمد رحت فى عز شبابك». وعلمت «المصرى اليوم» أن المجنى عليه دخل فى غيبوبة كاملة قبل يومين، «توفى أكلينكيا»، وتوقفت جميع وظائف جسده عن العمل، كما أصيب بفشل كلوى وتم نقله إلى جهاز الإعاشة الطبية، وأنه سيتم دفنه فى مدافن العائلة بقرية أجهور بالقليوبية. وقال يسرى عبدالرازق، محامى المجنى عليه ل«المصرى اليوم»، إنه أدعى مدنيًا ضد وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى، ومدير أمن القليوبية، وضباط الكمين الذين أوقفوا الضحية، وأرسلوا معه مندوب الشرطة - الذى أطلق عليه الرصاص - لإعادته إليهم. وكانت نيابة ثان شبرا الخيمة قد وجهت اتهامى الشروع فى القتل وطلب الرشوة لمندوب الشرطة محروس حسنين محمود، بعد اتهام أسرة السائق محمد حسن، وتباع سيارة المجنى عليه له بإطلاق رصاصتين على المجنى عليه، اخترقت إحدهما مخه واستقرت فيه لرفضه دفع مبلغ 100 جنيه، رشوة لمندوب الشرطة حتى ينهى مشكلة متعلقة بتراخيص سيارة المجنى عليه. وكانت منطقة بهتيم قد عاشت يوم الثلاثاء الماضى، حالة من الرعب عندما فزعوا على أصوات طلقتى رصاص داخل أتوبيس خاص، واكتشفوا أن مندوب الشرطة أطلق الرصاص على رأس السائق فى حضور التباع، الذى أكد أن خلافًا حدث على قيمة رشوة، بينما قال مصدر أمنى إن الشرطى أطلق النار لمنع السائق من الهروب فى الشوارع الجانبية. فيما نفى المتهم أمام قاضى المعارضات إطلاقه الرصاص على السائق محمد حسن وطلبه 100 جنيه رشوة منه لإنهاء مشكلة تتعلق بتراخيص سيارة المجنى عليه، وبرر إطلاقه الرصاص بمحاولة المجنى عليه الهروب منه وعدم العودة معه لكمين الشرطة، الذى أوقفه أمام كوبرى مسطرد لانتهاء تراخيص سيارته، على حد قوله.