أعلنت مصادر مطلعة فى الولاياتالمتحدة أن شركتى صناعة السيارات العملاقتين «جنرال موتورز» و«كرايسلر» أحرزتا تقدماً كبيراً بشأن الحصول على قروض طارئة فى إطار حزمة مساعدة من الإدارة الأمريكية. وبحسب المصادر ذاتها، تشترط حزمة المساعدة إعادة هيكلة شاملة فى شركتى السيارات المتعثرتين عن طريق الحصول على تنازلات جديدة من اتحادات العمال والدائنين للشركتين وذلك مقابل قروض مؤقتة لتسيير نشاط جنرال موتورز وكرايسلر لعدة أشهر. وأشارت المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية ستعلن عن تلك القروض المؤقتة خلال ساعات. جاء ذلك فيما توقعت صحيفة «نيكي» الاقتصادية اليابانية أن تمنى تويوتا موتور أكبر شركات السيارات فى البلاد بخسائر هذا العام مع تسجيلها أول خسائر تشغيل سنوية على الإطلاق. وكانت تويوتا قامت خلال شهر نوفمبر الماضى بخفض كبير فى توقعاتها بالنسبة لحجم أعمالها خلال العام الحالى. وفيما خفضت شركة «كارنيفال كوربوريشن»، أكبر شركات الملاحة البحرية فى العالم من توقعاتها المستقبلية بشأن الأرباح لهذا العام بسبب تداعيات الأزمة المالية، توقع معهد التمويل الدولى انخفاضا فى النمو لدى المؤسسات المالية الكبرى فى العالم العام المقبل نسبته 0.4%، وهو توقع أكثر تشأوما من توقعات سابقة. وقال تشارلز دالارا، مدير معهد التمويل الدولى، إن الأزمة الاقتصادية الحالية «تتشكل لتصبح أعنف ركود يمر به العالم بصورة متزامنة فى التاريخ الحديث» وقال المعهد إنه لم تكن هناك حالة انكماش فى العالم فى ال50 سنة الأخيرة. وتوقع كل من صندوق النقد الدولى والبنك الدولى حدوث ركود عالمى خلال السنة المقبلة وقدر النمو بأقل من 3% ولكن مازال هناك توقع بحدوث نمو إيجابى على مدار السنة. يذكر أن التوقع الأكثر تشأوما يرجع بشكل كبير إلى التدهور الحاد فى الدول النامية. وفى الإطار ذاته، توقعت مؤسسة «آى دى سي» البحثية الاستشارية العالمية تراجع مبيعات الهواتف المحمولة فى العالم لأول مرة منذ عام 2001 نتيجة للأزمة المالية العالمية. وتنبأ تقرير المؤسسة بانخفاض إجمالى مبيعات الهواتف المحمولة بنسبة 1.9% خلال عام 2009 وذلك بعد سنوات من نمو سنوى زاد عن 10% مع تنامى الطلب فى الأسواق الناشئة. فى غضون ذلك، واصلت أسعار النفط الأمريكى تراجعها فى الأسواق الآسيوية أمس، لتقترب من تسجيل أدنى معدل لها منذ 4 أعوام ونصف. فقد سجل سعر برميل خام غرب تكساس الخفيف تسليم يناير المقبل 36.80 دولار، بتراجع مقداره 58 سنتا عن سعر الإغلاق أمس الأول. فى الوقت نفسه، أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن هبوط أسعار النفط وتراجع الطلب على الخام وتخفيضات إنتاجه ستتسبب فى خسارة أوبك 151 مليار دولار أخرى فى صورة عائدات مفقودة لصادرات النفط العام المقبل. وقد تسبب الكساد فى الولاياتالمتحدة وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمى فى هبوط الطلب على النفط وهوى بأسعار النفط هبوطا شديدا. كما توقع محللون اقتصاديون أن تعانى السعودية والدول الخليجية الأخرى المنتجة للنفط عجزا غير معتاد فى ميزانياتها العام المقبل وذلك بسبب انهيار أسعار النفط والتخفيضات الحادة لإنتاج الخام. وأضافوا أنه مع ذلك فإن الفوائض الضخمة التى تراكمت خلال الازدهار النفطى الذى دام 6 أعوام وارتفعت فيه أسعار النفط 7 أضعاف مقارنة بمستويات عام 2002 ستمكن أكبر منطقة مصدرة للنفط فى العالم من الاستمرار فى الإنفاق لمساندة الاقتصاديات المحلية خلال الكساد العالمى. على صعيد أسواق المال، تراجعت الأسهم اليابانية أمس فى أعقاب تراجع نظيرتها الأمريكية فى بورصة وول ستريت. حيث تراجع مؤشر نيكى القياسى بنسبة 1.1% ومؤشر توبكس، الأوسع نطاقا بنسبة 0.38% وذلك قبل قرار البنك المركزى اليابانى تخفيض سعر الفائدة الرئيسى إلى 0.10% فى محاولة لتخفيف نقص الائتمان لدى الشركات وسط ارتفاعات حادة للين. وأغلق مؤشر الأسهم الأمريكية أمس الأول على تراجع حاد فى أعقاب هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات ونصف. فقد هبط مؤشر داو جونز بنسبة 2.49، وخسر مؤشر ناسداك المجمع لأسهم التكنولوجيا بنسبة 1.71%. وفى أسواق العملات انخفض الدولار أمام اليورو ليسجل 66.59 سنت يورو مقابل 69.42 سنت يورو عند الإغلاق أمس الأول. غير أن العملة الأمريكية ارتفعت أمام الين اليابانى لتسجل 89.41 ين مقابل 87.26 ين أمس الأول.
