على مدار ثلاثة أيام، عقدت الأسبوع الماضى فعاليات الملتقى الرابع للمنتجين العرب فى مقر جامعة الدول العربية. وكعادة كل عام غاب النجوم عن حفل الأفتتاح الذى لم يحضره من مشاهير الفن سوى صلاح السعدنى، واتسمت الفعاليات بسوء التنظيم، والغموض فى معايير انتقاء الشخصيات التى تم تكريمها فى حفلى الافتتاح والختام، وهو الأمر الذى أثار شبهة المجاملة والمحسوبية فى الترشيحات، كما تردد أن بعض الأعمال الدرامية التى تم اختيارها ضمن القائمة الذهبية للدراما العربية كانت بغرض المجاملة! وعلمت «المصرى اليوم» - من مصادر فضلت عدم ذكر أسمائها أن إحدى الشخصيات العربية البارزة المشاركة فى إدارة الاتحاد والملتقى تدخلت قبيل حفل الختام، وطالبت بتكريم فنانة مغربية، لكن إدارة الملتقى رفضت، فأصرت تلك الشخصية على طلبها وهددت بالانسحاب من الملتقى إذا لم تلب الإدارة طلبها. وخلال الندوة، التى عقدت على هامش الملتقى، هاجم المنتج إسماعيل كتكت المسلسل الأردنى «اجتياح»، الذى فاز بجائزة أمريكية باعتباره أحسن مسلسل لعام 2007، وقال كتكت: «فوز هذا المسلسل لاعتبارات سياسية، لأنه أظهر العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما تريدها أمريكا، وأكبر دليل على صحة كلامى أن هذا العمل لم يعرض فى الأردن إلى الآن، أى أن قنواتنا لها موقف وطنى تجاه المسلسل». وشهدت ندوات الملتقى إشادة رسمية بموقف الصحفى العراقى منتظر الزيدى الذى ألقى بحذائه فى وجه الرئيس الأمريكى أثناء آخر زيارة له فى بغداد. وعلى الرغم من إعلان إدارة الملتقى أن حفل الافتتاح سيشهد تكريم الإعلاميين فقط، فيما سيقتصر حفل الختام على تكريم المبدعين من صناع الدراما التليفزيونية، فإن ما حدث كان عكس ذلك، حيث تم تكريم عدد كبير من الإعلاميين فى حفل الختام ومنهم عمرو الليثى ومصطفى بكرى، كما شهد حفل الافتتاح تكريم شخصيات دبلوماسية بعيدة عن العمل الإعلامى والدرامى بشكل عام ومنهم سفير البحرين فى مصر «خليل إبراهيم». وفضلاً عن عدم وجود معايير واضحة لاختيار الشخصيات التى تم تكريمها، اتسمت التكريمات عمومًا بسلبية أخرى هى زيادة عدد المكرمين داخل المجال الواحد، فقد شهد حفل الختام وحده تكريم أكثر من 30 ممثلاً وممثلة مصرية وعربية، وتردد أن إدارة الملتقى لجأت لذلك حتى تجذب أكبر عدد ممكن من النجوم لحضور حفل الختام حتى لا تكرر مأساة حفل الافتتاح الذى خلا من النجوم. وشهدت الدورة الرابعة حجب لقب «فارس الإعلام العربى»، الذى اعتاد الاتحاد منحه سنويًا لإحدى الشخصيات الإعلامية البارزة، ولم تذكر إدارة الملتقى أى تفاصيل حول حيثيات الحجب، واكتفت بالتأكيد على أن اللقب سيتم منحه لإحدى الشخصيات خلال فبراير المقبل، وأن التأجيل سببه الاختلاف بين أعضاء مجلس إدارة الاتحاد حول بعض الشخصيات، ومدى أحقية أى منهم بالفوز. فى الوقت نفسه ذكرت مصادر من داخل الملتقى - فضلت عدم ذكر أسمائها - أن إحدى الشخصيات البارزة فى قناة «السومرية» كانت مرشحة للفوز باللقب، وأن إدارة المهرجان كانت لها طلبات محددة من مسؤولى القناة لكن هذه الطلبات لم تستوف، فتم شطب هذا الاسم وتأجل الإعلان عن الفائز حتى شهر فبراير المقبل. وقبل بدء الملتقى كانت إدارته قد أعلنت أن القائمة الذهبية ستضم 50 مسلسلاً مصريًا وعربيًا لا أكثر، ولكن فوجئ جمهور الملتقى بمائة مسلسل تم ترتيبها أبجديًا، وهو ما أثار استياء النقاد والمتخصصين للعديد من الأسباب،منها أن زيادة عدد الأعمال المختارة تسببت فى عدم الشعور بفوز أو تكريم، كما أن الترتيب الأبجدى كان طريقة دبلوماسية لإرضاء كل صناع المسلسلات المختارة، فضلاً عن أن القائمة كانت نتاج استبيان لم يرتكز على أى أسس علمية، حيث انقسم الاستقصاء بشكل عشوائى بين النقاد والجمهور، وعدد النقاد الذين شاركوا فى الاستبيان لم يزد على 243 ناقدًا من أصل 300 أرسلت إليهم إدارة المهرجان استمارات استبيان. وبحسب الموقع الإلكترونى لاتحاد المنتجين العرب فإن 3471 مشاهدًا مصريًا وعربيًا أدلوا بأصواتهم فى هذا الاستقصاء. مبادرة ملتقى المنتجين العرب حظيت بترحيب شديد، لكن تنفيذها اتسم بالعديد من السلبيات نتمنى ألا تتكرر فى الدورات المقبلة.
