تجددت الاشتباكات المسلحة فى قطاع غزة أمس، فى انتهاك جديد لحالة التهدئة، بين قوات الاحتلال الإسرائيلية ومقاومين فلسطينيين، الأمر الذى أسفر عن سقوط 4 شهداء، واعترف الجيش بأن قوة من جنوده فتحت النار على مسلحين اقتربوا من الحاجز الأمنى، على حد قولهم، بينما أكدت كتائب عز الدين القسام وقوع الاشتباكات دون الإدلاء بأى تفاصيل. من ناحية أخرى، شنت الحكومة الفلسطينية المقالة بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما لاذعا على خطاب الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، واصفة ما تضمنه ب«المواقف غير المقبولة»، ومعتبرة أن «الذى أعده له مجموعة من الأفاكين»، على حد تعبيرها، ورأى بيان الحكومة أن ما ورد فى خطاب الرئيس «جملة من الأكاذيب والأضاليل ومؤشر على عدم المسؤولية وعلى أن الرجل ليس جديرا بقيادة الشعب الفلسطينى، وأنه جزء من الأزمة وليس الحل كما أنه دمر جسور التواصل والحوار، وهو وحده يتحمل مسؤولية ذلك». واعتبرت حكومة حماس أن ما قاله أبومازن أساء لذكرى الفقيد الراحل ياسر عرفات، مشددة على أن إحياء ذكرى أبو عمار ليست ب «التحريض الذى يمارسه الرئيس عباس وتكريس الانقسام وبذر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد»، وأضافت أن ما جاء فى الخطاب يعد «اعترافا صريحا بتورطه فى حصار قطاع غزة.. بما فى ذلك تواطؤه فى اعتقال النواب، وتحريض الاحتلال الإسرائيلى بعدم التجاوب مع مطالب الفصائل الآسرة للجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط». كان الرئيس الفلسطينى قد اتهم فى وقت سابق حركة حماس ب «إفشال» الجهود المصرية لإطلاق الحوار الوطنى، وشدد على تمسكه بخيار الحوار ودعم جهود إنهاء الانقسام الداخلى، وطالب فى كلمته خلال احتفالية مهرجان إحياء الذكرى الرابعة لرحيل عرفات فى رام الله جامعة الدول العربية بفرض عقوبات على حماس. على صعيد آخر، أكد النائب الفلسطينى جمال الخضرى، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن الخطر لازال يهدد جميع مناحى الحياة فى قطاع غزة، جراء أزمة نقص الوقود المتواصلة، وإغلاق معابر القطاع التجارية، ونبه إلى أن «ما سمح الاحتلال بإدخاله من وقود لمحطة توليد الكهرباء لا يكفى بحد أقصى ليوم واحد، ثم تعود غزة إلى الظلام الدامس». بدورها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنها ستضطر لإنهاء عملية توزيع المواد الغذائية لأكثر من 750 ألف فلسطينى فى قطاع غزة بحلول اليوم، ما لم تستلم الكميات المطلوبة من الطحين والزيت والحليب واللحوم، وعزت الوكالة فى بيان صحفى القرار إلى استمرار إسرائيل فى إغلاق المعابر. إسرائيليا، فاز المرشح العلمانى نير بركات، وهو رجل أعمال يمينى ثرى، فى الانتخابات البلدية لمدينة القدسالمحتلة، ب 50 % من الأصوات، وأعلن التليفزيون الإسرائيلى أن منافسه اليمينى المتطرف مائير بوروش حصل على 42 %، فى حين نال الملياردير الروسى الأصل أركادى جايداماك 7 % من الأصوات، وهو المرشح الذى أعطاه عرب إسرائيل، ممن لم يقاطعوا الانتخابات، أصواتهم.