نجح أحمد عزمى فى تحقيق نقلة فى مشواره بعد نجاحه فى تقديم شخصية «جرجس»، من خلال فيلم «الوعد» للكاتب وحيد حامد ويعتبرها شهادة ميلاده السينمائية رغم أنه سبق أن قدم عدداً من الأفلام، لكن هذا الفيلم هو الوحيد الذى وقع على بطولته قبل قراءته - على حد قوله - باعتباره عملاً سينمائياً متكاملاً. وكان لنا معه هذا الحوار: ■ ما رد الفعل على دورك فى فيلم «الوعد»؟ - هذا الفيلم كان رهاناً حقيقياً بالنسبة لى، وأعتبر نجاحى من خلاله نقلة كبيرة فى مشوارى السينمائى، ورد الفعل الذى حققته أفضل رد فعل حدث لى فى حياتى، ويرجع ذلك إلى طبيعة المشروع ككل، لأننى منذ أن وافقت عليه كنت أعى تماماً أننى بصدد عمل مهم وكبير سيظل فى ذاكرة السينما، لأن معظم القائمين عليه تم اختيارهم بعناية. ■ وكيف كان موقفك من مساحة الدور؟ - لا تشغلنى مساحة الدور فى الأفلام المهمة، ودور «جرجس» رغم صغر مساحته فإنه لا يجوز الاستغناء عنه فى الفيلم لأنه يمثل الابتسامة الوحيدة، بالإضافة إلى أن هناك مجموعة من المؤلفين لا يجوز أن أنظر لمساحة الدور معهم لأنهم لا يكتبون أدواراً إلا إذا كانت مهمة ومؤثرة، ومنهم وحيد حامد ورأفت الميهى وداود عبدالسيد، فكل شخصية فى أفلامهم لها عالمها الخاص والمدار الذى تسير فيه، وشطارة الممثل أن يقدم الدور كما يجب دون النظر إلى المساحة. ■ ولكنك آخر ممثل تم اختياره للفيلم؟ - هذا حقيقى، وكان قبل التصوير بأيام معدودة، وقد تلقيت مكالمة من وحيد حامد قال لى: «لدىّ دور لك فى فيلم لكنه ليس البطل»، ومنذ هذه المكالمة قررت الالتحاق بالفيلم حتى لو كنت سأقدم مشهداً واحداً، وذلك من أجل وحيد حامد حتى أتشرف بالدخول فى ألبومات أحد أفلامه، لأننى أعتبر ذلك حلماً، لأن أفلامه تعد تشريحاً حقيقياً لطبيعة المجتمع المصرى. ■ ولماذا اعتذرت عن بطولة فيلم «دم الغزال»؟ - لم أعتذر، ولكن انتهى المشروع بعد أن حدث سوء تفاهم بينى وبين الأستاذ وحيد، وكنت أتمنى أن أصحح وجهة نظره تجاهى، كما قرر هو أن يصالحنى ب«جرجس»، وقررت أن أبادله الصلح بأن أقدم هذا الدور كما يريد، وأن أثبت له أننى قدر المسؤولية. ■ وكيف تعاملت مع الشخصية؟ - منذ البداية وأنا أرى أن «جرجس» هو الحس الكوميدى الوحيد الموجود فى الفيلم، وكنت حريصاً على أن أقدم هذه النكهة من خلال الشخصية، ووضعت بعض الإفيهات فى إطار الحديث الطبيعى للشخصية حتى تخرج الإفيهات بشكل طبيعى، وتعاملت مع الشخصية بجدية شديدة لأن الاستظراف كان سيفسد ميزاتها، بالإضافة إلى أنها الشخصية الوحيدة غير المتورطة فى شبكة العلاقات المشبوهة فى الأحداث. ■ ولماذا قدمت الشخصية بشكل يكاد يكون غير منظم؟ - لأن جرجس من أيتام الكنيسة ويعمل «حانوتى» فى إحدى الجمعيات القبطية، وحياته منغلقة تماماً داخل هذا العالم، لذلك كان هناك تفكير بأن يظهر مهملاً فى نفسه، فشعره لا يحلقه، وذقنه تبدو محلوقة بشكل غير منتظم، لذلك كنت أضطر إلى قص أجزاء محددة من ذقنى ولم أضع ماكياجاً طوال التصوير، حتى تبدو الشخصية واقعية لأنه كان لابد أن يظهر «جرجس»، وكأنه خارج من تابوت، بالإضافة إلى أن شخصية «جرجس» كانت لابد أن تظهر مختلفة، لأن هناك تشابهاً كبيراً فى الشكل بينى وبين آسر ياسين. ■ وكيف حضرت لمشهد الدفن على الجبل؟ - هذا المشهد أكثر المشاهد التى استوقفتنى لأنه كان يحتاج إلى طقوس خاصة سواء فى قراءة الإنجيل أو طريقة الدعاء، وقد ذهبت إلى مجمع الأديان وحضرت إحدى الجنازات ورأيت كيف يتم التعامل مع الموتى، كما أن هناك نبرة محددة لقراءة الإنجيل، وطريقة مختلفة فى الدعاء. وقد تعرفت على كواليس أخرى من خلال بعض الأقباط العاملين فى الفيلم وبصراحة أعتبر هذا جديداً على السينما المصرية بأكملها، وكان هناك اهتمام كبير من المخرج محمد ياسين فى تقديمه، وكان من المقرر أن نرفع تابوتاً خفيفاً حتى نستطيع أن نصعد الجبل، ولكن فى البروفة رفض محمد ياسين ذلك، واستعان بتابوت حقيقى أثناء التصوير، مما سبب لنا بعض الأزمات، ووقعت على ظهرى فى إحدى البروفات. ■ هل حددت موقفك من الأعمال التليفزيونية؟ - بصراحة أعتبر مرحلة الانتشار قد انتهت، ولابد أن أخطو خطوات جدية فى السينما، لذلك قررت تقديم عمل تليفزيونى مميز واحد كل عام، أقدم من خلاله نقلة حقيقية، ولكن سأبدأ فى التركيز على السينما.