بدون مجاملة يكتبها مصطفى عبدالله

٭٭ لقى الأهلى هزيمة ثقيلة وغريبة فى اليابان ولم يقدم العرض المنتظر وظهر لاعبوه ونجومه فاقدين التركيز وروح الكفاح ويجرون أقدامهم وكأنهم يحملون أكياساً من الرمل خاصة مع بداية الشوط الثانى، وفشلهم فى الدفاع عن تقدمهم بهدفين فى الشوط الأول من ثلاث هجمات على عكس سير المباراة التى سيطر عليها باتشوكا المكسيكى.
 وأعتقد أن الهزيمة تعود إلى عدة عوامل منها الثقة الزائدة بالنفس التى وصلت إلى حد الغرور سواء للمدير الفنى واللاعبين مع زيادة جرعة الشحن التدريبى والفنى والمعنوى التى أدت إلى التوهان فى الملعب ووقع بعض اللاعبين فى أخطاء ساذجة كانت وراء الهزيمة.
وتبخر الحلم وخاصة خط الدفاع ومن ورائهم الحارس أمير عبدالحميد الذى يتحمل مسؤولية ثلاثة أهداف خاصة الهدف الثانى الذى أدى إلى الانهيار الكامل للفريق بعد أن أخطأ فى ترتيب حائط الصد أمام مرماه، وترك ثغرة كبيرة ووقوفه خلف الحائط وهى أخطاء ساذجة لا يقع فيها حارس مبتدئ، فضلاً عن تأخر جوزيه فى إجراء التغييرات المطلوبة من أجل ربط خطوط الفريق الثلاثة وعدم قراءته الجيدة خطة الفريق المنافس خاصة فى الشوط الثانى.
٭٭ التقيت به بالصدفة بعد مرور نحو 40 سنة وبعد صداقة وزمالة ملاعب طويلة فوجدته حزيناً مهموماً وعندما استفسرت عن الأسباب قال لى محمود حسن، نجم نادى الترسانة فى عصره الذهبى.
أشعر بالظلم والإهمال لعدم تقديرى رغم تاريخى الطويل سواء مع الترسانة الذى فزت باسمه بالدورى العام وكأس مصر مرتين فى الستينيات مع الجيل العظيم الذى كان يضم الشاذلى ومصطفى رياض وبدوى عبدالفتاح وحرب وإبراهيم الخليلى والأشقاء الثلاثة سعيد ومحيى ومحمد شرشر وحسين العقر ومحمد باجنيد وفؤاد جودة وخيرى وزعتر وهزمنا الأهلى فى أسبوع واحد 0/5 و2/4 أو مع منتخب مصر بعد أن حققنا إنجازاً تاريخياً بالحصول على المركز الرابع فى أوليمبياد طوكيو والثانى فى نهائيات كأس الأمم الأفريقية بغانا.
 وعلى الرغم من أننى حصلت بعد الاعتزال على دورات تدريبية من ألمانيا والبرازيل مثل الكابتن حسن شحاتة فمازال اتحاد الكرة يتجاهلنى ويرفض تعيينى مديراً فنياً لأحد فرق الناشئين، ونفس التجاهل من نادى الترسانة الذى أفنيت عمرى فى خدمته، وحتى القنوات الفضائية الرياضية تجاهلت استضافتى ولو مرة واحدة على الرغم من أننى، حسب تصنيف النقاد، كنت ضمن أحسن من شغل مركز الجناح الأيسر فى مصر فى الستينيات.
 وأعتقد أن المشكلة ليست خاصة بمحمود حسن فقط بل بالغالبية العظمى من جيل الستينيات الذين كانوا يتقاضون الملاليم مقارنة بملايين اليوم وتعود إلى تجاهل الإعلام لتاريخ هؤلاء النجوم المظلومين وتجاهل الصحافة والبرامج الرياضية تاريخهم وإنجازاتهم وعدم الاستفادة من خبراتهم الطويلة وعدم منحهم فرصة من جانب الأندية أو اتحاد الكرة بعد انتشار الشللية والعشوائية وتحقيق المصالح الشخصية لتولى تدريب أحد فرق الناشئين رغم شهاداتهم الدولية وانتشار مبدأ الوساطة والمحسوبية وتحقيق المصالح الشخصية بعيداً عن الإنجازات والشهادات والكفاءة والأخلاق للأسف الشديد.