انتقدت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ الاجتماع السياسى بجامعة القاهرة، طريقة أسلوب الخطاب السياسى الموجه للشعب المصرى وقالت: للأسف الشديد مازال المتحدث الأول باسم الدولة يستخدم لغة لفظية وجسدية تتسم بالعنف والتهكم على الشعب وازدرائه بدليل أننا مازلنا نستمع إلى نغمة «احنا بنشحت عليكم وأنتم عمالين تزيدوا وتكتروا، طيب هنجيب لكم سم هارى منين»، مشيرة إلى أن الخطاب السياسى الموجه للشعب يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الدولة طلقت المجتمع وتريد التخلص منه. وأشارت، خلال ندوة صالون قصر الأمير طاز برئاسة الإعلامية سوسن الدويك، إلى أن الخطاب الدينى تحول إلى خطاب تأديبى سلطوى موجه، لا يقبل صاحبه الاعتراض من أحد على ما يقول وهو ما يرسخ العنف فى نفوس المستمعين، حيث يستخدم المتحدث لغة جسدية بشكل يوحى أنه سيضرب المستعمين، بالإضافة إلى استخدام مكبرات الصوات بشكل مبالغ فيه، وتابعت: للأسف الشديد لم يبق فى مصر من الدولة سوى السلطة والعسكر وإذا لم تقم الدولة بدورها كما ينبغى «فلتذهب إلى الجحيم». وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: مازلنا نفتقد الإعلام الحقيقى حيث نعيش أعلى مستوى من الفراغ، مشيراً إلى أن الإعلام المصرى فقد مصداقيته، نظراً لارتباطه بالسلطة هو ما دفع الأدعياء من رجال الدين لملء هذا الفراغ، وهو ما يزيد من صور العنف فى المجتمع. وأضاف أن قادة الرأى والسياسة يفتقدون المصداقية، حتى الانتماء للأحزاب لم يعد وطنية يفخر بها الأعضاء، وإنما تحول إلى صفقة وهو ما يزيد من صور البلطجة بين الفئات والطبقات، ولفت العالم إلى أن الإعلام المصرى يكون خبرات إجرامية لدى الجماهير، خصوصاً عندما يتناول أدق تفاصيل السلوك الإجرامى لبعض الحوادث، وهو ما يزيد من الخبرة الإجرامية فى سلوكيات أفراد المجتمع. من جانبه، انتقد جمال فهمى، عضو مجلس نقابة الصحفيين ما ينشر بصفحات الحوادث يومياً ضد المواطنين البسطاء قائلاً: إن ما ننشره يومياً على صفحات الحوادث يعد من قبيل الجرائم المسكوت عنها بينما يقابل النقد السياسى بأعنف وأشرس رد فعل لتكميم الأفواه ضد النقد السياسى، ومن ثم تزداد صور العنف فى المجتمع بسبب هذا التناقض الشديد فى التعامل مع القضايا التى تمس شرف وسمعة المواطن البسيط، وبين النقد السياسى الموجه لأحد رموز الدولة. وأكد الدكتور كمال مغيث، خبير تربوى، أن نظام التعليم يعد أحد أهم أسباب انتشار العنف فى المجتمع، مشيراً إلى أنه مازال قائماً على النسق السلطوى حيث يقوم على فكرة إعطاء الأوامر ثم عقاب من لم ينفذها وهو ما يساهم فى خلق أجيال تعرضت للعنف ويعتقدون أن العنف وسيلة من وسائل التعامل مع الآخر فى المجتمع.