تدهورت أخلاق المصريين فى هذا العصر، ولم نلحظ هذا التدهور الأخلاقى حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من هذه الحالة المتردية، فهب الجميع يشكو من التدهور الأخلاقى، وانعدام الشهامة، وكأن الجميع لم يكتشف هذا التدهور إلا الآن! وذكرنى هذا بالتجربة التى أجراها بعض العلماء على ضفدعة قاموا بوضعها فى إناء به ماء يغلى فقفزت الضفدعة حتى خرجت من هذا الجحيم الذى وضعت فيه، ولكن عندما وضعوها فى إناء به ماء درجة حرارته عادية، ثم أخذوا فى رفع درجة حرارة الماء إلى أن وصل إلى درجة الغليان وجدوا أن الضفدعة ظلت فى الماء حتى ماتت، دون أن تحاول أدنى محاولة للخروج من الماء المغلى. وفسر العلماء بأن الجهاز العصبى للضفدعة لا يستجيب إلا للتغيرات الحادة، أما التغير البطىء على المدى الطويل فإن الجهاز العصبى للضفدعة لا يستجيب له، فهل أصبح المصريون ضفادع! فالمصريون الآن مثل الضفادع. فنجد المجتمع المصرى اليوم مجتمعا آخر غير الذى كنا نسمع عنه، ونسمع عن أخلاقه، وكأن سكان مصر تبدلوا وجاء شعب آخر من كوكب آخر، شعب مطحون تظهر على وجهه علامات الغضب، واللامبالاة، والاستهزاء، فلا نجد إلا ثلة يتكلمون عن الأزمة الاقتصادية، وتدهور الأخلاق والقيم، أو انحطاط الثقافة المصرية، وأصبح لفظ الشهامة غريباً على المصريين، وأصبحت مفاهيم الجيرة والصداقة تدوسها المصالح، ولم يعد هناك احترام لمرأة أو مسن. وقد وصل المصريون إلى هذا التدهور بسبب الظروف المادية السيئة، وتدنى المستوى التعليمى، بالإضافة إلى البطالة والبعد عن المشاركة السياسية، وعدم إحساس المصرى بالعدالة جعل المصرى لا يشعر بالانتماء لهذا البلد، فالمصريون لا يتوقعون غالباً أن يعاملوا بعدالة فى حياتهم اليومية، ولا يتوقعون غالباً أن يحصلوا على حقوقهم بمجرد مطالبتهم بها، وربما لا يحصلون عليها أبداً، فلم يعد هناك لكل مجتهد نصيب. ولكن لكل فهلوى وأفاق ومنافق نصيب، هذا الخلل الخطير فى منظومة القيم أدى بالمصريين إلى نوع من السلوك العشوائى العدوانى، غير الملتزم بضوابط أخلاقية، فالمصريون لم يصبحوا ضفادع بعد، ومازال بإمكاننا الخروج من الماء المغلى قبل أن نموت، فمن الممكن أن نتغير بالإرادة القوية والعزيمة الصادقة والإيمان بالله، والإسلام يدفعنا إلى محاولة التغيير «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». مروة رسلان - المنيا [email protected]