«الأوقاف» تحقق في زيارة دعاتها ل«العتبات المقدسة» وزيارة إيران دون إذن منها

قرر الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف، الأحد، فتح تحقيق حول سفر بعض الأئمة والدعاة التابعين للوزارة إلى إيران لحضور مؤتمر ديني دون إذن الوزارة.
وقال سلامة عبد القوي، المتحدث باسم الوزارة إن الوزارة «تتحفظ» على التعامل دعوياً مع إيران، وأنها تحصر حالياً أسماء الأئمة والدعاة الذين سافروا إيران لحضور مؤتمر «الصحوة الإسلامية»، دون إذن منها، والذي تم عقده مؤخراً بطهران.
وأضاف أن الوزارة ستتخذ «إجراءات صارمة» خلال الساعات القادمة، دون أن يوضح طبيعة تلك الإجراءات.
وأوضح مسؤول أن سبب تحفظ الوزارة على التعامل مع إيران، أنها لاحظت مؤخراً ازدياد طلبات دعاة وأئمة بعض المحافظات للسفر إلى إيران، بدعوى زيارة ما يسمى «العتبات المقدسة»، وذلك رغم تحذير الوزارة لهم قبل ذلك أكثر من مرة.
وشدد المسؤول على أن الزيارات التي تتم بعيداً عن أعين الوزارة تحمل «شبهة محاولة إقناع الدعاة بالمذهب الشيعي» بدعوى أنه «لا يوجد أي خلاف مذهبي أو عقائدي معهم وهو ما يمثل خطورة بعد ذلك في نشر التشيع الذي قررت الوزارة مواجهته من خلال دورات تدريبية للدعاة».
وفي السياق ذاته، قالت نقابة الأئمة والدعاة المستقلة إن مجلس إدارتها لم يتلق أي دعوات رسمية من إيران لزيارتها، وأشارت، في بيان لها، الأحد، إلى أن بعض الأئمة الذين سافروا كانوا بصفتهم الشخصية وليس بصفتهم المهنية والنقابية.
يذكر أن العلاقات المصرية الإيرانية تحسنت في أعقاب ثورة 25 يناير، وذلك بعد انحسار دام أكثر من ثلاثة عقود على خلفية استضافة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لشاه إيران محمد رضا بهلوي عقب الثورة الإسلامية في إيران أوائل عام 1979، ثم دعم مصر للعراق في حربها ضد إيران، 1980- 1988، إضافة إلى اتهام القاهرة لطهران برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط، ودعم الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر خلال تسعينيات القرن الماضي.
وتمثلت ملامح التحسن في زيارات متبادلة أجراها مسؤولون من البلدين، توجت بزيارة من الرئيس الإيراني للقاهرة حيث شارك في قمة منظمة التعاون الإسلامي في فبراير الماضي، وقبلها زار الرئيس محمد مرسي طهران في أغسطس الماضي لحضور قمة دول عدم الانحيار.
وتوجد مخاوف لدى الجماعات السلفية في مصر، وبعضها حليف لجماعة الإخوان المسلمين، من أن تكون عودة السياحة الإيرانية إلى مصر باباً لنشر المذهب الشيعي في البلاد، وهو ما نفته شخصيات إيرانية بشكل قاطع.
وأوقفت شركات السياحة الإيرانية، رحلاتها إلى مصر عقب انتقادات شديدة على خلفية زيارة فوج سياحي إيراني للبلاد في مارس الماضي، للمرة الأولى منذ 34 عاماً، أوقفت الشركات السياحية الإيرانية رحلاتها القادمة إلى مصر لمدة شهر ونصف، بدأت مطلع إبريل الماضي.