حذر كبير الاقتصاديين بصندوق النقد الدولى أوليفر بلانكارد من أن الاقتصاد العالمى لايزال فى خطر، رغم ما أقدمت عليه عدة بلدان غربية من خطط لإنقاذ الأسواق المالية وإنعاش الاقتصاد. وقال بلانكارد إن «الرسالة الموجهة من أسواق المال بهذه المرحلة هى أن تقدماً قد أحرز لكن من السابق لأوانه جداً إعلان النصر». وأضاف الخبير الدولى أنه «فى حين أن الأزمة المالية اعتدلت نوعاً ما فى الاقتصادات المتقدمة إلا أنها تحاصر الاقتصادات الصاعدة بدرجة متزايدة». وأوضح بلانكارد أن إجراءات منسقة من جانب الاقتصادات الرئيسية لتحقيق استقرار الأسواق عن طريق إعادة تمويل البنوك وشراء الأصول الفاسدة، ساعدت على تعزيز النظام المالى العالمى، لكن تنفيذ هذه البرامج كان أبعد ما يكون عن الكمال. وبناء على توقعات لتحسن أسعار المنازل عام 2009 وتباطؤ تصفية المراكز، يعتقد النقد الدولى أن الاقتصادات المتقدمة سوف تستأنف النمو عام 2010 . جاء ذلك فيما أظهر تقرير عرض على أعضاء منظمة التجارة العالمية أن الدول التى تزيد وارداتها من الغذاء على صادراتها والدول النامية الأشد فقراً تعانى من ارتفاع أسعار الغذاء، رغم تراجعها فى الشهور الأخيرة. وقال مسؤول بمنظمة التجارة العالمية إن منظمات دولية تشارك بصفة مراقب فى اجتماعات لجنة الزراعة التابعة للمنظمة أبلغت الأعضاء بأن الأسعار لاتزال أعلى بكثير عنها فى السنوات الأخيرة. وقالت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إن مؤشرها لأسعار الغذاء عند أدنى مستوياته فى أشهر لكنه لايزال أعلى 51% عنه فى سبتمبر 2006 . وأضافت أنه نتيجة لذلك فإن الدول التى تزيد وارداتها من الغذاء على صادراتها والدول النامية الأشد فقرا تواجه فاتورة غذاء تبلغ 22.2 مليار دولار للعام 2007-2008 وهى أعلى من مثلى ما دفعته قبل نحو 5 سنوات عند 9.8 مليار دولار. وتابعت الفاو أن من المرجح أن تظل فاتورة الغذاء مرتفعة، بسبب استمرار ارتفاع اسعار الحبوب وزيادة حاجات المستوردين وارتفاع تكاليف الشحن علاوة على انخفاض المساعدات الغذائية وتراجع الصادرات مع عدم مواكبة الإنتاج لمعدلات الاستهلاك. وقال صندوق النقد الدولى إن تقلب أسعار الغذاء أضعف اقتصادات كثير من الدول، مما جعلها أكثر عرضة لمخاطر آثار الأزمة المالية والتباطؤ العالمى. ونقل مسؤول منظمة التجارة العالمية عن صندوق النقد الدولى قوله إن التضخم لايزال يمثل خطراً، بسبب الارتفاع السابق فى الأسعار وإن هذا «سيضر بشكل مباشر بالشرائح الفقيرة من السكان». ومن جانبه حذر رئيس الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب والهلال الأحمر بيكيل جيليتا من أن أزمة الجوع فى القرن الأفريقى تتفاقم وأنها قد تنقلب إلى مجاعة إذا أخفقت المحاصيل الزراعية القادمة. وقال جيليتا «إن معونات الأممالمتحدة الغذائية لا تصل إلى أماكن متضررة من الجفاف وأن الصليب الأحمر قرر تعزيز استجابته بصفة عاجلة للوضع فى المنطقة». وأضاف «الوضع يتدهور. وإذا كانت المحاصيل القادمة سيئة فهذا قد يؤدى بسهولة شديدة إلى المجاعة». وعلى صعيد آخر، اتفقت الصين والولاياتالمتحدة على تخصيص 20 مليار دولار إضافية لدعم التجارة فى هذه المرحلة من الأزمة المالية العالمية. جاء ذلك فى ختام الجولة الخامسة من الحوار الاقتصادى الاستراتيجى بين البلدين فى العاصمة الصينية. وقد شهدت الجولة توقيع جملة اتفاقيات فى مجال توفير الطاقة النظيفة لأكبر اقتصادين فى العالم توليدا للغازات الملوثة للبيئة. وقال وزير الخزانة الأمريكى هنرى بولسون الذى رأس وفد بلاده إن الولاياتالمتحدة والصين ستضخان فى مصرفيهما للتصدير والاستيراد 20 مليار دولار إضافية لدعم القروض التجارية، خصوصاً للمستوردين فى الاقتصادات النامية القادرة على إيفاء الديون».