ضيف مهرجان القاهرة الذى لم ترحب به مصر كما يجب

سبق أن عرض مهرجان القاهرة الفيلم المكسيكى، الذى أخرجه فنان السينما المكسيكى العالمى الكبير أرتورو ريبستين عام 1991 عن رواية نجيب محفوظ »بداية ونهاية«، وعرض كذلك الفيلم الذى أنتجه عن رواية محفوظ »زقاق المدق« إخراج جورج فونس.
كما عرضت مكتبة الإسكندرية الفيلمين مع الفيلمين المصريين اللذين أخرجهما حسن الإمام عن نفس الروايتين، وأصدرت كتاباً فى النقد المقارن بين الأفلام الأربعة للدكتور حسن عطية.
ولكن مهرجان القاهرة 2008 تمكن من دعوة ريبستين، وجاء لأول مرة إلى مصر التى عرفها من خلال نجيب محفوظ، وكان أول مخرج عالمى يصنع فيلماً عن إحدى رواياته، وينتج فيلماً لمخرج آخر عن رواية أخرى بعد عامين من إنتاج الفيلم الأول، ومازلنا من وقتها فى انتظار الفيلم الثالث.
وقد عرض المهرجان فيلمين من أفلام الفنان المبدع الذى ساهم أكثر من غيره فى وضع السينما المكسيكية على خريطة العالم، ومنها «بداية ونهاية»، ونظم مؤتمراً صحفياً معه، وفى حفل الختام منحه وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى جائزة المهرجان التذكارية تكريماً له، وأهدى الرجل الرمز إلى اسم نجيب محفوظ.
ورغم ذلك أعتقد أن مصر لم ترحب به كما يجب. فقد كان من الضرورى أن يلتقى معه وزير الإعلام، ويعطى توجيهاته بأن يشترى التليفزيون حقوق الفيلمين، وكان من الضرورى أن يلتقى معه عميد معهد السينما، ويدعوه لحوار مع الأساتذة والطلبة حول تجربته فى إنتاج الفيلمين، وكان من الضرورى أن ترحب به نقابة السينمائيين وغرفة صناعة السينما،
وأن يحتفى به اتحاد الكتاب وينظم حواراً معه حول نجيب محفوظ، وكذلك لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، أو المجلس ذاته فى لقاءين منفصلين أو لقاء مشترك، وكل هذه الحوارات كان يمكن أن تكون مادة برامج تليفزيونية من المستوى الرفيع، وتسجل بحيث تصبح وثائق زيارة تاريخية بحق، فهو المخرج الوحيد المعروف دولياً الذى اهتم بالأدب العربى وبأعمال أديب العربية الكبير..
لقد شعرت بالأسى عندما لم يصفق جمهور حفل ختام مهرجان القاهرة على النحو الذى توقعته فور أن قال ريبستين إنه يهدى جائزة المهرجان التذكارية إلى اسم نجيب محفوظ، فهل نسى المصريون من يكون محفوظ، كما نسيت مصر أن هذه السنة 2008 هى سنة مرور 20 سنة على فوزه بجائزة نوبل للآداب التى لم يفز بها عربى طوال أكثر من قرن، ولم يفز بها أحد غيره حتى الآن.
هل يكفى أن تتذكر البرامج السينمائية فى مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية عشرينية نوبل الأدب العربى فى ذكرى ميلاد محفوظ يوم 11 ديسمبر الحالى بعرض الثلاثية فى اليوبيل الذهبى لصدورها عام 1958.
samirmfarid@hotmail.com