أعلن نائب وزير الداخلية الهندي شاكر أحمد أن المحققين تأكدوا تماماً من أن جميع المسلحين، الذين اشتركوا في الهجمات الإرهابية الأخيرة علي مواقع في مدينة مومباي هم مواطنون باكستانيون. وقال نائب وزير الداخلية لشبكة «بي. بي. سي» الإخبارية إن المحققين تأكدوا أيضاً من أن المهاجمين تدربوا في جزيرة باكستانية، وأنهم جميعً قدموا من مدينة كراتشيالباكستانية. واعتبر سكرتير الدولة لشؤون الخارجية الهندية أناند شارما أن الاعتداءات الدامية التي استهدفت مومباي عاصمة الهند الاقتصادية، وجهت «ضربة خطيرة» للعلاقات مع باكستان. وقال شارما «ما حدث يوجه ضربة خطرة لعملية تطبيع العلاقات ولإجراء تعزيز الثقة المتبادلة مع باكستان»، وأضاف: كل هؤلاء الرجال أتوا من باكستان، أننا نتحدث عن عناصر من باكستان». في الوقت نفسه، ذكر مسؤولان كبيران يشاركان في التحقيق في هجمات مومباي أن المسلح الذي اعتقل خلال الهجمات قال إنه خضع لتدريب علي مدي أشهر علي أسلوب قوات الكوماندوز في إحدي معسكرات المسلحين في باكستان، وذكر ضابط بالشرطة قريب من التحقيق إن ذلك التدريب نظمته جماعة «عسكر طيبة» وأجراه عضو سابق بالجيش الباكستاني. وقال ضابط كبير: «لقد خضعوا للتدريب علي مراحل عديدة شملت التدريب علي التعامل مع الأسلحة وصنع القنابل واستراتيجيات البقاء والعيش في بيئة بحرية وحتي ممارسة نظم غذائية». وقال مسؤول بالشرطة إن المسلح المحتجز عزام أمير كاسف «21 عاماً» الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ذكر أن فريقه تلقي أوامر من «قيادته في باكستان». من جانبه، ناشد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الهند عدم معاقبة بلاده علي الهجمات التي وقعت في مومباي، محذراً من أن المتشددين يملكون قوة إشعال حرب في المنطقة. وقال زرداري إن استفزاز «فاعلين غير رسميين» مارقين يشكل خطر العودة إلي حرب بين الجارتين المزودتين بسلاح نووي. ودعا زرداري الهند إلي التعاون المشترك من أجل مكافحة خطر المتشددين في تنفيذ أي هجمات مماثلة لتفجيرات مومباي، وتعهد بالتعامل بأقصي قدر من الشدة، حال ثبت تورط باكستاني في هذا العمل الإرهابي. وقال الرئيس الباكستاني إن المسؤولين عن هذا العمل «البربري والوحشي بحق الشعب الهندي والهند يسعون لإثارة رد فعل انتقامي». وأضاف زرداري «علينا أن ننأي بأنفسنا عنهم، ونتصرف معاً نحن وأنتم والأسرة الدولية، بحيث لا يكون هناك رد فعل مبالغ به». من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس باكستان إلي التعاون «التام والمطلق والكامل» في التحقيق حول اعتداءات مومباي التي نسبت إلي جماعة إسلامية متمركزة في باكستان وناشطة في كشمير، وقالت رايس التي ينتظر وصولها غداً الأربعاء إلي الهند للتعبير عن تضامن الولاياتالمتحدة «لا أريد التسرع في استخلاص النتائج في هذا الموضوع، لكني مقتنعة بأنه الوقت لإبداء شفافية وتعاون بشكل تام ومطلق وكامل. وهذا ما نتوخاه». كما تعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج بمساعدة الهند في تعقب المسؤولين عن اعتداءات مومباي الدامية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوردن جوندرو في بيان: إن بوش «طلب من وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين فضلاً عن وكالات فيدرالية أخري تخصيص الموارد اللازمة والأشخاص اللازمين لهذه الأحداث». في غضون ذلك، عرض رئيس حكومة ولاية مهاراشترا الهندية استقالته بسبب الاعتداءات التي وقعت في مومباي عاصمة الولاية. وقال فيلاسر أو ديشموخ «لقد عرضت استقالتي». وأضاف: إن كانت مسؤولية منع الاعتداءات تقع علي عاتق رئيس حكومة الولاية فإني سأرحل. ويعود القرار النهائي إلي الهيئات العليا».