نظمت جماعة الإخوان المسلمين مع عدد من النقابات والأحزاب 46 وقفة احتجاجية، للتضامن مع أهالى غزة المحاصرين، وهذا يأتى تحت الشعور بأن الشعب الفلسطينى هو وحده من يدفع ثمن سياسة إسرائيل الظالمة المحتلة والمتغطرسة، كما يدفع ثمن العجز العربى والصمت الدولى.. ولكن أتوقف أيضاً أمام قيادات حماس.. المفروض أنهم شرفاء متمرسون فى الكفاح منذ سنوات طويلة، حريصون على إنسانية هذا الشعب، حتى يستطيع هو الآخر الصمود والإيمان بالأسلوب الحماسى لتحرير أراضيه.. حتى الآن لا أفهم كيف يكون مطلوباً من هذا الشعب أن يقاوم ولا يجد قيادات تتدارك الأخطاء المتتالية التى لا تهدف سوى العرقلة أو التخوين لجميع محاولات تخفيف الحصار، عليه فهى رفضت اتفاق مكة، ورفضت الحضور للحوار فى مصر، ورفضت حتى سفر الحجاج بعد فتح المعبر لعدة أيام.. والغريب أنها تطالب العرب الذين توجه إليهم اللوم والاتهام والتقصير، وتناشدهم فتح سفارات داخل «إمارة غزة»، المحررة من قِبَل إسرائيل، والمحتلة من قبل حماس حديثاً.. فهم اعتبروا أنهم أقاموا دولة ولاية الفقيه الفلسطينية على حدود مصر الشرقية، فالغريب أننا نجد هؤلاء القادة فى حماس يطالبون بالدعم والتواصل والاعتراف بهم، وهم أصلاً يرفضون التواصل مع شركائهم فى الوطن والهوية فى الضفة الغربية، فهم يعتبرون أنفسهم وحدهم المجاهدين والجميع خائنين!! الحقيقة أن كل يوم يتضح أن حماس أصبحت مجرد ورقة فى يد إيران العظمى، المهيمنة على سوريا، التى بدورها أصبحت مجرد «فندق» يفتح ذراعيه لاستضافة قادة حماس وغيرهم من المنظمات، وذلك على أن يلتزم جميع الضيوف بأن يكونوا رهينة لسياسة إيران، مع المحافظة على مصالح سوريا، فالمهم لهم زيادة الشرخ الفلسطينى وإفشال جميع المحاولات المصرية لرأب الصدع الفلسطينى الذى لا يفيد سوى إسرائيل ويقع فى مصلحة إيران.. المشكلة اليوم أننا نجد فى مصر البعض يدافع عن إيران على حساب أرض مصر، بالمطالبة بفتح الحدود دون رادع أو حدود، متناسين ما حدث من قبل ويحدث اليوم فى سيناء، فهناك من يطالب بإدخالهم وتوطينهم، حتى نساهم فى كسر الحصار واللوم على مصر دائما دون إدراك ما تفعله فينا حماس .. لماذا لا تقوم سوريا وإيران بكسر الحصار؟! فسوريا تملك الحدود عبر الجولان، وإيران تملك الأساليب والتهديد بالكلام فقط، ولا نرى حتى تصرفاً أو أفعالاً.. وأصبحت المفاوضات حراماً على حماس وحلالاً على سوريا مع إسرائيل تحت الطاولة وعبر تركيا، وتهدد كل يوم سوريا لبنان عن طريق سلاح المخيمات وإخفاء الإرهابيين داخلها.. وهذا ما أثبتته التحقيقات والمعلومات الموثقة والمنشورة أمامنا، وتتهم سوريا سعد الحريرى بتمويل منظمات إرهابية، عبر إعلامها يوميا، وترفض فتح تحقيق عربى عبر الجامعة لإثبات حقيقة هذه الاتهامات.. للأسف، هناك جماعات وأطراف مغيبة عن هذا المخطط الإيرانى، ربما لتعاظم الكفاح ضد إسرائيل، وهذا شىء جميل، فنحن نرفض الأسلوب الصهيونى الخبيث فى قضم الأراضى العربية، وهو الأسلوب الذى يماطل ويكذب ويخدع فى عملية السلام، ولكن أيضاً علينا إدراك طموح إيران التى تستخدم حماس فى فلسطين، وحزب الله فى لبنان، وآخرين فى مصر للضغط على الرأى العام، لتوسيع نطاق الهيمنة والسيطرة على الدول العربية بعد أن نجحت هى الأخرى فى قضم العراق وسوريا سياسياً.. فإن كانت أمريكا أجرمت وأخطأت، وأوروبا تواطأت، والعرب «غائبين» فقد آن الآوان لوضع النقاط على الحروف، والوقوف ضد هذا الأسلوب الذى فى ظاهره كفاح وحماس وإيمان وإسلام، وباطنه تنفيذ مخطط إيران لاستخدام أكبر عدد من الأوراق فى المنطقة العربية ووضعها على طاولة المفاوضات مع أمريكا، أو لاستخدامها فى التفجير إذا ضربت من إسرائيل.. أمننا القومى أهم من رأينا فى سياسة حكومة أو رفض رئيس أو مخالفة نظام.. كفى استهزاءً بعقولنا فمازلنا عقلاء! [email protected]