قرر مجلس إدارة الاتحاد العربي للحديد والصلب عقد اجتماع استثنائي بالقاهرة خلال شهر يناير المقبل، لمتابعة المتغيرات التي تتعرض لها الاستثمارات العاملة في هذا المجال وسط موجات متشابكة من التفاؤل والتشاؤم حول مستقبل هذه الصناعة. قال المهندس أحمد عز، رئيس الاتحاد، إن الحديد كان أسرع السلع استجابة لتراجع أسعار خاماته ومكوناته عالمياً بعكس الألومنيوم والأسمدة والمنتجات الغذائية. ولفت عز إلي أن حركة انخفاض الأسعار كانت أسرع من عمليات التخلص من المخزون من الخامات التي تم استيرادها بأسعار أعلي من أسعار المنتج النهائي، الذي تم طرحه وفقاً للأسعار بعد انخفاضها. ومن جانبهم، رأي أعضاء بالاتحاد العربي للحديد والصلب، خلال اجتماعاتهم التي تواصلت أمس الأول في مدينة دمشق، أن مبررات التفاؤل بشأن ازدهار الاستثمارات العاملة في المجال قائمة علي أساس وجود مؤشرات قوية علي عودة الطلب للحديد إلي مستوياته المرتفعة بشكل سريع، مبنية علي حد تأكيداتهم علي مشاريع التنمية والبنية الأساسية التي يجري تنفيذها علي نطاق واسع مدعومة بوفورات مالية تم تحقيقها فترة ارتفاع أسعار البترول في معظم بلدان الشرق الأوسط. بينما اعتمد المتشائمون في توقعاتهم بالنسبة لمستقبل هذه الصناعة علي امتداد فترة تراجع الطلب، والانكماش لسنوات مقبلة علي الحديد إقليمياً وعالمياً من جانب جميع الصناعات التي تستخدم الحديد بأشكاله المختلفة كمكون للإنتاج، بما فيها صناعة السيارات والصناعات الهندسية، إضافة لأنشطة التشييد والبناء. كشف الأعضاء عن أهم سببين وراء الانهيار الذي حدث لأسعار الحديد عالمياً لأول مرة، مؤكدين أن الانهيار بدأ قبل استفحال الأزمة المالية العالمية نتيجة إغراق الصين السوق العالمية بإنتاجها من الحديد عقب ختام الدورة الأوليمبية التي استضافتها الصيف الماضي، حيث أوقفت الصين صادراتها خلال فعاليات الدورة تقريباً ثم استأنفته وألغت رسم الصادر عليه، ثم تلي ذلك تراجع الطلب العالمي علي الحديد بجميع أنواعه علي خلفية الأزمة المالية العالمية. وفي هذا السياق، توقع تقرير للأمين العام للاتحاد العربي للصلب، محمد الأشقر، أن تدفع الأزمة المالية العالمية الإنتاج الفعلي من الحديد إلي التواكب مع احتياجات السوق، مشيراً إلي أن انخفاض أسعار الخام والخردة سيساعد الشركات المنتجة علي تكييف تكاليفها مع أوضاع الطلب. وأكد التقرير أن التوقعات ببلوغ الإنتاج العربي 30 مليون طن العام الحالي أمر صعب تحقيقه فعلياً في ظل الانخفاض القوي في إنتاج العديد من الشركات العربية في النصف الثاني من العام الحالي. وأشار إلي أن أسعار الحديد في الأسواق العربية تراجعت 60٪ لتبلغ نحو 2000 ريال في السوق السعودية، مقارنة بذروة أسعار هذه السوق بداية العام بنحو 6000 ريال، فيما تراجعت في مصر مرتين بإجمالي تراجع نسبته 41٪ لتبلغ 3900 جنيه للطن شاملة ضريبة المبيعات خلال الشهر الحالي مقابل 6315 جنيهاً للطن في أغسطس الماضي، في حين سجلت السوق الإماراتية أعلي تراجع علي المستوي العربي بنحو 72٪ ليصل السعر إلي 1800.