بعد انهيار سعر الدولار.. الجنيه يحقق مكاسب جديدة اليوم    سعر كرتونه البيض اليوم الأربعاء 1اكتوبر 2025فى المنيا    ارتفاع توقع البقاء على قيد الحياة في مصر عام 2025    الإصدار السادس والأربعين لسندات التوريق يرفع إجمالي إصدارات شركة ثروة للتوريق إلى 35.3 مليار جنيه، بضمان محافظ متنوعة وتصنيفات ائتمانية متميزة    ميدو يفتح النار: فيريرا لازم يمشي .. أقل من الزمالك    تعرف على أسماء 11 عامل مصابي حادث انقلاب سيارة ربع نقل علي طريق المعصرة بلقاس في الدقهلية    بدء المدارس في تنفيذ أول تقييمات الفصل الدراسي الأول لصفوف النقل    ظهور فيروس اليد والفم والقدم (HFMD) بين طلاب مدرسة في الجيزة.. تفاصيل وإجراءات عاجلة لطمأنة الأهالي    في اليوم العالمي للمسنين.. أهم الإرشادات للتغذية السليمة وحماية صحة كبار السن    أرقام من مواجهة برشلونة وباريس قبل المواجهة الأوروبية    بالتزامن مع جلسة النواب لمناقشة قانون الإجراءات الجنائية.. تعرف على المواد التي اعترض عليها رئيس الجمهورية    بدء صرف معاشات شهر أكتوبر 2025 بالزيادة الجديدة    الإدارة العامة للمرور: ضبط (112) سائقًا تحت تأثير المخدرات خلال 24 ساعة    نقابة المهندسين: البدء في تنفيذ لائحة ممارسة المهنة الجديدة    خالد بيومي يهاجم اتحاد الكرة بعد سقوط شباب مصر أمام نيوزيلندا    فوز مصر ممثلة في هيئة الرعاية الصحية بالجائزة البلاتينية في المبادرة الذهبية فئة الرعاية المتمركزة حول المريض    تعزيز الشراكة الصحية بين مصر ولبنان على هامش القمة العالمية للصحة النفسية بالدوحة    الأخبار المتوقعة اليوم الأربعاء الموافق الأول من أكتوبر 2025    الاثنين أم الخميس؟.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للموظفين بعد قرار مجلس الوزراء    محمد كامل: أمانة العمال بالجبهة الوطنية صوت جديد للطبقة العاملة في الجيزة    بالصور.. البابا تواضروس الثاني يدشن كاتدرائية مارمرقس بدير المحرق في أسيوط    «الإحصاء»: 45.32 مليار دولار صادرات مصر خلال عام 2024    «مدمن حشيش».. السجن 3 سنوات ل"طفل المرور" بتهمة تعاطى المخدرات    إصابة 14 عاملًا في انقلاب سيارة ربع نقل على طريق الفيوم الصحراوي    أمن المنوفية يكثف جهوده لكشف غموض حادث مقتل سيدة داخل منزلها بالمنوفية    تعاون بين «بحوث الصحراء» و«الأكاديمية الصينية للعلوم» لدعم التنمية المستدامة    «الدفاع المدني بغزة»: إصابة 7 ضباط إنقاذ بقصف للاحتلال    كتابان من وزارة الخارجية بشأن زيارات رئيس الجمهورية وإنجازات الدبلوماسية المصرية    بث مباشر| انعقاد الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب لدور الانعقاد العادي السادس    «وزير الصحة»: مصر تترجم التزامات الأمم المتحدة إلى إجراءات وطنية ملموسة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 1-10-2025 في محافظة قنا    عاجل| الدفاع المدني بغزة: الاحتلال استهدف طاقمنا بمدرسة الفلاح بحي الزيتون بشكل متعمد    ما حكم ظهور ابنة الزوجة دون حجاب أمام زوج أمها؟.. دار الإفتاء توضح    في بداية الشهر.. أسعار الفراخ اليوم تحلق عاليًا    روسيا تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي    مغامرة وحماس واستكشاف .. تعرف على أكثر 5 أبراج مفعمة بالشغف    طقس اليوم الأربعاء.. بداية محدودة لتقلبات جوية    وزير الخارجية يترأس اجتماع مجلس إدارة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية    مع اقترابه من سواحل غزة.. رفع حالة التأهب ب"أسطول الصمود"    الحوثيون: استهداف سفينة بصاروخ مجنح في خليج عدن    بالأسماء.. إصابة 5 أشخاص إثر اصطدام سيارتين ملاكى بصحراوى البحيرة    كرة يد - موعد مباراة الأهلي ضد ماجديبورج على برونزية كأس العالم للأندية    ماجد الكدواني وغادة عادل وحميد الشاعري في عرض "فيها إيه يعني"    انهيار "الروصيرص" السوداني خلال أيام، خبير يحذر من استمرار الفيضان العالي لسد النهضة    «محدش وقف جنبي.. وخدت 6000 صوت بدراعي».. رد غاضب من مجدي عبدالغني بسبب مقولة ولاد الأهلي    أيمن منصور: الزمالك قدم شوطا جيدا أمام الأهلي والخسارة محزنة بعد التقدم    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 1-10-2025 في بني سويف    المحكمة الدولية تطلع على حيثيات بيراميدز في قضية سحب الدوري من الأهلي    موعد معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026.. انطلاق الدورة ال57 بمشاركة واسعة    د.حماد عبدالله يكتب: الإدارة الإقتصادية فى المحروسة (1) !!    محمد منير: الأغنية زي الصيد.. لازم أبقى صياد ماهر عشان أوصل للناس    محمد منير: «خايف من المستقبل.. ومهموم بأن تعيش مصر في أمان وسلام»    ماذا يحدث داخل الزمالك بعد القمة؟.. تمرد اللاعبين ومستقبل فيريرا    ضياء رشوان: نتنياهو سيحاول الترويج بأن خطة ترامب انتصار له    ضياء رشوان: أي مبادرة إنسانية في غزة يجب قراءتها سياسيًا وحق العودة جوهر القضية الفلسطينية    باسم يوسف يعود إلى الشاشة المصرية عبر برنامج "كلمة أخيرة" على ON    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.أسامة الغزالى حرب يكتب: سياسة‏ داخلية‏ بديلة‏!
نشر في المصري اليوم يوم 25 - 11 - 2008

فى‏ الرد‏ على‏ المقولة‏ التى‏ كررها‏ قادة‏ الحزب‏ الوطنى‏ (‏القدامى‏ والجدد‏) حول‏ أن‏ أحزاب‏ وقوى‏ المعارضة‏ لا‏ تملك‏ «‏سياسات‏ بديلة‏» وتكتفى‏ فقط‏ بالموقف‏ السلبى‏ الناقد‏ دوما‏ لسياسات‏ الحزب‏ الوطنى‏ الحالية، ذكرت‏ وأكدت‏ فى‏ مقالى‏ السابق‏ (‏المصرى‏ اليوم‏ 18/11) أن‏ تلك‏ الأحزاب‏ والقوى‏ لديها،
‏ومنذ‏ فترة‏ طويلة،‏ سياسات‏ بديلة‏ فى‏ كافة‏ الميادين، معظمها‏ موجود‏ ومنشور‏.. وتم‏ - ويتم‏ - تجاهلها‏ عمدا‏. وسوف‏ أبدا‏ هنا‏ بطرح‏ ما‏ تراه‏ قوى‏ المعارضة‏ بشكل‏ عام، وحزب‏ الجبهة‏ الديمقراطية‏ بشكل‏ خاص، من‏ سياسة‏ داخلية‏ بديلة، وأقصد‏ تحديدا‏ ما‏ يتعلق‏ بالتطوير‏ أو‏ الإصلاح‏ السياسى‏ الداخلى، وهو‏ ما‏ ورد‏ فى‏ مؤتمر‏ الحزب‏ الوطنى‏ الأخير‏ فى‏ ورقة‏ «‏حقوق‏ المواطنة‏ والديمقراطية‏» ضمن‏ «‏أوراق‏ السياسات‏».
 (‏وبالمناسبة، هل‏ هو‏ المؤتمر‏ «‏الخامس‏» -‏كما‏ أعلن‏ حينها‏ فعلا- أم‏ أنه‏ المؤتمر‏ «‏التاسع‏» كما‏ يعلن‏ الآن‏؟‏! على‏ أية‏ حال،‏ هذا‏ أفضل‏ من‏ أن‏ يقال‏ إنه‏ كان‏ المؤتمر‏ الأول؟‏!).
 ‏وقد‏ ذكرت‏ الورقة‏ المشار‏ إليها‏ أن‏ «‏الأولويات‏ الاستراتيجية‏» التى‏ تندرج‏ تحت‏ حقوق‏ المواطنة‏ والديمقراطية‏ تشمل:‏ دعم‏ الأسس‏ الدستورية‏ للنظام‏ السياسى‏ المصرى،‏ وتفعيل‏ دور‏ الأحزاب‏ ومؤسسات‏ المجتمع‏ المدنى، وتحقيق‏ العدالة‏ الناجزة، وتمكين‏ المرأة، ودعم‏ اللامركزية، وتنمية‏ ثقافة‏ الديمقراطية‏.
 ‏حسنا، فى‏ مواجهة‏ هذه‏ السياسة‏ العامة‏ المعلنة‏ من‏ الحزب‏ الحاكم‏ بشأن‏ حقوق‏ المواطنة‏ والديمقراطية،‏ أى‏ بشأن‏ الأوضاع‏ السياسية‏ الداخلية، أقول‏ وأؤكد‏ وأكرر‏ أن‏ هناك‏ سياسة‏ أخرى‏ مطروحة‏ بديلة‏ تتبناها‏ قوى‏ المعارضة‏ المصرية‏ منذ‏ ما‏ يقرب‏ من‏ عقدين‏ من‏ الزمان،
 ‏تجسدت‏ فى‏ أكثر‏ من‏ وثيقة‏ منشورة‏ ومعلنة‏ ويعرفها‏ ويتجاهلها‏ الحزب‏ الحاكم‏ (‏وقد‏ سبق‏ أن أشرت‏ إليها‏ فى‏ مقال‏ سابق‏ بالمصرى‏ اليوم‏ 7 أكتوبر‏ 2007) وكان‏ آخرها‏ وثيقة‏ الائتلاف‏ الديمقراطى‏ التى‏ وضعتها‏ أحزاب‏ المعارضة‏ الرئيسية‏ (‏الوفد، والتجمع، والناصرى، والجبهة‏ الديمقراطية‏) التى‏ دعت‏ إلى‏ وضع‏ دستور‏ جديد‏ لمصر،
 ‏وحددت‏ عناصر‏ برنامج‏ للإصلاح‏ أو‏ التغيير‏ بهدف‏ إنشاء‏ نظام‏ سياسى‏ ديمقراطى‏ كامل‏ فى‏ مصر.
كذلك،‏ فإن‏ الأحزاب‏ السياسية‏ المصرية، بل‏ كذلك‏ العديد‏ من‏ القوى‏ والحركات‏ السياسية‏ غير‏ الحزبية،‏ لها‏ أيضا‏ رؤاها‏ البديلة‏ والمتكاملة‏ للسياسة‏ الداخلية‏ أو‏ لما‏ يطرحه‏ الحزب‏ الوطنى‏ تحت‏ عنوان‏ «‏حقوق‏ المواطنة‏ والديمقراطية‏»، وهى‏ رؤى‏ معظمها‏ واضح‏ ومفصل‏ ويتم‏ تجاهلها‏ عمدا‏.
 ‏وسوف‏ يكون‏ من‏ المفيد‏ -‏فى‏ هذا‏ السياق‏- أن‏ أطرح‏ على‏ الرأى‏ العام‏ عناوين‏ «‏السياسة‏ الداخلية‏ البديلة‏» التى‏ يتبناها‏ حزب‏ الجبهة‏ الديمقراطية‏ فى‏ برنامجه‏ السياسى‏ المعلن، وكما‏ فصلها‏ بعد‏ ذلك‏ فى‏ مؤتمراته‏ وبياناته‏ وأنشطته‏ السياسية‏.‏
هذه‏ السياسة‏ البديلة‏ المطروحة‏ تندرج‏ تحت‏ عنوانين‏ كبيرين، أولهما‏: «‏التحول‏ السريع‏ والجذرى‏ والشامل‏ نحو‏ نظام‏ ديمقراطى‏ حقيقى‏ فى‏ مصر‏»، وثانيهما: «‏المواجهة‏ الحادة‏ والحاسمة‏ لكافة‏ صور‏ الفساد‏ التى‏ استشرت‏ مؤخرا‏ فى‏ مصر‏».‏
‏* سياسة‏ بديلة‏:‏
فيما‏ يتعلق‏ بالعنصر‏ الأول،‏ فإن‏ حزب‏ الجبهة‏ الديمقراطية‏ حدد‏ سياسته‏ البديلة‏ المعلنة‏ فى‏ الإجراءات‏ والخطوات‏ الآتية‏ :‏
‏- وضع‏ دستور‏ جديد‏ لمصر‏ على‏ أسس‏ ومبادئ‏ ديمقراطية‏ ليبرالية، وتلك‏ مهمة‏ يمكن‏ إنجازها‏ فى‏ ثلاثة‏ أشهر‏ على‏ أكثر‏ تقدير.
‏- إلغاء‏ قانون‏ الطوارئ، وإعادة‏ النظر‏ فى‏ الشروط‏ التى‏ توجب‏ فرض‏ حالة‏ الطوارئ، بما‏ يقيدها‏ من‏ حيث‏ الأسباب‏ والمدة‏ التى‏ تفرض‏ فيها‏.‏
‏- إلغاء‏ كافة‏ القوانين‏ الاستثنائية‏ المقيدة‏ للحريات‏.‏
‏- إلغاء‏ كافة‏ أنواع‏ المحاكم‏ الاستثنائية‏.‏
‏- إطلاق‏ حرية‏ تكوين‏ الأحزاب، فيما‏ عدا‏ الأحزاب‏ التى‏ تتناقض‏ صراحة‏ (‏بحكم‏ مبادئها‏ أو‏ تنظيمها‏) مع‏ النظام‏ الديمقراطى‏.‏
‏- إلغاء‏ كافة‏ القيود‏ على‏ تكوين‏ ونشاط‏ منظمات‏ المجتمع‏ المدنى‏ من‏ جمعيات‏ أهلية، ونقابات، واتحادات‏ ... إلخ، بما‏ فى‏ ذلك‏ تعديل‏ القوانين‏ المنظمة‏ لها‏.‏
‏- تحرير‏ الصحافة‏ القومية، والإنهاء‏ الكامل‏ للقبضة‏ الحكومية‏ والأمنية‏ عليها، وإعادة‏ تنظيم‏ أوضاعها‏ بما‏ يضمن‏ استقلاليتها‏ والاختيار‏ الذاتى‏ لقياداتها‏ وفق‏ المعايير‏ المهنية، وحسن‏ إدارتها‏ على‏ أسس‏ اقتصادية‏ سليمة‏ وشفافة‏.‏
‏- تحرير‏ الإعلام‏ المرئى‏ والمسموع‏ (‏التليفزيون‏ والإذاعة‏) من‏ السيطرة‏ الحكومية‏ والأمنية، ووضع‏ القواعد‏ التى‏ تضمن‏ استقلاليته‏ وإدارته‏ لعمله، وفق‏ المعايير‏ المهنية، وإلغاء‏ كافة‏ التشريعات‏ واللوائح‏ التى‏ تتناقض‏ مع‏ مقتضيات‏ تحرره‏ واستقلاليته‏.‏
‏- إلغاء‏ جهاز‏ مباحث‏ أمن‏ الدولة‏.‏
‏- التحول‏ الجاد‏ والحاسم‏ والمدروس‏ نحو‏ اللامركزية‏ فى‏ إدارة‏ الدولة، وإطلاق‏ العنان‏ لكافة‏ الأفكار‏ والتصورات‏ لنقل‏ كثير‏ من‏ القرارات‏ والتشريعات‏ والإجراءات‏ التنفيذية‏ إلى‏ المستوى‏ المحلى،‏ ويتكامل‏ مع‏ هذا‏ إعادة‏ صياغة‏ التشريعات‏ والقوانين‏ واللوائح‏ التى‏ تنظم‏ العملية‏ الديمقراطية‏ على‏ المستويات‏ المحلية،‏ بدءا‏ من‏ المحافظات‏ وإلى‏ مستوى‏ المدن‏ والقرى‏ والأحياء،
 ‏وبما‏ فى‏ ذلك‏ انتخاب‏ المحافظين‏ والمسؤولين‏ الأدنى‏ للحكم‏ المحلى، وضمان‏ حسن‏ تسييرهم‏ لعملهم، والمراقبة‏ الفعلية‏ لأدائهم‏.‏
أما‏ فيما‏ يتعلق‏ بمواجهة‏ الفساد، فإن‏ السياسة‏ البديلة‏ المقترحة‏ من‏ جانب‏ حزب‏ الجبهة‏ الديمقراطية‏ تتضمن‏ الخطوات‏ الآتية‏ :‏
‏- التحقيق‏ الفورى‏ فى‏ كافة‏ أنواع‏ الوقائع‏ والأقوال‏ أو‏ الشائعات‏ بصرف‏ النظر‏ عن‏ مكانة‏ أو‏ منصب‏ الشخص‏ موضع‏ الاتهام، وتوفير الشفافية‏ والعلانية‏ الكاملة‏ لتلك‏ التحقيقات‏.‏
‏- ملاحقة‏ الهاربين‏ خارج‏ البلاد‏ من الفاسدين، والمتهمين‏ فى‏ قضايا‏ النصب‏ وتبديد‏ المال‏ العام‏ والإهمال‏ وغيرها‏.. والسعى‏ لدى‏ الجهات‏ الخارجية‏ لاستعادتهم‏ لمحاكمتهم‏ فى‏ مصر، ومحاسبة‏ كل‏ الذين‏ ساعدوهم‏ فى‏ الهرب‏ أو‏ التسلل‏ خارج‏ البلاد‏.‏
‏- تقنين‏ وتنظيم‏ العلاقة‏ بين‏ المسؤولين‏ التنفيذيين‏ على‏ كافة‏ المستويات، وبين‏ الأثرياء‏ ورجال‏ الأعمال، وتحقيق‏ الشفافية‏ الكاملة‏ فى‏ تلك‏ العلاقات‏ بما‏ يمنع‏ التداخل‏ بينهما، وبما‏ يضمن‏ ألا‏ تكون‏ تلك‏ العلاقة‏ مدخلا‏ لفساد‏ التنفيذيين، أو‏ للممارسة‏ المستغلة‏ غير‏ المشروعة‏ للأثرياء‏ ورجال‏ الأعمال‏.‏
‏- إعادة‏ النظر‏ في‏ أجور‏ ودخول‏ الموظفين‏ الصغار و‏موظفى‏ الحكم‏ المحلى، و‏‏فى‏ أسعار‏ ورسوم‏ الخدمات‏ وتعريفات‏ النقل، بما‏ يقلل‏ احتمالات‏ الرشوة‏ والفساد، ومخالفة‏ القوانين‏ واللوائح‏.‏
‏- إعادة‏ تنظيم‏ أجهزة‏ الرقابة، بما‏ يضمن‏ سلامة‏ عملها‏ وفقا‏ للقانون،‏ وبما‏ يؤدى‏ إلى‏ فاعليتها هذا‏ الأداء‏ فى‏ مواجهة‏ الفساد‏ وانتهاك‏ القوانين، والأخذ‏ الجاد‏ بملاحظاتها‏ وتحقيقاتها‏.‏
‏- دعوة‏ وتشجيع‏ المواطنين‏ على‏ الإبلاغ‏ عن‏ حالات‏ الفساد‏ التى‏ يصادفونها، ويعلمون‏ بها‏.‏
هذه‏ إذن‏ ملامح‏ «‏سياسة‏ بديلة‏» لحزب‏ سياسى‏ معارض‏ قائم‏ وشرعى، فى‏ مجال‏ «‏السياسة‏ الداخلية‏» أو‏ «‏المواطنة‏ والديمقراطية‏»! وهى‏ بالمناسبة‏ تشترك‏ فى‏ معظمها‏ مع‏ ما‏ تطرحه‏ أحزاب‏ المعارضة‏ الأخرى.
المشكلة‏ إذن ليست‏ فى‏ عدم‏ وجود‏ «‏السياسة‏ البديلة‏»، وإنما‏ هى‏ -‏تحديدا-‏ فى‏ التجاهل‏ العمدى‏ من‏ الحزب‏ الوطنى‏ الحاكم‏ لتلك‏ البدائل، لأن‏ تبنيها‏ -‏بداهة - سوف‏ يؤثر‏ مباشرة‏ على‏ احتكاره‏ القسرى‏ للسلطة‏ فى‏ مصر.‏
 ‏غير‏ أن‏ الحقيقة‏ المرة، والمؤكدة، أن‏ سياسة‏ التجاهل‏ تلك، من‏ جانب‏ الحزب‏ الحاكم، قد‏ تفلح‏ فى‏ مد‏ أجل‏ احتكاره‏ للسلطة‏ فى‏ مصر، ولكن‏ ثمن‏ هذا‏ سوف‏ يكون‏ باهظا‏ وسوف‏ تدفعه‏ مصر‏ كلها.
ولكن‏ قبل‏ أن‏ أوضح‏ هذا‏ الثمن‏ الباهظ، يهمنى‏ أن‏ أؤكد حقيقة‏ لا‏ يمكن‏ تجاهلها، وهى‏ أن‏ هذا‏ النقد‏ الحاد‏ للحزب‏ الوطنى، وحكومته، وأداءهما،‏ لا‏ ينفى‏ على‏ الإطلاق‏ وجود‏ «‏كوادر‏» و‏«قيادات‏» تنفيذية‏ حالية‏ على‏ أعلى‏ مستوى‏ من‏ الكفاءة‏ المهنية‏ والالتزام‏ الوطنى، لا‏ ينبغى‏ على‏ الإطلاق‏ التقليل‏ من‏ شأنها‏ وأدوارها‏.
 ‏ولكن‏ وجود‏ هؤلاء‏ داخل‏ إطار‏ «‏سياسى‏» و«‏تنفيذى‏» غير‏ سليم‏ ومتحجر يضع‏ حدودا‏ صارمة‏ على‏ إمكانياتهم، وعلى‏ قدراتهم‏ للدفع‏ بالمجتمع‏ والدولة‏ إلى‏ الأمام‏. إنها‏ قضية‏ مناخ‏ عام‏ غير‏ صالح‏ وغير‏ موات‏ يعملون‏ فيه.
‏ ولو‏ تصورنا‏ أننا‏ استوردنا‏ أفضل‏ كوادر‏ العالم‏ فى‏ الاقتصاد‏ أو‏ الإدارة‏ أو‏ السياسات‏ العامة‏ ووضعناهم‏ فى‏ ذلك‏ النظام،‏ فلن‏ يفعلوا‏ شيئا‏! إنها‏ أزمة‏ نظام‏ بأكمله، أى‏ أزمة‏ هيكلية‏ متجذرة، وليست‏ عرضا‏ سطحيا.
‏* حياة‏ أو‏ موت!‏
غير‏ أنه‏ ينبغى‏ أن‏ نشدد‏ ونؤكد،‏ هنا، أن‏ قضية‏ التحول‏ السياسى‏ فى‏ مصر، نحو‏ الديمقراطية، هى‏ الآن‏ أكبر‏ بكثير‏ من‏ مجرد‏ خيار‏ سياسى‏ لقوى‏ سياسية‏ معينة، بل‏ إنها‏ أصبحت‏ قضية‏ قومية‏ مصيرية‏ تحدد‏ أن‏ نكون‏ أو‏ لا‏ نكون.
إن‏ مصر‏ الآن‏ -‏ ولن‏ نقلل‏ من‏ أى‏ جهود‏ إيجابية‏ تبذل‏ هنا‏ أو هناك‏- فى‏ وضع‏ لا‏ تحسد‏ عليه، خاصة‏ بالنسبة‏ للتفاوت‏ الهائل‏ بين‏ أغنيائها‏ وفقرائها، وعشرات‏ الملايين‏ الذين‏ يعيشون‏ فى‏ العشوائيات‏ وتحت‏ خط‏ الفقر، والتدنى‏ الذى‏ لا‏ يحتمل‏ المكابرة‏ فى‏ ميادين‏ التعليم، والرعاية‏ الصحية، والإسكان، والبيئة‏ ...إلخ،
 ‏فضلا‏ عن‏ التدهور‏ الثقافى‏ والسلوكى‏ اللافت‏ للانتباه‏ والمثير‏ للقلق‏. مصر‏ الآن‏ فى‏ حاجة‏ إلى‏ تجاوز‏ المماحكات‏ الحزبية‏ الصغيرة‏ والتافهة، والتى‏ يغرقنا‏ فيها‏ المتسلقون‏ والصبية،‏ لكى‏ ننظر‏ بجدية‏ ومسؤولية فى‏ الهموم‏ والمشاكل‏ المصيرية‏. فمصر‏ باقية، والأفراد‏ -‏أيا‏ كانوا‏- زائلون‏ ولو‏ بعد‏ حين‏!‏
وأخيرا، تأتى‏ -‏ فوق‏ هذا‏ كله‏ - حالة‏ الترقب‏ وعدم‏ اليقين‏ التى‏ تخيم‏ الآن‏ على‏ المجتمع‏ المصرى‏ بشأن‏ المستقبل القريب، وانتظار‏ المجهول، وانشغال‏ النخبة‏ المصرية‏ بتخميناتها‏ حول‏ السيناريوهات‏ المتوقعة، وترقب‏ القوى‏ الخارجية‏ -‏كل‏ من‏ زاويتها- لتداعيات تلك التطورات عليها!
 ألا‏ يدعونا‏ ذلك‏ -‏جميعا وبلا‏ استثناء‏- إلى أن‏ نتكاتف‏ بوعى‏ ومسؤولية‏ للمضى‏ قدما‏ فى‏ إنجاز‏ الحل‏ الوحيد‏ الآمن، أى بناء‏ نظام‏ ديمقراطى‏ حقيقى‏ كامل‏ فى‏ مصر،‏ بلا‏ تلكؤ‏ أو‏ إبطاء؟‏!!‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.