يمكن وصف زيارة الرئيس الراحل أنور السادات التى كانت فى مثل هذا اليوم من شهر نوفمبر عام 1977 بأنها واحدة من كبرى المغامرات السياسية.. بل وأكثرها إثارة فى التاريخ.. والتى لولاها لظلت سيناء محتلة حتى الآن!!. هى الأكبر فى المغامرات السياسية، لأنها كانت وسيلة جديدة من هذا النوع لوضع حد للصراع الدولى العربى الإسرائيلي، والانتقال من مرحلة العداء السافر لإسرائيل إلى الهبوط فى مطار بن جوريون.. وسط أجواء معقدة ومشحونة بالنزاعات والحروب الدامية.. وفى وقت كان فيه تأثير اللوبى اليهودى فى أمريكا كبيرًا والأراضى العربية محتلة.. فجاءت مغامرة السادات لتحرج وتكشف مدى ضعف إسرائيل أمام العالم كله!! لم يكن بمقدور أحد رؤية ذلك أو حتى تخيله فى ذلك الوقت، ورغم مرور واحد وثلاثين عامًا على هذه الذكرى، إلا أنها تبقى واحدة من نقط التحول البارزة والمثيرة فى تاريخ العالم.. ولا يمكن أن ننساها بمرور الأيام والسنين.. جاءت الزيارة مع كلمات الرئيس السادات فى الكنيست.. لتدل على رؤية مستقبلية ثاقبة لزعيم لأكبر دولة عربية كان ملهمًا وعبقريًا.. إن زيارة الرئيس الراحل السادات لإسرائيل إجمالاً. . تعنى السلام المغلف بالقوة.. كما أن الدعوة التى وجهها للدول العربية لحضور مؤتمر ميناهاوس كانت تشكل دليلاً على استمرار تمسكه بسلام شامل وعادل للجميع... إنها رسالة واضحة وصريحة لكل من يريد أن يفهم، وكل من حاول تشويه صورة الرئيس الراحل أنور السادات، والإساءة إلى تاريخه وإنجازاته.. . كان بوسع الدول العربية أن تستعيد جميع أراضيها المحتلة، وكان بوسع منظمة التحرير الفلسطينية أن تقيم دولتها المستقلة فى حدود 67 لو استجابوا لدعوة الرئيس السادات فى حينها، وحضروا مؤتمر ميناهاوس.. كل هذا يؤكد أن قرار الرئيس السادات بالذهاب إلى القدس كان صائبًا تمامًا!!. محمد عباس عيسى