جمال مبارك هل يكون رئيس مصر المستقبل؟ ولم لا؟.. ابتداءً أنا لست منتمياً للحزب الوطنى ولا لأى حزب إلا لمصر الحبيبة التى أعشق ترابها وأهتز نشوة لانتصاراتها وينكسر قلبى لانكساراتها ومن هذا المنطلق أكتب ما أكتب كرأى حر لمواطن مصرى يدق بيده المرتعشة باب العقد الثامن من عمره وهكذا أنا لست من شباب المستقبل ولا من رجال الأعمال ولا أبتغى من وراء ما أكتب مالاً أو جاهاً أو منصباً وأقول لمن يحلو لهم التندر والتظاهر بالحكمة والمعرفة ببواطن الأمور وترديد العبارات والثرثرة الجوفاء وإهدار الوقت فى ما لا طائل من ورائه مثل «بيلمعوه.. وبيصنفروه.. إلخ» وهم يجلسون فى استرخاء ممل بعيدين كل البعد عن هموم البسطاء من شعبنا المثقل بالمشاكل ووسط خضم عالم يموج بالأحداث الجسام أقول لهؤلاء وهؤلاء نعم، ولم لا يكون اختيارنا لجمال مبارك خلفاً لوالده رئيساً لجمهورية مصر المستقبل عن قناعة وتقدير صحيح واع وموضوعى ولنترك العواطف والأغراض الحزبية ونتحري صدق الإحساس بالمسؤولية وموضوعية التقييم لمستقبل بلادنا وأبنائنا؟ ولنقيم معاً وبصدق وشفافية ودون تحيز فترة حكم والده الرئيس الحالى ولنرجع بالذاكرة إلى الظروف العصيبة التى تولى فيها المسؤولية ومدى ما كانت عليه الأحوال من تدهور فى جميع مناحي حياتنا من علاقاتنا بالعالم العربى والخارجى وانفلات وتسيب اقتصادى ناهيك عن مشاكل المواصلات والتعليم والزراعة والصناعة وغير ذلك كثير ولنقارن بين ذلك وبين مكانة بلدنا الآن وما وصلت إليه من حسن العلاقات مع الأشقاء العرب والمحافل الدولية ويكفى أن نرى الخطوات الثابتة والمدروسة نحو الوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان واستعادة الكرامة ثم التوجه إلى مرحلة جديدة للتنمية والارتقاء بمستوى معيشة المواطنين الكادحين. وها هى الفرصة قد سنحت لكل من يحب مصر ويعشق ترابها ويتمنى بإخلاص تقدمها وازدهارها أفراداً وجماعات وأحزاباً للتعبير الصادق والمخلص عن هذا الحب من خلال التعاون البناء فى قضايا وطن ومصير شعب عريق - فهلم يا مفكرى وعلماء أحزاب مصر كلها ولننس جميعاً انتماءاتنا إلا لمصر الكنانة والمجال متسع وفسيح للحوار والنقاش والحزب الوطنى لا يمل تكرار أنه يفتح ذراعيه وقلبه لكل رأى صريح وحر إثراء للحوار الوطنى ووصولاً إلى أنسب الحلول للقضايا المهمة المطروحة حلاً لمشاكل الوطن والمواطنين بدلاً من المشاحنات التى تستنفد طاقاتنا . وإذا ما عدنا إلى موضوعنا الرئيسى فلننحى حساسية أن الموضوع خاص بنجل رئيس الجمهورية الحالى وما يحلو للبعض أن يردده تحت عنوان «التوريث» ولنكن موضوعيين ماذا تعيبون على هذا الشاب المتوقد حماسة لوطنه المثقل بهموم شباب هذا الوطن وهل تعيبون عليه تصديه للمسؤولية المبكرة وحمل هموم جيله والبحث عن حلول لمشاكل تنوء بحملها ظهور كثير من الرجال! أتمنى أن يكون كل شباب مصر من عمر جمال مبارك فى مثل نشاطه وحركته الدائبة ومعايشته لهموم بلده والبحث الجاد بعمق وروية لإيجاد الحلول لمشاكلها المعقدة وقد يقول البعض إن الظروف مواتية له بحكم وضعه الاجتماعى لإبداء هذا النشاط وإنتاج هذا المحصول الوافر خدمة لبلاده! ونقول ألا نحمد الله أنه هداه لينهج هذا النهج السوى البناء وقد كان متاحاً له أن يعيش فى بحبوحة من العيش مسترخياً كغيره من الشباب مستمتعا بما يستمتع الكثير منهم ومنغمساً فى ملذاته. إننى أطالب من يحلو لهم التندر والاستظراف وأدعاء الحكمة والمعرفة ببواطن الأمور - من أجل مصر - أرجو أن تراجعوا نشاط هذا الشاب الواعد وكلماته فى مختلف المواقف التى يتعرض لها وما أعقدها وأن تلاحظوا عمق دراسته لها والجدية التى يتسم بها فى تعرضه لحل هذه المشاكل. وأناشد السيد الرئيس أن ينحى شق الحساسية بأن هذا الشاب الواعد هو نجله فليس هذا ذنبه ولنترك له فرصة إثبات ذاته وخدمة وطنه بالطريقة المتكافئة والعادلة فى ظل ديمقراطية وحرية رأى نتمتع بها دون حواجز ولا معوقات. وأما الموضوع الثانى فهو موجه إلى السيد جمال محمد حسنى مبارك - وأنا فى مثل سن والدك - أذكر لك عنوان مقال بقلم الكاتب المعروف الأستاذ محمد التابعى - رحمه الله - فى مجلة آخر ساعة وكان ذلك فى بداية عهد الثورة وفى الأسابيع الأولى لحكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكان عنوان المقال «ارحموهم فإنهم بشر» وكان ملخصه أن يا هؤلاء ممن تحيطون بالحاكم «ما أصطلح على تسميته البطانة» ارحموهم فإنهم بشر ويقصد الكاتب بل يشرح كيف أن البطانة التى أحاطت بحكام مصر منذ عهد محمد على حتى عهد فاروق كانوا وراء كل نجاح وكل إخفاق لنظام الحكم. فأستحلفك بالله وبحبك لوطنك أن تدقق فى اختيار بطانتك ليعاونوك على تحمل المسؤولية ولا تنس أن «صديقك من يصدقك لا من يصدقك». وأسأل الله لك التوفيق وأن يقيض لك البطانة الصالحة التقية التى تعينك على نفسك وعلى مسؤولياتك الجسام لخدمة البلاد والعباد إنه نعم المولى ونعم النصير.