«فاينانشيال تايمز»: «الإخوان» حكومة موازية.. و«صندوق النقد» يستعد لاتفاق «قذر»

طالبت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، الإثنين، صندوق النقد الدولي، في افتتاحيتها بإلقاء نظرة بعيدة المدى على مصر فيما يخص القرض الذي تريده الأخيرة منه، والذي تبلغ قيمته 4.8 مليار دولار، مشيرة إلى أن «الصندوق يستعد لعقد اتفاق (سريع وقذر)، مع مصر، وذلك بهدف منع انهيار اقتصادها، ويجب ربط أي اتفاق مع القاهرة بجدول زمني سياسي واقعي»، وأن جماعة الإخوان المسلمين تدير حكومة موازية قوية، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة: «يبدو أن مصر أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى الاتفاق (بعيد المنال) مع الصندوق، والذي سيساعدها على استقرار اقتصادها الذي يعاني من الفوضى، فضلاً عن الجمود السياسي الذي أعقب الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك قبل عامين».
واعتبرت الصحيفة أن «رغبة الصندوق في مساعدة مصر ستكون بمثابة جائزة كبيرة للرئيس محمد مرسي، الذي يفتقر إلى المصداقية، وذلك في ظل الأزمة العميقة التي تعانيها مصر، مع خواء خزينتها وتدهور وضعها الاقتصادي».
وتابعت: «للحصول على القرض، فإن الحكومة بحاجة إلى زيادة الضرائب، وخفض الدعم على الوقود والغذاء، فسيكون من الأفضل بكثير وقف الدعم وتقديم إعانات نقدية للفقراء بدلاً منه».
وأشارت إلى أن «هناك عقبات سياسية هائلة على صفقة القرض، وبعد 85 عاماً من العمل تحت الأرض، لا يزال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين يتصرفون بشكل غريزي، وكأنهم ينتمون إلى المعارضة، وليسوا حكاما للبلاد، ورأت أن هذا الأمر هو أحد أهم الأسباب الكامنة وراء الاشتباكات شبه اليومية في الشوارع بين الإسلاميين والمعارضة الليبرالية والعلمانية، مضيفة أن «الجماعة تصارع للانتقال من أزمة الهوية إلى تفاصيل السياسة المتعبة».
وطالبت الصحيفة الرئيس مرسي ورفاقه في هذه المرحلة الانتقالية المضطربة، بأن يكونوا واضحين بشأن ما إذا كانوا يعتزمون حكم مصر نيابة عن جميع مواطنيها، أو الاستمرار في مسيرتهم الطويلة للاستيلاء على كل مؤسسة في البلاد، بما في ذلك «محاولتهم المستترة» لإحلال رجال الأعمال الإسلاميين مكان رجال أعمال نظام مبارك، بحسب الصحيفة.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: إن «قادة الإخوان يديرون حكومة موازية بجانب حكومة مرسي، بل إنها أكثر قوة منها، ولكن يجب على صندوق النقد، كجزء من صفقة القرض، الإصرار على أن تكون كل السلطة في يد الحكومة المنتخبة فقط، وعلى أن تخضع هذه الحكومة للمساءلة والشفافية»، معتبرة أن «هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لمصر خلالها أن تستعيد مكانتها كزعيم للعالم العربي».