أشياء عجيبة لا تحدث إلا معى. مثل ذلك الراكب الجالس جوارى فى الميكروباص، والذى أخرج جهازا عجيب الشكل، ثم نظر فى حذر قبل أن يهمس قائلا: - هنا كوكو، أنا فى مصر، وجارى البحث والتنقيب. ثم أغلق الجهاز وراح ينظر إلينا فى فضول، فتملكتنى رغبة صحفية رهيبة أن أعرف سر المسألة. تظاهرت بالنوم لكى يتكلم بحرية، وبالفعل وجدته يخرج الجهاز المريب ثم يهمس قائلا: - هنا كوكو، على فكرة أنا دلوقت فى الميكروباص (قالها فى انفعال وفخر وكأنه يقوم بمغامرة لا نظير لها.. عمل خطير لا شك أنه يثير إعجاب من يستمعون إليه فى الجانب الآخر). فى هذه الأثناء كان الميكروباص يفرغ حمولته ويمتلئ عشرات المرات، وبرغم أن محطتى جاءت منذ زمن، فإن رغبتى فى استجلاء السر دفعتنى إلى تأجيل النزول. راح يرنو إلى الشارع المزدحم من خلال نافذة الميكروباص مدققا، ثم فتح الجهاز للمرة الثالثة: - هنا كوكو، لا يوجد أثر حتى الآن لسكان كوكب الزهرة. عند هذا الحد لم أطق صبرا، فملت عليه قائلاً: هو إيه حكايتك بالضبط؟، كل شوية تطلع جهاز غريب وتقول: هنا كوكو، هنا كوكو، إيه الموضوع يا أخينا؟ (نظر حوله فى حذر ثم قال بلهجة عاطفية لا مبرر لها أبدا) شوف أنا ارتحت لك من أول نظرة وحبيتك، وحقولك كل حاجة..بس فيك من يكتم السر؟ -فى بير (قلت له مطمئنا) - أنا كوكو من المريخ (قال وهو يمد يده مصافحا) - ومحسوبك أيمن من الأرض. بس ما تآخذنيش حضرتك شكلك زينا ومش باين عليك أبدا إنك من المريخ أبدا! - (فبدا وكأننى أصبته فى مقتل لأنه قلب شفتيه فى حزن كالأطفال) ما هى دى المشكلة. اضطريت اتنكر فى شكلكم، مع إن شكلى الحقيقى جميل جدا، وشى أخضر، وعينيا فى وسط صدرى وودانى فى ركبتى، حتى شوف!! وفجأة وجدته قد تجسد كما وصف نفسه بالضبط. يا للهول! هذا الرجل كلامه صحيح. إنه قادم بالفعل من المريخ!!. - (قال فى فخر بعد أن عاد إلى شكله الآدمى): بذمتك شفت حلاوة زى كده!. مش لهم حق بنات المريخ يموتوا فيا؟ - (قلت وأنا أتمالك نفسى بصعوبة): يا بختك يا سى كوكو، عقبالى. - (قال وهو يتأمل وجهى برثاء): بصراحة صعب يا أيمن. مش حاكدب عليك، مناخيرك كبيرة. - ( قلت وأنا أدارى أنفى بيدى): سيبك من مناخيرى يا سى كوكو وقل لى: إنت جاى تعمل إيه فى كوكب الأرض؟ (غداً ستنكشف المفاجأة المذهلة).