الكنيسة الأرثوذكسية ترفض التعليق على تصريحات «بيشوى» وقيادات إنجيلية وكاثوليكية تنتقدها

رفض عدد من قيادات الكنيسة الأرثوذكسية رفيعة المستوى التعليق على ما جاء فى محاضرة الأنبا بيشوى بمؤتمر تثبيت العقيدة، وأشاروا فى تصريحات ل«المصرى اليوم» إلى أنه يشغل منصب سكرتير المجمع المقدس، ويعد الرجل الثانى فى الكنيسة بعد البابا شنودة، ولا يجوز لأحد التعليق على ما يقوله أو يكتبه، مؤكدين فى الوقت نفسه أنه «حسن النية».
فى المقابل، انتقدت قيادات من الكنيستين الإنجيلية والكاثوليكية تصريحات الأنبا بيشوى، رابطين بينها وبين تصريحات الدكتور محمد سليم العوا الأخيرة، وطالبوا بضرورة وقف «التلاسن» والالتفات إلى القضايا الأهم.
وقال أندريه زكى، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، إنه لم يطلع على محاضرة الأنبا بيشوى ولكنه بصفة عامة يرى أن الشخص الضعيف هو الذى يؤسس مفهومه الدينى والعقائدى على هدم وإضعاف عقيدة الآخرين، سواء كان هذا الشخص مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً، مشيرا إلى أن «هناك مليون طريقة لتثبيت عقيدتى غير هذه الطريقة».
وأضاف زكى: «هناك مناخ سيئ يسود البلاد هذه الأيام، فتبادل الاتهامات لا يساهم فى السلام الاجتماعى ولا يساهم فى تقدم المجتمع، فالمفهوم الدينى مفهوم إيجابى وهو يمثل علاقة الإنسان المباشرة مع الله وعلاقته بالآخرين، والكتاب المقدس يقول (كيف تحب الله الذى لا تراه إذا كنت لا تحب أخيك الذى تراه)»، وأضاف: «فى اعتقادى أن العقيدة علاقة شخصية مع الله وتعبير عن طريقة الاقتراب معه وليس بالضرورة أن تسير ضد عقائد الآخرين».
وتساءل زكى: «لا أستطيع أن أفهم لماذا كل هذا التصريحات ولمصلحة من؟»، مطالباً الإعلام بمراعاة عدم التصعيد فى مثل هذه المواقف، والامتناع عن نشر أى تصريحات يمكن أن تسبب فتنة طائفية.
من جانبه، تساءل القس رفعت فكرى، راعى الكنيسة الإنجيلية بشبرا، عن علاقة مؤتمر «تثبيت العقيدة» الخاص بالعقيدة المسيحية بما جاء فى عقائد الآخرين، مشيراً إلى أن تلك التصريحات تأتى فى وقت نحتاج فيه لخطاب متسامح وليس إلى شحن الطرف الآخر.
وأشار فكرى إلى أن المطالبة بإلغاء نصوص من القرآن الكريم «كلام ما يصحش»، مؤكداً أن المطلوب هو إعادة النظر فى تفسير النصوص، وقال: «لا أحد يجرؤ على طلب إلغاء نصوص فى عقائد الآخرين»، مطالبا الدكتور محمد سليم العوا والأنبا بيشوى ب«السكوت» خلال الفترة المقبلة.
وأضاف فكرى: «لابد أن يمتنع المتعصبون، وعلى الدولة أن تحافظ على الأمن العام للبلاد، وتحاسب كل من يسىء للآخر سواء كان مسلماً أو مسيحياً، ولابد أن تتم محاسبة زغلول النجار والأنبا بيشوى على تصريحاتهما».
وقال الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية، إنها ضد أى تصعيد للأمور والملاسنة الخطابية، داعياً إلى تركيز العمل على إعلاء صوت العقل، مضيفاً: «نحن فى بلاد تزداد فيها نسبة الفقر، ومن الأولى أن يعمل الجميع فى خدمة من يعانون منه».