وزارة البترول تؤكد نجاحها في تأمين إمدادات الطاقة خلال ذروة الصيف    منتخب شابات القدم يستعد للسفر لمواجهة غينيا الاستوائية في تصفيات المونديال    ثقافة الأقصر تحتفي باليوم المصري للموسيقى بعروض فنية متنوعة بحاجر العديسات    وزير الإسكان يستقبل وزير الأشغال البحريني لبحث أوجه التعاون بين مصر والبحرين    هل تحظر الحكومة تيك توك؟ مدبولي يرد    مدير الإصلاح الزراعي الجديد بالشرقية: توظيف كافة الموارد لخدمة القطاع الزراعي    نتنياهو وكاتس يجتمعان لبحث الحملة العسكرية المكثفة على غزة    الصين تحث الولايات المتحدة واليابان على سحب نظام صواريخ تايفون في أسرع وقت    الأمن يضبط زوجة حاولت إنهاء حياة زوجها إثر مشادة كلامية بالشرقية    المصرية للاتصالات تكرم أبطال الأوليمبياد الخاص المشاركين بالمسابقة الإقليمية الأولى للفروسية بالإمارات    السفير الفرنسي: تدشين الأكاديمية الدولية للعمران بهدف تشكيل مستقبل التنمية الحضرية    موقف نجم الزمالك من مباراة القمة أمام الأهلي بالدوري الممتاز    وزير التعليم: خطة متكاملة لضمان بداية منضبطة للعام الدراسي الجديد.. الكتب المدرسية تصدر حصريًا عن الوزارة.. استراتيجية جديدة للتوسع في إنشاء الفصول الدراسية.. وبشري سارة للمعلمين    وزير التعليم: نخطط لتوسيع مدارس التكنولوجيا التطبيقية إلى 200 مدرسة    قرار عاجل من الجنايات في قضية مقتل "مينا موسى" ممرض المنيا    الفنية العسكرية تفتح باب التسجيل لمنح درجة الماجستير المهنى البينى    جاستن بيبر يعود لإحياء الحفلات بمهرجان كوتشيلا    حكيم وهشام عباس ومصطفي قمر، نجوم التسعينيات يعودون للساحة الغنائية بعد غياب    وفاة أسطورة هوليوود روبرت ريدفورد عن عمر 89 عامًا    سارة سلامة بفستان قصير.. ما سر ارتدائها اللون الأسود؟    غموض في تشخيص حالات داخل مستشفى بالمنوفية، ووزارة الصحة تتدخل    الصحة: إنقاذ سيدة تعاني من تهتك وانفجار بالرحم بعد وفاة الجنين بمستشفى دسوق العام    هتوفرلك في ساندويتشات المدرسة، طريقة عمل الجبن المثلثات    ميار شريف تتأهل للدور الثاني من بطولة تولينتينو الإيطالية للتنس    مفتي الجمهورية: الحروب والجهل والتطرف أخطر ما يهدد التراث الديني والإنساني    المنيا.. مصرع أمين شرطة في حادث انقلاب سيارة بسمالوط    %22 زيادة في أعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال 7 أشهر    رئيس الأركان يلتقي نظيره الليبي خالد حفتر    وزير التعليم العالي: بدء الدراسة في 192 برنامجًا دراسيًا بالجامعات الأهلية    إيقاف تشغيل القطارات الصيفية على خط القاهرة – مرسى مطروح والعكس    انتبه.. تحديث iOS 26 يضعف بطارية موبايلك الآيفون.. وأبل ترد: أمر طبيعى    مقتل مزارع ونجله إثر تجدد خصومة ثأرية بدشنا فى قنا    المستقلين الجدد: الإساءات الإسرائيلية تعكس عدم اتزان وتخبط الكيان الصهيوني    برشلونة يحدد ملعب يوهان كرويف لمواجهة خيتافي في الجولة الخامسة من الليجا    «البترول» تصدر إنفوجرافًا يوضح نجاحها في تأمين إمدادات الطاقة بالكامل    جامعة قناة السويس تعلن مد فترة التسجيل ببرامج الدراسات العليا حتى 30 سبتمبر    البنك الأهلي المصري يحتفل بتخريج دفعة جديدة من الحاصلين على منح دراسية بمدينة زويل    رئيس الرقابة المالية: تلقينا 13 طلباً لتأسيس صناديق عقارية و4 آخرين لإنشاء منصات رقمية    خارجية السويد: الهجوم العسكرى المكثف على غزة يفاقم الوضع الإنساني الكارثى    هل سمعت عن زواج النفحة؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعى    موعد شهر رمضان الكريم وأول أيام الصيام فلكيًا    جامعة سوهاج تخفض رسوم برنامج بكالوريوس العلوم المصرفية ومد التقديم لنهاية سبتمبر    تشكيل الهلال المتوقع أمام الدحيل في دوري أبطال آسيا    وزير المالية: زيادة 80 % فى حجم الاستثمارات الخاصة أول 9 أشهر من العام المالى    محافظ المنيا: ندعم كافة مبادرات الصحة العامة لتحسين جودة الرعاية الطبية    وزارة الصحة تطلق خطة لتأهيل 20 ألف قابلة وتحسين خدمات الولادة الطبيعية    أستاذ فقه: الشكر عبادة عظيمة تغيب عن كثير من الناس بسبب الانشغال بالمفقود    99.1% هندسة بترول السويس و97.5% هندسة أسيوط بتنسيق الثانوي الصناعي 5 سنوات    أمين الإفتاء: الكلاب طاهرة وغسل الإناء الذي ولغ فيه أمر تعبدي    ميرتس يسعى لكسب ثقة قطاع الأعمال ويعد ب«خريف إصلاحات» لإعادة التنافسية لألمانيا    اختلف معها فطعنته.. التحقيق مع سيدة بتهمة الاعتداء على زوجها في الشرقية    أوباما: تنازلت عن مستحقاتي من أجل الزمالك ولن أطالب بالحصول عليها    الإفتاء تحذر من صور متعددة للكذب يغفل عنها كثير من الناس    ترامب يستبعد شن إسرائيل المزيد من الضربات على قطر    ترامب يعلن مقتل 3 أشخاص باستهداف سفينة مخدرات من فنزويلا    الهلال الأحمر المصري يدفع بأكثر من 122 ألف سلة غذائية عبر قافلة زاد العزة ال38 إلى غزة    تعرف على برجك اليوم 2025/9/16.. «العذراء»: ركّز على عالمك العاطفى .. و«الدلو»: عقلك المبدع يبحث دومًا عن الجديد    إبراهيم صلاح: فيريرا كسب ثقة جماهير الزمالك بعد التوقف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا تكلم مرشد الإخوان (4).. محمد بديع عن مبادئ تنظيم 1965: المجتمع «جاهلى» والحكومة «كافرة»
نشر في المصري اليوم يوم 11 - 02 - 2010

يواصل محمد بديع عبدالمجيد سامى، المرشد العام الجديد لجماعة الإخوان المسلمين، أقواله فى محضر التحقيق الذى أجراه معه محمد وجيه قناوى، وكيل نيابة أمن الدولة العليا، فى 27 نوفمبر 1965، حول صلته بتنظيم الإخوان المسلمين بقيادة المفكر الإسلامى الراحل سيد قطب.
ويروى بديع أن عبدالفتاح إسماعيل قدم فى نوفمبر 1964 أعضاء أسرة «مرسى مصطفى مرسى»- من بينهم «محمد بديع»- إلى «أحمد عبدالمجيد عبدالسميع» الكاتب بإدارة كاتم أسرار الحربية، أحد أعضاء اللجنة الخماسية التى تقود التنظيم، المسؤول عن الأمن والمعلومات، وأخطرهم أنه سيكون المسؤول عنهم، وأنهم أصبحوا مجموعة تابعة لقسم المعلومات، حيث كلفوا بترجمة المقالات والأخبار والتعليقات التى تتصل بأوضاع مصر والبلاد الإسلامية، من الصحف الأجنبية التى كان يزودهم بها.. وواصل المسؤول الجديد الاجتماع بهم، لشرح الخط السياسى الفقهى للتنظيم.
وفى يونيو 1965، كان «محمد بديع» قد أنهى دراسته وكلف بالعمل معيداً بكلية الطب البيطرى بجامعة أسيوط، وأخطره «عبدالفتاح إسماعيل» بأنه سينفصل عن قسم المعلومات، ليكون رئيساً لمجموعات التنظيم فى أسيوط، وضابطاً للاتصال بين هذه المجموعات وبينه.. وعرفه ب«طاهر سالم»- الطالب بكلية هندسة أسيوط- الذى كان يقوم بهذه المهمة قبله،
على أن يبدأ مهمته مع بداية العام الدراسى الجديد، حين يبدأ بالفعل بممارسة عمله، واصطحبه فى جولات معه، كان من بينها لقاء مع «سيد قطب» فى مصيفه برأس البر، جرى خلاله بينهما حوار حول مهمته فى الصعيد وجولة فى الإسكندرية، خلال شهر يوليو 1952، الذى شهد حملة اعتقالات احترازية ضد العناصر المكشوفة من الإخوان، لتأمين الوضع أثناء الاحتفال بعيد الثورة.
وتكشف قراءة هذا المحضر، عن عدة حقائق تتعلق بالخبرة التاريخية التى كونها مرشد الإخوان العام الجديد فى شبابه.. يمكن تلخيصها فيما يلى:
■ إن الذى جند «محمد بديع» لعضوية الإخوان المسلمين، هم مجموعة من طلاب الإخوان السوريين الذين كانوا يدرسون فى مصر آنذاك، والغالب أن هذه المجموعة، كانت بقيادة «مروان حديد» الذى يتكرر ورود اسمه فى أقوال عدد من المتهمين فى قضية «سيد قطب»، وفضلاً عن أن مؤلفات قطب كانت من بين مواد التثقيف التى قررها هؤلاء على المجموعة التى انضم إليها «بديع» فإن «مروان حديد» كان هو الذى تزعم- داخل جماعة الإخوان فى سوريا- الاتجاه الداعى لممارسة العنف المسلح ضد السلطة المحلية.
إن «محمد بديع» الشاب، قد تلقى الأفكار الإخوانية من خلال رؤية «سيد قطب» الفقهية وتحليلاته الاجتماعية والسياسية، التى كان يكتبها أثناء سجنه، ويرسلها إلى قيادة التنظيم فتوزعها على الأعضاء، وخلاصتها من الناحية الفقهية أن المجتمعات الإسلامية، قد ارتدت إلى جاهلية أسوأ من الجاهلية التى كانت سائدة فى الجزيرة العربية، قبل نزول الوحى على الرسول «صلى الله عليه وسلم»، وأن الناس قد انصرفوا عن عبادة الله إلى عبادة «الطاغوت» وانتزعوا حق التشريع لأنفسهم، ولم يعودوا يحكمون بما أنزل الله، فهم جميعاً كافرون تحكمهم نظم كافرة، وهم فى حاجة إلى طليعة قرآنية مؤمنة تعيد تعبيدهم لله عز وجل، وتهدم الأوثان القائمة لتؤسس مجتمعات ونظماً إسلامية، كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام.
أما خلاصتها من الناحية الاجتماعية، فهى التركيز على ما تعتبره تحللاً من الأخلاق العامة، خاصة ما يتعلق منها بسلوك النساء، وهى أفكار تقليدية ريفية وشبه عامية، تسود بين المنتمين للتيار الإسلامى بشكل عام تعتبر خروج المرأة للعمل واختلاطها بالرجال وسفورها وظهورها على شاشات السينما والتليفزيون والمسرح جزءاً من خطة صليبية صهيونية لإضعاف المجتمعات الإسلامية، وللقضاء على الإسلام، وهى خطة يساهم فى تنفيذها عملاء الاستعمار الصليبى الصهيونى من حكام البلاد الإسلامية، الذين يحكمون بأنظمة مدنية علمانية، تحقق هدف الطاغوت العالمى.
ويلفت النظر فى أقوال «محمد بديع» أنه كان يتلقى هذه الأفكار دون سؤال أو مناقشة.. وأنه عرضها دون تفاصيل تكشف عن أنه تعمق فى دراستها، كما فعل زميلاه فى الأسرة ذاتها، على النحو الذى تكشفه أقوالهما فى التحقيقات.
■ المحقق: متى وكيف كان انضمامك إلى التنظيم الجديد لجماعة الإخوان المسلمين؟
- محمد بديع: أنا انضميت فى أكتوبر سنة 1964 بمعرفتى ب«عبدالفتاح إسماعيل» اللى تعرف عليه قبل كده «مرسى مصطفى مرسى» و«عاطف شاهين» أثناء وجودى فى الإجازة فى البلد، ولما رجعت عرفنى به «عاطف شاهين» لأنه جه حضر أحد اجتماعات الأسرة وأقسمنا على المصحف بالتزام دعوة الإسلام والطاعة إلى أمير هذه الجماعة والتزام أوامره (44).
■ المحقق: ما أسباب انضمامك إلى التنظيم الجديد لجماعة الإخوان المسلمين؟
- محمد بديع: لأنهم كانوا مجموعة بتدعوا إلى الإسلام وبتتفق فى الميول الدينية معى.
■ المحقق: ما الذى فهمته عن أبعاد هذا التنظيم؟
- محمد بديع: أنا فهمت أن هذا التنظيم منتشر فى كل البلاد. وكان فى الأول معرفتى بأشخاص كل على حدة. وبعدين تكشف لى الوضع إنه مجموعات زينا فى كل البلاد.
■ المحقق: وما مفهومك عن نشاط هذا التنظيم؟
- محمد بديع: أنا فهمت أن هذا التنظيم بيدعو إلى الدعوة الإسلامية عن طريق الدراسات الدينية للوصول إلى المجتمع المسلم الذى يحكم بالقرآن.
■ المحقق: وما أهداف هذا التنظيم؟
- محمد بديع: أهداف هذا التنظيم تربية شباب مسلم للوصول إلى مجتمع إسلامى يحكم بالقرآن للمطالبة بحكومة مسلمة دستورها القرآن.
■ المحقق: ما مفهومك عن طابع هذا التنظيم؟
- محمد بديع: هذا التنظيم سرى؟
■ المحقق: وما حاجة هذا التنظيم إلى السرية؟
- محمد بديع: لأن الحكومة بتحرم هذه التجمعات ولذلك كان التنظيم سرياً.
■ المحقق: وما تقييم الحكم الحاضر والمجتمع الحاضر من خلال نظرة ومبادئ التنظيم؟
- محمد بديع: تقييم هذا المجتمع وهذه الحكومة بأنه مجتمع جاهلى وحكومة جاهلية.
■ المحقق: ما المفهوم للفظ مجتمع جاهلى وحكومة جاهلية؟
- محمد بديع: مفهوم أن المجتمع باعتباره أنه مجتمع جاهلى أنه مجتمع كافر، وأن الحكومة باعتبارها جاهلية حكومة كافرة، لأن المجتمع غير ملتزم بأحكام القرآن وكذلك الحكومة بتحكم بقوانين وضعية ليست من صنع الله وغير ملتزمة بأحكام القرآن.
■ المحقق: ما مظاهر الجاهلية فى هذا المجتمع ولهذه الحكومة؟
- محمد بديع: مظاهر الجاهلية لهذا المجتمع ولهذه الحكومة كثيرة منها الاختلاط وإشاعة الانحلال فى الأفلام السينمائية الخليعة والربا اللى بينتزع أموال الناس قسراً عنهم وأن الحكومة بتلتزم بتشريعات من صنع البشر، أى تشريعات وضعية، لأن الحاكمية لله وحده ولابد من التزام أحكام القرآن والسنة.
■ المحقق: وما برنامج هذه الأسرة؟
- محمد بديع: استمرينا مثل الأول فى اجتماعات أسبوعية وحفظ للقرآن وتفسيره من كتاب «فى ظلال القرآن»، وحدد لنا «عبدالفتاح إسماعيل» هذا البرنامج بحفظ أربعة أجزاء من القرآن، وكتب «سيد قطب» مثل «هذا الدين» و«المستقبل لهذا الدين» و«معالم فى الطريق» وكانت أحاديثنا بتدور عن كيفية تطبيق حكم القرآن وتغيير المجتمع الجاهلى والحكومة الجاهلية إلى مجتمع مسلم يحكم بالقرآن وحكومة مسلمة وذلك بتربية أنفسنا التربية الصحيحة ودعوة الناس إلى الإسلام.
■ المحقق: متى بدأ «عبدالفتاح إسماعيل» بتزويدكم بالمنشورات وما هو عدد المنشورات التى كان يصدرها التنظيم وما الذى فهمته منها؟
- محمد بديع: بدأ «عبدالفتاح إسماعيل» بتزويدنا بالمنشورات بعد معرفتنا به بشهر تقريباً، وإدانا أربع منشورات هى «خيوط خطة» و«من هم» و«من نحن» و«الحاكمية لله» وكانت كل هذه المنشورات بتتكلم عن الدعوة وأهدافها من إقامة حكم القرآن وأعداء الدعوة مثل الصهيونية والشيوعية. وتحض على التوحيد وعدم الطاعة لغير الله فى الشعائر والشرائع وإن الحكم الحالى باعتباره حكماً جاهلياً يطاع بالاضطرار فقط ويوصى بالصبر حتى يتغير هذا الوضع، وتقوم دار الإسلام فى مصر، بنشر الإسلام ومطالبة الشعب بعد أن يكون مسلماً، بإقامة حكم القرآن: وكانت هذه المنشورات مكتوبة بخط اليد.
■ المحقق: هل اهتديت إلى كاتب هذه المنشورات؟
- محمد بديع: أنا سألت «مرسى مصطفى مرسى» عن كاتب هذه المنشورات فقال لى إنه شخص من الإخوان المسلمين موجود فى السجن.
■ المحقق: ألم يحدد لك من هو الشخص وكيفية تسرب هذه المنشورات من السجن إلى يد التنظيم؟
- محمد بديع: لا ماقليش. ولكن ما تردد فى المنشورات كان بيتردد فى كتب «سيد قطب» و«المودودى».
■ المحقق: وما هو هدف التنظيم من توزيع هذه المنشورات على أعضائه؟
- محمد بديع: للتفهيم والتوعية ولمعرفة مبادئ التنظيم وأهدافه.
■ المحقق: ألم تذهب مع «عبدالفتاح إسماعيل» فى رحلة سيراً على الأقدام؟
- محمد بديع: أنا طلب منى القيام بهذه الرحلة عشان أتعود على الصبر وقوة الاحتمال فاعتذرت لأنه كان لدى امتحانات وسمعت من «مرسى مصطفى مرسى» و«عاطف شاهين» إنهم راحوا عند «محمد عواد» فى «الزوامل».
■ المحقق: هل تعرف دور «محمد عواد» فى التنظيم؟ (45).
- محمد بديع: لا ماعرفش.
■ المحقق: متى التقيت ب«أحمد عبدالمجيد» وما هى المهمة التى أوكلها إليكم للقيام بها لحساب التنظيم ومن الذى اشترك معك فى هذه المهمة؟
- محمد بديع: فى أواخر سنة 1964 فى نوفمبر أخطرنا «عبدالفتاح إسماعيل» بأن التنظيم سيوكل إلينا مهمة، وعرفنى أنا و«عاطف» و«مرسى» ب«أحمد عبد المجيد» الذى طلب منا القيام بترجمة الأخبار والمقالات التى تهم مصر والعالم الإسلامى من الصحف والمجلات الأجنبية.
■ المحقق: أين تم اللقاء بينكم وبين أحمد عبدالمجيد؟ ومن الذى حضر هذه المقابلة غيركم وعبدالفتاح إسماعيل؟
- محمد بديع: أنا اتعرفت به فى شقة فى المطرية (46) معرفش بتاعة مين وماكنش حد غيرنا.
■ المحقق: وما هى علاقة «على عبده إسماعيل» بالتنظيم؟
- محمد بديع: معرفش.
■ المحقق: وما الذى علمته عن دور «أحمد عبدالمجيد» فى هذا التنظيم؟
- محمد بديع: هو كان مهمته فى التنظيم جمع المعلومات وكان شغلنا فى الترجمة (47).
■ المحقق: ما هى الأعمال التى طلبها «أحمد عبدالمجيد» منكم فيما يتعلق بالترجمة تحديداً؟
- محمد بديع: هو طلب مننا ترجمة الأخبار والمقالات الموجودة فى الصحف الإنجليزية والأجنبية اللى ح يزودنا بيها سواء كانت هذه الأخبار سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية تلك التى تتحدث عن مصر والبلاد والعربية والإسلامية عشان هذه الصحف بتتكلم بحرية وتنقد العالم العربى والعالم الإسلامى بحرية وصراحة.
■ المحقق: ما سبب اهتمام التنظيم بمعرفة هذه الأخبار؟
- محمد بديع: لأن هذه الصحف والمجلات الأجنبية بتكشف أخطاءنا وأخطاء سياستنا وأن التنظيم عاوز يقف على رأى الدول دى فينا.
■ المحقق: وما الذى يهم التنظيم من متابعة مواقف الدول الأجنبية تجاه سياستنا؟
- محمد بديع: لأنه بتوضع رأى دول العالم فينا وبتظهر بعض الاتجاهات.
■ المحقق: ألا يفهم من ذلك المخطط للتنظيم أنه يريد ألا ينعزل عن مخططات الدول ومواقفها إعداداً منه لتسلم دفة الحكم بالبلاد؟
- محمد بديع: لا أبدا... لأن دى مجلات موجودة فى مصر وأى إنسان ممكن يطلع عليها.
■ المحقق: هل حدد «أحمد عبدالمجيد» مقاييس يمكن من خلالها معرفة الأخبار التى تهم التنظيم من هذه الناحية أم ترك ذلك لفطنتكم؟
- محمد بديع: لا هو ترك الأمر لنا وماحددشى غير إجمالى الأخبار اللى تتحدث عن وطننا فى مصر أو وطننا العربى أو الإسلامى.
■ المحقق: ما السبب الذى دعا إلى اختيارك وأعضاء أسرتك لأداء هذه المهمة؟
- محمد بديع: علشان دراستنا بالإنجليزى وبنجيد هذه اللغة (48).
■ المحقق: ألم يطلب «أحمد عبدالمجيد» من «مرسى مصطفى» دراسة فن التصوير وإجادته؟
- محمد بديع: لم يحدث هذا أمامى وجايز طلبه فيما بينهما.
■ المحقق: قرر «مرسى مصطفى مرسى» أن «أحمد عبدالمجيد» كلفه بذلك فى أول لقاء تم بينكم وعلل ذلك باحتمال حصول التنظيم على وثائق يريد تصويرها؟
- محمد بديع: أنا ما أذكرش حاجة زى كده.
■ المحقق: هل كان التنظيم يصدر مجلة إخبارية عن طريق مجموعة جمع المعلومات (49).
- محمد بديع: معرفش.
■ المحقق: ما هى الكتب التى زودكم بها «أحمد عبدالمجيد» وطبيعتها ولونها؟
- محمد بديع: هو إدانا كتب عن الجاسوسية ونظم المخابرات، وقصص بوليسية بتدور حول كيفية التجسس والتنكر وإخفاء المعلومات والتهرب من المراقبة وتضليل السلطات فى المراقبة وكذلك كيفية المراقبة لغير أعضاء التنظيم وإدانا منشور يبين هذه الطرق.
■ المحقق: وما هو المقصود من قراءتكم لمثل هذه الكتب؟
- محمد بديع: لإعداد أفراد التنظيم باعتباره تنظيماً سرياً وتوسيع مداركهم للتصرف بلباقة فى المواقف الحرجة.
■ المحقق: ألم يكلفك «أحمد عبدالمجيد» بمعاينة أى منشآت أو مداخل ومخارج المدينة أو أمكنة الكبارى أو غير ذلك؟
- محمد بديع: لا ماكلفناش بحاجة زى كده.
■ المحقق: ألم يطلب منكم «أحمد عبدالمجيد» الاستماع إلى الإذاعات الأجنبية وكتابة تقارير؟
- محمد بديع: أيوه هو طلب منا ان احنا نستمع إلى محطة لندن وإسرائيل لسماع الأخبار اللى بتقولها عن مصر ونظام الحكم فيها للوقوف على أخطاء الحكم الحاضر من هذه المحطات، لكن أنا ماسمعتش هذه المحطات وماكتبتش أى تقارير عما تردده هذه الإذاعات.
■ المحقق: متى طلب منكم «عبدالفتاح إسماعيل» دفع قيمة الاشتراكات ودفعها لحساب التنظيم؟
- محمد بديع: تقريباً الكلام ده فى أوائل سنة 1965 فى شهر فبراير أو مارس وذلك حسب ما فهمنا لمساعدة أسر المسجونين من الإخوان فدفعنا كل واحد جنيها شهرياً.
■ المحقق: ألم يحدد «عبدالفتاح إسماعيل» صراحة اتجاه التنظيم إلى التسليح باعتباره احتياجاً من احتياجات التنظيم؟
- محمد بديع: لا.
■ المحقق: قرر «مرسى» أنه فهم أن التنظيم يتجه إلى التسليح لكى يكون قادراً على حماية نفسه والدفاع عن كيانه؟
- محمد بديع: لا أنا مافهمتش حاجة زى كده.
■ المحقق: متى علمت ببدء الحكومة باعتقال أفراد التنظيم وأن «عبدالفتاح إسماعيل» مطلوب القبض عليه؟
- محمد بديع: علمت فى إسكندرية لما كنا هناك معاه، أن هناك حركة اعتقالات للإخوان المسلمين وذلك فى أواخر يوليو سنة 1965.
■ المحقق: ما هى تفصيلات الدور الذى طلب منك القيام به فى أسيوط ومن هم أفراد المجموعة التابعة للتنظيم هناك؟
- محمد بديع: أنا طلب منى «عبدالفتاح إسماعيل» أن أكون حلقة الاتصال ما بين التنظيم وبين أفراده فى أسيوط، وعرفنى ب«طاهر سالم» وعن طريقه كنت سأتعرف بالمجموعات اللى هناك، ولكن اللى حصل أن احنا ماتعرفناش بحد هناك غير الدكتور «عصمت بدوى» اللى عرفته فى الأيام الأخيرة، ولكن قبض على قبل التعرف على مجموعات أسيوط.
■ المحقق: ما الذى فهمته عن دور «عصمت بدوى» فى التنظيم؟
- محمد بديع: أنا فهمت أنه من أفراد التنظيم وأنه على علاقة بأفراد التنظيم فى أسيوط.
■ المحقق: ما سبب مقابلة «سيد قطب» ومتى تمت هذه المقابلة؟
- محمد بديع: احنا قابلناه عشان ناخد معلوماته فى الدكتورة اللى قال عليها «عبدالفتاح إسماعيل».. وكانت المقابلة فى «رأس البر» فى العشة بتاعته فى أواخر يونيو أو أوائل يوليو على ما أتذكر.
■ المحقق: ما الذى فهمته عن دور «سيد قطب» فى هذا التنظيم؟
- محمد بديع: أنه على علاقة بهذا التنظيم وأنه يعلم نشاطه، وأنه متصل ب«عبدالفتاح إسماعيل» ولكن معرفش إيه دوره بالضبط فى هذا التنظيم.
■ المحقق: ألم تعلم بأن «سيد قطب» هو رئيس هذا التنظيم؟
- محمد بديع: لا معرفتش.
هوامش
(44) قال «مرسى مصطفى مرسى» فى اعترافاته إن نص القسم هو «نعاهد الله أن نبايع بأنفسنا وأموالنا فى سبيل نصرة الإسلام مخلصين لإمامنا مطيعين له فى الضراء والسراء عاملين على تغيير نظام الكفر» وقال إن المقصود من هذا القسم هو الارتباط بالتنظيم والعمل على نشر الإسلام وأن نغير نظام الكفر فى أسرتنا وفى مجتمعنا وفى أى مجتمع نكون قادرين على تغيير نظام الكفر فيه، ونظام الكفر- طبقاً لأقواله- هو «النظام الجاهلى الذى يعيش العالم فيه حالياً، ونعيشه فى مصر سواء شعباً أو حكومة».
(45) كان «محمد عواد» أحد أقدم وأنشط أعضاء التنظيم فى الشرقية، وكان على صلة وثيقة بثلاثة من أعضاء اللجنة الخماسية، هم «على عشماوى»- الذى ضمه إليه- و«عبدالفتاح إسماعيل»- الذى انتقلت مسؤوليته إليه عام 1964- و«أحمد عبدالمجيد» الذى كان يكلفه ببعض المهام.
(46) هو منزل ملك الشيخ «على عبده إسماعيل» الشقيق الأصغر ل«عبدالفتاح إسماعيل» ولم يكن يقيم به، بل كان يؤجره لفريق من الطلاب، ويقع فى شارع «شلبى» بالمطرية.. ولم تكن للشيخ على علاقة بالتنظيم وكان شقيقه يحذر الأعضاء من الحديث معه فى شؤونه.
(47) كان «أحمد عبدالمجيد عبدالسميع» طبقاً لقرار الاتهام فى القضية عضواً فى اللجنة القيادية الخماسية ومسؤولاً عن الأمن والمعلومات وتنظيمات الصعيد.
(48) أكد كل من «مرسى» و«عاطف» هذا التفسير وأضاف «مرسى» فى أقواله أن «محمد بديع» كان أكثر الثلاثة إتقاناً للغة الإنجليزية.
(49) قال «أحمد عبدالمجيد عبدالسميع»: إن مجموعة القيادة كانت قد قررت إصدار نشرة إخبارية تضم أخباراً وتحليلات سياسية مما يتوفر لدى قسم المعلومات وأن الذى كان يكتب التحليلات السياسية بها هو «على جريشة» المستشار بمجلس الدولة وقد صدر منها خمسة أعداد وزعت على أعضاء التنظيم ولكن «سيد قطب» الذى اطلع على عدد منها، أبدى عدم إعجابه بها فتوقفت عن الصدور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.