«فاينانشيال تايمز»: الوسطاء بين المزارعين والمستهلكين يتسببون في ارتفاع أسعار الغذاء بمصر

قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية: إن نظام التجارة الداخلي في مصر هو المسئول عن تصاعد أسعار المواد الغذائية، الذي أدى إلى العديد من الاحتجاجات والضيق من قبل الشعب المصري في الأشهر الأخيرة، مضيفة أن الوسطاء بين المزارعين والمستهلكين هم من يقومون برفع الأسعار.
وأكدت الصحيفة، في تقرير لها اليوم، أن عدم وجود الوسائل الحديثة، مثل الشاحنات المبردة والمخازن، يؤدي إلى زيادة نسبة تلف المواد الغذائية، مشيرة إلى أن ارتفاع نسبة تلف الطعام هو أحد أسباب تفاقم مشكلة ارتفاع أسعار الغذاء.
وأضافت الصحيفة في تقريرها أنه على الرغم من أن مصر هي ثاني أكبر منتج للطماطم في العالم، إلا أن نحو 55% من المحصول السنوي يتلف قبل وصوله إلى الأسواق، مرجعة ذلك إلى سوء التغليف والنقل والتخزين، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ولفتت الصحيفة إلى أن نسبة تضخم أسعار المواد الغذائية في مصر في أغسطس الماضي بلغت 21%، وأن هذه النسبة واحدة من أعلى معدلات التضخم في العالم، مؤكدة أنه على الرغم من استيراد مصر 60% من احتياجاتها الغذائية، إلا أن معظم الفواكه والخضراوات تتم زراعتها محليا، مضيفة أن المزارعين يواجهون العديد من المشاكل، منها معاناتهم في توصيل منتجاتهم إلى الأسواق، وتعرضهم للمنافسة نتيجة استخدام الوسائل الزراعية الحديثة في الأراضي الصحراوية المستصلحة، والتي يتم تصدير جزء كبير من إنتاجها إلى الخارج.
ونقلت الصحيفة عن حسين منصور، رئيس جهاز سلامة الغذاء، قوله «إنه من المهم جداً أن يكون هناك أسواق تعاونية زراعية تجمع بين صغار المزارعين».
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولي وزارة الزراعة في مصر يحاولون تقديم المشورة للمزارعين الذين يجدون صعوبة في التعامل مع أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يعملون بشكل منفصل، مشيرة إلي أن التعامل مع المزارعين سيكون أسهل إذا تم تنظيمه من خلال نظام التسويق التعاوني، وأن هذا النظام سيساعد أيضا على حل مشاكل غلات المحاصيل المنخفضة ونوعيتها الرديئة.