قال محمد مهدى عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن تحرير الوطن العربى من الحكام الفاسدين والطغاة، هو أولى الخطوات لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى. وأضاف عاكف، خلال المؤتمر الصحفى، الذى عقدته الجماعة وكتلتها البرلمانية، بمقرها فى المنيل، أمس، إن الإخوان قادرون على حشد الآلاف فى الشوارع لمناصرة المسجد الأقصى، لكنهم لا يريدون أن تسال دماء المسلمين، وهو الهدف الذى تسعى إليه أمريكا وإسرائيل. وانتقد عاكف الرئيس الفلسطينى محمود عباس قائلاً: «إن مواقفه غير شريفة أو كريمة ومرفوضة من الشعوب، ولذلك نناشد الشرفاء من حركة فتح العمل على تحقيق مصالح شعبهم». وأشار إلى أنه يتمنى أن يخرج مئات الآلاف من المصريين للجهاد فى غزة وأن الإخوان لو كان باستطاعتهم إرسال الشباب للقتال لفعلوا، ولكن النظام يحاصر الجماعة بعنف، والاعتقالات خير شاهد على ذلك، موضحاً أن حركة حماس هى صاحبة الحق فى الحكم لأنها منتخبة من الشعب، وأن النظام المصرى تآمر عليها كثيراً ولابد أن يكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف. وتابع مرشد الإخوان المسلمين: إن الفساد والاستبداد والانحطاط وصل إلى درجة لم يسبق لها مثيل فى مصر، وهذا انعكس بالطبع على موقف النظام الذى وصفه ب«المخزى» من قضية فلسطين، مضيفاً أن النظام يعارض القرارات الدولية الداعية إلى فك الحصار عن غزة بل يساعد على هذا الحصار بإغلاقه معبر رفح وتقديم العون للصهاينة والأمريكان ويتهمنا بأننا جماعة محظورة. ورداً على سؤال ل«المصرى اليوم» حول الأزمة التى تعرضت لها الجماعة مؤخراً، قال عاكف: «إن النظام وكل فاسد وكل ظالم هو الذى أحاك هذه المؤامرة، وأراد للإخوان أن يتفككوا، ولكن الإخوان خرجوا أشد قوة مما كانوا عليه وأشد التفافاً حول مرشدهم». وأضاف عاكف: «عظيم أن يختلف الإخوان فيما بينهم ولكن هناك قواعد نلجأ إليها ونحتكم إليها فيما يحدث بيننا من مناقشات واختلافات». وحول غياب الدكتور محمد حبيب، نائبه الأول، عن حضور المؤتمر، قال مرشد الإخوان: «لقد كان الدكتور حبيب معى قبل المؤتمر مباشرة، وهو بخير». وقال الدكتور جمال نصار، القيادى الإخوانى، ل«المصرى اليوم»: «إن سبب عدم حضور حبيب هو مرضه الذى منعه من حضور المؤتمر»، فيما استنكر عاكف تكرار السؤال من جانب الإعلاميين. من جانبه، أكد الدكتور عصام العريان، القيادى الإخوانى، الذى كان قد تسبب فى أزمة داخل مكتب إرشاد الجماعة، بسبب رغبة المرشد فى تصعيده، ورفض محمد حبيب ومحمود عزت هذا الإجراء، والذى لم يحضر المؤتمر، قائلاً: لم أعرف بموعد المؤتمر إلا متأخراً، وتزامن مؤتمر الجماعة مع مؤتمر هيئة مكتب نقابة الأطباء، الذى أحرص دوماً على حضوره نافياً علاقة عدم حضوره بالأزمة الأخيرة داخل مكتب الإرشاد. وقال الدكتور محمود عزت، الأمين العام للجماعة، هذا المؤتمر موجه للصهاينة والأمريكان، ونريد أن يعلموا أن الشعب المصرى بكامل أطيافه يريد أن يعبر عما يحدث فى المسجد الأقصى سواء بالمؤتمرات أو غيرها. وأضاف: «إن الأمريكان والإسرائيليين يريدون أن نقع فى بعضنا البعض لتسال الدماء على أرض مصر ونحن لن نمكنهم من ذلك»، مشيراً إلى أن النواب عليهم دور، كل فى قريته أو دائرته بالعمل على فعل كل ما يستطيع لنصرة المسجد الأقصى، وأضاف: «النواب عليهم حث الشعب على التعاون لكى يقفوا صفاً واحداً فى وجه النظام، وإن الأمن المصرى لن يسمح للإخوان بتنظيم مظاهرات كبيرة». من جانبه، قال الدكتور أحمد دياب، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، إن الجهاد من أجل الحريات لا ينفصل عن قضية فلسطين وجزء من استراتيجية تحرير المسجد الأقصى.
