علمت «المصرى اليوم» أن عدداً من المطاحن العاملة فى إنتاج الدقيق استخراج 82%، والمخابز المنتجة للخبز البلدى بصدد تقديم مذكرة للدكتور على المصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى، ضد المعمل المركزى بالوزارة بسبب كثرة المخالفات الناتجة عن تحليل المعمل . وأرجعت مصادر فى وزارة التضامن سبب الشكوى إلى التطوير الذى طرأ على المعمل المركزى وتزويده بمعدات حديثة تستلزم قيام المطاحن بتطوير معداتها لتتناسب مع التقنية الجديدة التى تستهدف الارتقاء بجودة الدقيق 82% وزيادة درجة نقائه. وأوضح مصدر مسؤول بشركات المطاحن أن المذكرة الجارى إعدادها حاليا تتضمن ما تتعرض له المطاحن والمخابز من مشاكل وغرامات بسبب بعض السلبيات الموجودة فى المعمل «على حد قوله» وأشار إلى أن المعمل المركزى بالوزارة يتسلم شهريا 15 عينة من الدقيق 82 % لكل مطحن على مستوى الجمهورية مما يشكل كثافة عمل كبيرة لا يستطيع المركز الوفاء بها . ولفت إلى أن بعض المشاكل سببها وجود عدد قليل من المتخصصين العاملين بالمعمل بالقياس إلى كم العينات المفروض فحصها شهريا. وأوضح وجود بعض المشاكل الفنية التى تتسبب فى ظهور عينات غير مطابقة للمواصفات مثل عدم القدرة على تنظيف «المناخل» التى يتم فيها تحليل العينات مما يؤدى إلى ظهور عيوب فى بعض العينات رغم أنها تكون مطابقة للمواصفات. فى المقابل، أوضح مصدر مطلع بالوزارة أن المعمل لا يقوم بتحليل كل العينات دفعة واحدة، وإنما يقوم بتحليل عينات دون الأخرى ويتم ذلك تباعا، مشيرا إلى أن عدد المطاحن لا يتجاوز 170 مطحناً وبالتالى لا توجد كثافة عمل على تلك المطاحن. وأشار المصدر إلى أن سبب المشكلة أن الوزارة طلبت من المطاحن فى خطاب رسمى ضرورة تطوير المناخل الموجودة بها لتحسين جودة الدقيق، لافتا إلى هذا التطوير قد يكلفها بعض المبالغ. وذكر أن الوزارة تعتبر المطاحن شركاء للوزارة، وأن العميل من حقه وضع شروط معينة طالما أنه يعطى المقابل المالى لهذه الشروط. وعن الجانب الفنى، أوضح الدكتور محمد غانم، أستاذ الزراعة، أن المناخل الجديدة التى أدخلتها وزارة التضامن فى معملها المركزى من شأنها تخفيض نسبة الشوائب فى القمح، وبالتالى يكون القمح المستخرج منها أكثر نقاءً وبياضا عن القمح المستخرج من المناخل الموجودة حاليا فى المطاحن . ولفت إلى أن المعمل تم تزويده بمناخل «300 ميكرون» وهى ذات ثقوب ضيقة للغاية لا تسمح بمرور الشوائب إلى الدقيق أما المناخل الحالية فهى «355 ميكرون» وتكون ثقوبها أكبر نسبيا من الجديدة. وقال: «المشكلة أن المناخل الحديثة تؤدى إلى استخراج حوالى 79 كيلو دقيق من كل 100 كيلو قمح عكس المناخل القديمة التى تؤدى إلى استخراج 82 كيلو دقيق»، مشيرا إلى ضرورة تعديل نسبة التصفية لتصبح 79 كيلو دقيق و21 كيلو ردة لكل 100 كيلو قمح بدلا من 82 كيلو دقيق و18 ردة المعمول بها حاليا.