ربما لا يوجد سر غامض فى العلم أو فى خيال الإنسان أعمق من سر أصل الكون ونشأة الحياة على الأرض. ولا شك أن هذا الغموض أفسح المجال للتساؤل والبحث وإطلاق الخيال إلى أبعد مدى، واستمرت محاولات العلماء فى البحث والدراسة دون كلل حتى تحقق بناء أكبر تجربة نووية فى تاريخ العالم شاركت فيها جميع دول الاتحاد الأوروبى بتكلفة بلغت نحو12 مليار يورو بهدف عمل سيناريو لمراحل ميلاد النجوم والمجرات، والتعرف على الظواهر الغريبة التى ساهمت فى نشأة الحياة. ويجتمع حاليا علماء الفيزياء النووية من مختلف دول العالم فى منظمة (سيرن) الأوروبية لبحوث الطاقة النووية الموجودة تحت الأرض بسويسرا، للخروج بمعلومات كافية حول كيفية ميلاد الكون. وأعلنت (سيرن) أن تجربة المعجل النووى سوف تستأنف فى نوفمبر المقبل. ويتطلع العلماء هذا العام إلى إجراء تصادم بين حزمتين من البروتونات يتحركان بسرعة تقارب سرعة الضوء داخل نفق محيطه حوالى 27 كيلومتراً على عمق يتراوح بين 50 و170 متراً عن سطح الأرض، وفى درجة حرارة تصل إلى 271 درجة مئوية تحت الصفر لامتصاص الحرارة الهائلة الناتجة عن هذا التصادم، ومن المتوقع أن تتيح هذه التجربة الغوص فى أعماق المادة أكثر من ذى قبل، لعلنا نجد أجوبة لبعض الأسئلة المطروحة والجسيمات الأولية المفترض وجودها، ومن المنتظر أن تمكننا هذه التجارب من فهم أعمق للجسيمات الأولية المكونة للكون وكذلك للقوى الأساسية للطبيعة، ويرى العلماء أن نتائج التجارب سوف تؤدى إلى فتح جديد فى علم الفيزياء، ومن ثم فهمنا لأسرار الطاقة السوداء التى تشغل أكثر من 90% من مادة الكون وغيرها من الأمور الأساسية فى معرفة نشأة الحياة.