هذا الشهر بدأنا العد العكسى لتسوية أو تفاهم ما للتقاطع الإيرانى الأمريكى والعربى العربى، والعربى الإيرانى، قد يكون للبعض مؤشرات إيجابية، وهناك حالة ترقب لتهدئة مؤجلة أو تحرك للتسوية فى المنطقة. ففى نهاية هذا الشهر، تظهر حقيقة لبداية النوايا الإيرانية مع الولاياتالمتحدة، وهناك المساعى التركية لتقديم جهودها للعب دور الوسيط السورى أمام العالم، فقد قدم من قبل الحوار غير المباشر بين سوريا وإسرائيل.. وقدم دور لإدارة الحوار بين العراق وسوريا بعد أزمة اتهام العراق بالتدخل فى تهديد أمنه واستقراره بعمليات إرهابية.. وأخيراً فهو قد شجع الرئيس السورى على زيارة السعودية ودعم الزيارة التى قام بها العاهل السعودى إلى سوريا مؤخراً.. أما الإيرانى فهو يستعين بحزب الله كمظلة أساسية له فى الوطن العربى، فالساحة اللبنانية أسرع وسيلة لتوجيه رسائل للمجتمع الدولى من حرب أهلية، من فتنة شيعية سنية، من حرب إسرائيلية جديدة، تهدد أمن المنطقة وتخلط الأوراق من جديد. ■ الورقة اللبنانية + الورقة العراقية + الورقة اليمنية + الورقة الفلسطينية = ملف فى يد إيران تحسن به شروطها مع العالمين العربى والغربى فى النهاية المصالح تتصالح وتتصارع مع الجميع. ■ خطر الانقسام الفلسطينى أهم من خطر تقرير أو مؤامرة، والمهم ماذا يريد بالتحديد هؤلاء الزعماء إن كانوا فى غزة أو الضفة أو فى دمشق. ■ تقرير «جولدستون» الذى يهاجم حماس ويعتبرها ارتكبت جرائم وأخطاء بحق شعبها، كما يجرم هذا التقرير إسرائيل فى هجومها على غزة، وإذا عدنا إلى الوراء قليلاً نجد«حماس» قد هاجمت التقرير فور صدوره بشدة واتهمته بأنه جزء من مؤامرة على «حماس»، ولكن بعد إعلان تأجيل مناقشة التقرير، وهو بالطبع أظهر أخطاء واضحة فى أسلوب اتخاذ القرار فى منظمة «فتح» ويدل على ضعف كبير فى إدارة الأزمات وسيولة فى قرارات «أبومازن»، ربما يفتقد حنكة أبوعمار وأسلوبه التمثيلى الذى يضاهى الوقائع على الأرض وبالتالى مطالبة «حماس» بالتأجيل للمصالحة الفلسطينية الفلسطينية التى ترعاها مصر فى كل مرة حتى نجد هذه المرة بسبب موضوع تأجيل تقرير «جولدستون» ليس بجديد وكان بالنسبة لى شيئاً متوقعاً ومؤكداً منذ إعلان تاريخ المصالحة سواء كان هناك تقرير أم لا، وسواء كان هناك تحسن فى العلاقات العربية العربية أم لا.. فقد أكدت من قبل عدة مرات أن «خالد مشعل» وحماس وحلفاءها لا يمكن أن تقدم على هذه المصالحة، قبل أن تنتهى من خطوات معينة التزمت بها إقليمياً فهى مجبرة تحت الضغط الإيرانى بأجندات خارجية، قبل الاهتمام بتنفيذ الأجندة الفلسطينية الداخلية، فلا يستطيع مشعل اتخاذ القرار وحده حتى لو كان لصالح شعبه هذا أصبح صعباً وربما مستحيلاً، إيران وسوريا لن تجعلاه يتقدم قبل أن يضمن مصالحهما كاملة. ■ وبالتالى على مصر التدخل بشكل «أقوى» على الأرض ربما لأن هذا ما تفرضه عليها اليوم الجغرافيا السياسية، لتظل مصر ضمن الصورة الأساسية لتحافظ على هيبتها ومكانتها الدولية والإقليمية والعربية.. فلا يجب علينا الاكتفاء الذاتى بالتاريخ الذى رسخ دور مصر فى المنطقة، فأحياناً يحتاج الجميع لإعادة التذكير وإعادة التموضع السياسى.. فالمماطلة فى هذا الملف والتأجيل والعراقيل المستمرة له ثمن فى تصويره كإخفاق فى الترميم والحسم فى الملف العربى الأهم.. وهو الملف الفلسطينى فهو ليس منافسة على منصب فى اليونسكو أو مباراة كروية.. فالتاريخ يسجل والواقع يترجم كل موقف لخسارة ومكسب. ■ بعد زيارة العاهل السعودى لسوريا، اعتبرها البعض بداية لتأسيسها مصالحة عربية وخطوة فى اتجاه إعادة العلاقات المصرية السورية السعودية بشكل مثلث عربى قوى أمام الجميع.. وربما إعادة تعافى العراقى والمغربى من الأسلوب السورى المرفوض الذى أضر بالعلاقات العربية العربية.. فهذا اللقاء قد يؤسس لمرحلة عربية قادمة.. تضمن تعاون سوريا فى العمق السياسى وحملة من العلاقات العامة التى ستقودها السعودية لحساب صورة سوريا الجديدة. [email protected]