حسم اللواء الدكتور صلاح هاشم، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الشؤون الإدارية، الجدل الدائر حول ربط أداء فريضة الحج بتطعيم الحجاج بمصل أنفلونزا الخنازير، بتأكيده إصدار وزير الحج السعوى قراراً يوم 30 سبتمبر الماضى يقضى بتطعيم الحجاج بمصل الأنفلونزا الموسمية مع عدم اشتراط التطعيم بمصل أنفلونزا الخنازير إلا فى الدول التى يتوافر فيها المصل بعد إقراره من الجهات العلمية المختصة على أن يكون التطعيم قبل 15 يوما من سفرهم للسعودية، وأوضح أن الداخلية بالتعاون مع وزارات الصحة والتضامن والتنمية الإدارية جاهزون للتصدى للوباء حال ظهوره بين الحجاج المصريين من خلال طاقم طبى مكون من 310 أطباء وممرضين من الصحة و«الخدمات الطبية»، بخلاف الضباط المرافقين للبعثة والمدربين على التعامل وقت انتشار الوباء، وهناك 10 عيادات جاهزة للعمل على راحة الحجاج طوال الموسم. وقال اللواء هاشم فى حوار ل«المصرى اليوم» إن وزارة الداخلية تعمل ليل نهار منذ نهاية موسم حج العام الماضى، لتلافى السلبيات وتحسين الخدمة، مشيرا إلى أن الوزارة استعدت للموسم الجديد وفقاً لقواعد علمية، تهدف للعمل على راحة الحجاج، باختيار أماكن بالقرب من الحرمين، مجهزة بالمرافق، إضافة إلى توفير عمال متخصصين للإشراف على أماكن الإقامة، واختيار أماكن فى مواقع رئيسية للحد من ظاهرة عدم قدرة الحجاج على العودة إلى مواقعهم. وأضاف أن نسبة مصر من الحج لم تتغير هذا العام، ومن المقرر استخدامها كاملة باستثناء أعداد قليلة من المستبعدين من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والذين لم يصدر حتى الآن قرار باختيار بدلاء لهم، مؤكدا أن أجهزة البعثة الحكومية وضعت ترتيبات جديدة، منها إقامة عيادات طبية مصرية داخل الأبراج السكنية وتخصيص غرف لعزل المشتبه فى إصابتهم بأى أمراض وبائية وعلاجهم بدلا من دخولهم المستشفيات العامة، وأن وزارة الداخلية لم تتلق حتى الآن من وزارة الصحة أى تعليمات للتطعيم ضد مرض أنفلونزا الخنازير، وأن القاعدة فى مثل هذه الحالات أنه إذا توافر اللقاح عالميا، فلابد أن يتقدم الحاج بشهادة طبية تفيد تطعيمه وتعتبر فى هذه الحالة شهادة التطعيم من المستندات الأساسية. وأكد مساعد الوزير أن «الداخلية» وفرت 614 أتوبيسا لنقل الحجاج وتطبيق خدمة «الرد الواحد»، من عرفات التى تم استخدامها العام الماضى، مشيراً إلى أن وزير الداخلية قرر استمرارها من المزدلفة إلى منى، وهى مشكلة كانت تواجه جميع الحجاج من جميع دول العالم، مشيراً إلى أن مصر تعد من الدول التى سمحت لها السلطات السعودية بالأتوبيسات لتوفير خدمة «الرد الواحد»، كما تم الاتفاق على أن تكون جميع الأتوبيسات قريبة من مخيمات البعثة المصرية. وأضاف: «بالنسبة لقرار اللجنة الوزارية العليا للحج بشأن ضرورة تقديم شهادة طبية تؤكد سلامة الحاج من بعض الأمراض المزمنة، فإن هذه الشهادات سترسل إلى مديريات الأمن، ومنها إلى قطاع الشؤون الإدارية لإنهاء إجراءات تأشيرات السفر». وعن إجراءات الحماية من مرض أنفلونزا الخنازير، قال إن وزارة الصحة لم تضع معايير محددة حتى الآن، وإذا طالبت بضرورة حصول الحاج على شهادة التطعيم من أنفلونزا الخنازير فستكون ضمن الأوراق الرسمية المطلوبة وسيتم فحصها ومحاسبة أصحاب الشهادات المزورة واستبعادهم من الحج. وطالب بضرورة المشاركة الشعبية فى تنظيم التحرك وأداء المناسك وسط البعثة المصرية، مشددا على أهمية النظافة الشخصية ونظافة مكان الإقامة. ولفت إلى أن الوزارة ستهدى كل حاج ترمومترا وكمامة طبية وسجادة صلاة جديدة وكيسا للنوم يستخدم كبديل للمرتبة فى عرفات ومنى بدلًا من افتراش الأرض للتقليل من فرص الإصابة بالعدوى وسيتم توزيعها فور الوصول للسعودية. وأكد أن الوزارة ستمنح الحجاج ملابس الإحرام التى تحمل علم مصر، ليتحركوا بها فى شكل مجموعات، وناشد الحجاج الابتعاد عن الزحام وعدم افتراش الأرض. وأوضح أن وزارة الصحة لها بعثةطبية مكونة من 310 أطباء وممرضين، ولديها خطة طوارئ طبية لمواجهة انتشار الوباء وتسعى لتوفير السياسات الطبية الصحيحة بجانب وجود عيادات بالمدينة ومكة وجدة. وأضاف: تم لأول مرة تجهيز كافيتريات بالمخيمات يستخدمها حجاج القرعة، مزودة بأعداد مساوية لأعدادهم من الكراسى والمظلات والموائد، لتوفير أكبر قدر من الراحة لهم إضافة إلى توفير المشروبات الساخنة على مدار اليوم مجانا، وتوزيع المياه المثلجة عليهم فى منى وعرفات، ولتر مياه يومياً لكل حاج طوال فترة الحج بمكة والمدينة. وأوضح أنه سيتم سفر حجاج القرعة إلى مطار المدينةالمنورة مباشرة ثم العودة إلى جدة والعكس، وهو ما يوفر 12 ساعة كان يقضيها الحاج فى رحلته، واختصار رحلة الحج إلى 26 يوماً بدلا من 30 لتوفير نفقات الحجاج وتحقيقا لراحتهم، وأضاف أن أول فوج سيغادر 6 نوفمبر لحجاج القرعة وآخر فوج سيغادر يوم 20 نوفمبر وسيعود آخر فوج 14 ديسمبر، وسيتم تقسيم الحجاج إلى مجموعات لكل منها علم مميز بلون موحد لها وسيكون لدى كل ضابط بيان مفصل بمعلومات كل الحجاج يمكن من خلالها إرشاد أى حاج يضل عن مجموعته. مشيرا إلى وجود غرفة مركزية تتابع كل ما يحدث مع البعثة والتنسيق مع السلطات المعنية للعمل على راحة الحجاج، وقال: «رغم ارتفاع أسعار الفنادق والإقامة فإن الوزارة مازالت تحاول الحفاظ على ثبات تكلفة حج القرعة»، مشيراً إلى أن التكلفة تبلغ 12 ألفا و800 جنيه تقريبا دون تذكرة السفر، وتأتى تلك القيمة مقابل الإقامة بمكة والمدينة ومنى وعرفات ووسائل التنقل بينها. كما تم الاتفاق على توزيع وجبات غذائية ساخنة لأول مرة متعددة الأصناف، إرضاء لجميع الأذواق، وذلك بجانب الوجبات الجافة، على أن يتم توزيع تلك الوجبات طوال أيام عرفات ومنى، بدءا من أولى لحظات التصعيد. وأوضح أن وزير الداخلية شدد على ضرورة تجهيز جميع مخيمات حجاج القرعة فى منى وعرفات بعدد إضافى من دورات المياه. وقال: «سيتم تحديد عدد من ضباط الشرطة من مختلف القطاعات ومديريات الأمن، وتقسيمهم إلى فريقين الأول لتجهيز أماكن الإقامة ومقار المطارات والموانئ لاستقبال الحجاج وإنهاء إجراءاتهم، والفريق الثانى، سيرافق الحجاج من مديريات الأمن المختلفة»، لافتا إلى تقسيم الحجاج لمجموعات، قوام كل واحدة منها نحو 48 حاجا على أن يتم اختيار حاج متطوع لكل مجموعة، مع عقد لقاء بين الضباط والمشرفين للتعارف قبل السفر والتنسيق على توزيع المهام بينهم، وتحديد أيام السفر واسم الفندق الذى سيقيم به الحاج، وعقب الوصول يتم تخصيص ضابط داخل بهو البرج السكنى للمجموعات التابعة له، ويتم تزويد الضابط بوسيلة اتصال مع باقى أفراد البعثة، كما يتم إرشاده إلى أماكن الإقامة داخل منى وعرفات، وسوف يتم توفير مقر لشركة مصر للطيران لإنهاء إجراءات حجز تذاكر السفر للحجاج دون مشقة. وناشد هاشم، الحجاج، الالتزام بالأتوبيس الخاص بهم والذى سيجدونه خلف الخيام بمنطقة مني، وعدم الخروج من الخيام بمنطقة عرفات إلا بعد النداء عليهم، خاصة خلال وقت النفرة، والالتزام بروح الجماعة وارتداء الملابس المدعمة بعلم مصر الموزعة عليهم، حتى يتمكن أفراد البعثة من تقديم الخدمات لهم، خلال فترة منى، وطالب الحجاج باختيار توقيتات رمى الجمرات والاستفسار من الوعاظ الدينيين عن تلك الفترات وعدم الاحتكاك بغير الجاليات المصرية، حرصا على سلامتهم خاصة خلال فترة أيام منى.