خيبة الأمل التى شعر بها سكان مدينة شيكاغو عقب خسارة مدينتهم المنافسة على استضافة الألعاب الأوليمبية الصيفية لعام 2016، رغم جهود الرئيس الأمريكى باراك أوباما ودعمه للمدينة، تبدلت إلى إحساس بالفخر بعد الإعلان المفاجئ عن فوز أوباما بجائزة نوبل للسلام أمس الأول. وقال مساعد المستشار الإعلامى لعمدة المدينة، لانس لويس: «نسينا خيبة الأمل فى أوليمبياد عام 2016»، معتبراً أن «تجربة المنافسة على الألعاب الأوليمبية كانت جيدة رغم الخسارة، ووضعتنا على الخريطة العالمية». وأضاف لويس ل«المصرى اليوم» إن أوباما «رئيس تاريخى، وهو نموذج إيجابى للتنمية الحضارية»، مؤكداً أن التاريخ سيذكره كما يذكر رؤساء سابقين مثل جورج واشنطن وإبراهام لينكولن، وجون كيندى، وثيودور رزوفلت». وتباينت ردود فعل الأمريكيين حول فوز أوباما بنوبل للسلام، بعد مرور 250 يوماً فقط على وصوله للبيت الأبيض، بين الشعور بالفخر والسعادة، وبين الإحساس بالمفاجأة والصدمة من الجائزة التى حصل عليها الرئيس الأمريكى فى وقت مبكر وقبل أن ينجز أياً من وعوده. وقال المدير التنفيذى لشركة «إيه. كى. بى. دى» للإعلام، التى كانت مسؤولة عن حملة الدعاية لأوباما خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، جون كوبر، إن الخبر وصله عن طريق صديق له يسكن فى النرويج فى الخامسة والنصف فجر الجمعة بتوقيت شيكاغو، وإنه كان «مفاجئاً» له. وأضاف ل«المصرى اليوم»: «حصول أوباما على نوبل «لم يكن متوقعاً»، معربا عن اعتقاده بأنه حصل على الجائزة «بسبب توجهاته وإلهامه ونواياه أكثر من الإنجازات الحقيقية على الأرض». وحول ما إذا كانت الجائزة قد جاءت فى وقت مبكر، قال كوبر: «أعتقد أن أعضاء لجنة التحكيم لم يروا أنها مبكرة، وربما كانوا يحاولون من خلالها تشجيع طريقته فى العلاقات الدولية التى تعتمد أكثر على التواصل والحوار والتعاون والعمل مع دول العالم لمواجهة التحديات الكبرى، مثل السلام فى الشرق الأوسط، والتحديات المناخية». وأعرب عن اعتقاده بأن معظم الأمريكيين فخورون برئيسهم رغم وجود بعض المعارضين الذين يرون أنه لا يستحقها، معرباً عن سعادته كونه جزءاً من المؤسسة التى عملت مع أوباما، ومتمنيا أن ينجح الرئيس الأمريكى فى تنفيذ وعوده، ويستطيع التغلب على التحديات التى تواجهه. وأشار إلى أن أوباما يواجه تحديات «كبيرة» داخليا وخارجيا بدءا من مشروع الرعاية الصحية للأمريكيين، وصولاً إلى الوضع فى أفغانستان والعراق وعملية السلام فى الشرق الأوسط، وهى تحديات «فشل» رؤساء آخرون فى حلها على حد قوله. وأكد كوبر أن الرئيس الأمريكى «لن يسمح» للجائزة بالتأثير على قراراته، وقال: «هو رئيس الولاياتالمتحدة، وسيفعل كل ما فى وسعه لتحقيق مصالحها، ووجهة نظره حول المصالح الأولى للبلاد مختلفة عن وجهة نظر الآخرين، حيث يرى دائماً أن واشنطن ستكون أقوى من خلال تعاونها مع الدول الأخرى». وأشار إلى أن مؤسسته ستبدأ دراسة فوائد هذه الجائزة، وما إذا كان من المفيد استخدامها فى الحملة الانتخابية المقبلة لأوباما للفوز بفترة ولاية ثانية للولايات المتحدة أم لا. وفى حى هايد بارك بشيكاغو، بولاية إلينوى، رصدت «المصرى اليوم» آراء جيران الرئيس الأمريكى، وسكان المنطقة التى كان يسكن بها قبل انتقاله للبيت الأبيض. وقال تشارلز زامورسكى، رجل أعمال: «لا أعرف ان كان أوباما أهلا لهذه الجائزة أم لا، ولا أعرف أصلا من يستحق وسام السلام فى العالم، لكننى أعتقد أن أوباما له بعض المؤهلات، التى تجعله يعمل من أجل تحقيق السلام». وأضاف: «إذا لم تظهر نتائج لأعمال أوباما الآن فستكون هناك فى المستقبل لا محالة»، مشيرا إلى أن الجائزة أمر جيد، ومعرباً عن اعتقاده بأنه «حصل عليها لأنه جاء بعد الرئيس الأمريكى جورج بوش الذى دمر صورة الولاياتالمتحدة فى العالم». وقال توماس تشيرش، طالب دكتوراة فى جامعة شيكاغو، إن الجائزة جاءت مبكرة ومفاجئة، مشيراً إلى أنه من «مؤيدى» أوباما وكان يعمل معه وقت الحملة الانتخابية الرئاسية. وأعرب تشيرش عن أمله فى أن ينجح أوباما فى تحقيق وعوده وتنفيذ أشياء تجعله يستحق الجائزة، وقال: «أمام الرئيس فرصة كبيرة ونحن ما زلنا فى البداية». واتفق باكى ريد بروسيود، طالب دكتوراة فى جامعة شيكاغو، مع زميله فى أن الجائزة كانت «مفاجئة»، معربا عن اعتقاده بان أوباما حصل عليها لأنه «جعل الناس تفكر بطريقة مختلفة وشجعهم على التواصل، وفعل أشياء مهمة»، وقال: «أوباما مازال شاباً، وأمامه الكثير من الوقت لفعل أشياء أخرى». وقال جون ديل، صحفى حر، إن «أوباما شخص ممتاز ويستحق الجائزة،» رافضا القول بأنها جاءت مبكرة، ومضيفاً: «أوباما سياسى محنك منذ وقت طويل وقبل وصوله للبيت الأبيض، لذلك فهو يستحق الجائزة، ولا يهمنى من يقول غير ذلك». وركزت وسائل الإعلام الأمريكية على خبر الجائزة، وذكرت انه كان مفاجئا حتى للبيت الأبيض وللرئيس الأمريكى نفسه الذى قال إنه «لا يستحقها»، واستطلعت آراء الخبراء والسياسيين والناس حول النبأ، وتمحورت الآراء حول فكرة أن الجائزة «مبكرة»، وأن أوباما لم ينجز شيئاً بعد للحصول عليها، وقال عدد من المحللين السياسيين إن الجائزة «ستعقد السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وستفرض ضغوطاً على دور الولاياتالمتحدة فى العالم».