فى الوقت الذى أعلنت فيه الهيئة العامة للتأمين الصحى، أمس، نجاح أول عملية زرع كلى داخل مستشفى السويس للتأمين الصحى، لمريضة تبلغ من العمر 25 عاماً، كانت تعانى من فشل كلوى مزمن، كشفت إحصائية مالية حديثة عن عجز مالى كبير فى ميزانية الهيئة يصل إلى 172 مليون جنيه خلال العام الحالى. وأعلن مستشفى السويس أن المريضة استغنت تماما عن إجراء الغسيل الكلوى بعد أن بدأت الكلية المنقولة فى العمل بصورة طبيعية، كما تقرر خروج المتبرع من المستشفى بعد ثلاثة أيام من إجراء العملية، على أن تخرج المريضة الخميس المقبل. ولأول مرة منذ 7 سنوات تظهر أحدث الإحصائيات المالية عجزاً حقيقياَ فى ميزانية التأمين الصحى قيمته 172 مليون جنيه، وهو ما سيكبد الهيئة أعباء مالية كبيرة خلال العام المالى المقبل. من جانبه، أرجع الدكتور سعيد راتب، رئيس الهيئة، هذا العجز إلى التوسع فى الإنفاق على بند الدواء وتحديث قائمة الدواء، بإضافة أدوية جديدة بقيمة إجمالية بلغت 700 مليون جنيه، أهمها أدوية الأورام وأمراض المناعة والهرمونات والالتهاب الكبدى الفيروسى، موضحا أن تكلفة أدوية الأورام بلغت 135 مليون جنيه، أما التوسع فى صرف عقار الإنترفيرون ممتد المفعول فبلغت تكلفته 270 مليون جنيه لعلاج نحو 19 ألف مريض بفيروس سى. وقال راتب إن الهيئة ساهمت فى60 عملية زرع كبد بتكلفة 5 ملايين جنيه، بالإضافة إلى مساهمتها فى 120 عملية زرع نخاع بتكلفة إجمالية 9 ملايين جنيه و50 عملية زرع قوقعة بتكلفة 2 مليون جنيه. مضيفا أن الهيئة توسعت فى صرف هرمون النمو لحوالى 1000 طفل بتكلفة بلغت 6 ملايين جنيه. كما أشار راتب إلى أن العجز فى ميزانية الهيئة ناتج أيضا عن إنفاق حوالى 700 مليون جنيه على شراء الخدمات الصحية من خارج مستشفيات ومراكز الهيئة لصالح المنتفعين، بالإضافة إلى تزويد مستشفيات الهيئة بعدد 11 جهاز أشعة مقطعية حديثة، بتكلفة نحو 14 مليون جنيه، وعدد 380 مونيتور لملاحظة المرضى بإجمالى 17 مليون جنيه، وعدد 18 عربة إسعاف حديثة مزودة بأحدث التجهيزات الطبية بتكلفة حوالى 5 ملايين جنيه. وقال راتب إن حجم الإنفاق على الخطة الاستثمارية للعام المالى 2008/2009 يقارب ال250 مليون جنيه، مضيفا أنه جار دراسة سبل زيادة موارد الهيئة لتغطية هذا العجز لضمان استدامة التمويل.