ممدوح عبد الستار.. السحر الكامن فى رواية الريف

استطاع الروائى ممدوح عبدالستار أن يضع بصمة مميزة فى كتابة الرواية، فقد جاءت أعماله لتحمل رؤى جديدة لعوالم مختلفة يكمن ثراؤها فى الحياة الريفية التى تتناولها الأحداث، بالإضافة إلى الأسلوب السلس والرهان اللغوى الذى يعتمد عليه الكاتب فى تقديم مفارقات على مستوى الحدث والصورة .
يمثل عبدالستار حالة خاصة بين أبناء جيله «جيل الثمانينيات» من المبدعين، فقد رفض النزوح إلى القاهرة للبحث عن المجد الأدبى أو اكتساب الشهرة والدعاية، مستفيدا من مركزية القاهرة، بل اختار أن يبقى فى بلده كفر الزيات بمحافظة الغربية ويواصل إبداعه ويقدم رسالته من خلال الإبداع من هناك .
أصدر عبدالستار 6 كتب حتى الآن، هى مجموعة السمان يستريح فى النهر، الصادرة عن هيئة الكتاب عام 1989 وهى المجموعة التى حصل عنها على جائزة سعاد الصباح فى العام السابق لصدورها، كما صدرت له رواية مقامات التفرد والأحوال عن هيئة الكتاب عام 1990، ومسرحية لغة التشابه بالهيئة أيضا عام 1997 ومجموعة الفتاة والفرس بهيئة قصور الثقافة عام 1999، ورواية السامرى عن هيئة الكتاب عام 2000، ومجموعة ظلال الصادرة عن هيئة الكتاب هذا العام، بالإضافة إلى صدور طبعة جديدة من رواية «السامرى» عن مكتبة الأسرة.
تتميز كتابة عبدالستار بالبراعة اللغوية والحس التصويرى الخاص واعتماده على المزج بين الحقيقى والأسطورى من خلال أدواته فى الكتابة، ويحتل الريف المساحة الكبرى فى أعماله الروائية، إلى جانب التطرق لموضوعات ذات طابع فلسفى أو حس صوفى، ليعيد بأعماله السحر الكامن فى الحياة الريفية رغم تشابك العلاقات وتعقيدها وتضمينها أبعادا روحية.