قرر الرئيس مبارك الاكتفاء بذبح الخنازير بدلاً من إعدامها وذلك على مراحل طبقاً للطاقة الاستيعابية للمجازر بالمحافظات القريبة من تجمعاتها بالقاهرة والجيزة والقليوبية والسادس من أكتوبر، ويتم التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة. وأعلن الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، عقب اجتماع الرئيس مبارك مع عدد من الوزراء والمحافظين أمس بمقر رئاسة الجمهورية، والذى استمر أكثر من ساعة، أنه تقرر البدء فوراً فى ذبح كل قطعان الخنازير الموجودة فى مصر وبأقصى طاقة ممكنة للمذابح وذلك بعد توقيع الكشف البيطرى عليها للتأكد من خلوها من الأمراض. قال إنه تم خلال اجتماع الرئيس مبارك مع اللجنة الوزارية اليوم عرض الموقف الوبائى بالنسبة للمرض، الذى يسمى خطأ «أنفلونزا الخنازير»، مشيراً إلى أن المرض الحالى هو مرض جديد تماماً مركب من فيروسات مختلطة من الأنفلونزا التى تصيب البشر وتلك التى تصيب الطيور والخنازير، أى أن المرض الحالى ليست له علاقة بمرض أنفلونزا الخنازير المعروف بيطرياً. وأضاف أنه تم خلال الاجتماع استعراض الموقف العالمى ومدى انتشار هذا المرض وكذلك تفعيل الإجراءات التى سبق وضعها عام 2006 المعروفة باسم الخطة القومية لمواجهة أنفلونزا الطيور، والتى تم وضعها بالتعاون بين عدة وزارات معنية وهيئة عمليات القوات المسلحة وتفعيل هذه الخطة التى تم البدء فيها منذ السبت الماضى، مؤكداً تنفيذها فى مراحلها المختلفة بما يتماشى مع مراحل تطور المرض وفى حال تطوره إلى وباء عالمى. وأضاف الجبلى أنه تم اتخاذ قرار، كذلك بزيادة التوعية الإعلامية بهذا المرض للوقاية منه خلال خطة وحملة إعلانية واسعة النطاق، كما تم الاتفاق على مضاعفة الطاقة الإنتاجية من الأقنعة ودواء «تاميفلو»، حيث مضاعفة إنتاج مصنع القوات المسلحة الذى بدأ العمل عام 2007 من الأقنعة الواقية ليصل إلى 100 مليون قناع مقابل 30 مليوناً حالياً، ومضاعفة كميات دواء «تاميفلو» ليصل إلى 5 ملايين جرعة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأكد وزير الصحة أنه لا توجد دولة فى العالم أقدمت على إعدام الخنازير كوسيلة احترازية، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن فى انتقال المرض عبر البشر وليس الخنازير، وأن الخطورة تكمن فى دخول أشخاص حاملين للفيروس قبل أن تظهر عليهم أعراض المرض، وأكد الوزير أنه قد تم تشديد الإجراءات الرقابية الاحترازية فى جميع المنافذ المصرية وعلى طول الحدود، عن طريق زيادة أعداد الأطباء فى هذه المنافذ، فضلاً عن تدريب أطقم الطائرات على سرعة الاكتشاف والإبلاغ عن حالات الاشتباه. وأشار الوزير إلى أنه تم منذ السبت الماضى التنسيق مع وزارة السياحة لمتابعة أفواج السائحين القادمين من أماكن الإصابة بالمرض، خاصة المكسيك لمتابعتهم أثناء تنقلهم داخل مصر وإبلاغ مديريات الصحة عند أى حالات اشتباه. وشدد الجبلى على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية الضرورية عند السفر للخارج، خاصة للمناطق التى ظهر بها المرض أو لمناطق التجمعات البشرية الكبيرة. وأشار وزير الصحة إلى أنه يتم التنسيق المستمر مع منظمة الصحة العالمية بخصوص الإجراءات الوقائية، وسيتم تشديد الإجراءات فى مصر فى حال انتقال المرض من المرحلة الرابعة الحالية إلى المرحلتين الخامسة والسادسة الوبائيتين. وأكد الجبلى أنه لا توجد دولة فى العالم آمنة من الإصابة بهذا الفيروس الجديد، مشدداً على أن مصر لم تشهد حتى الآن أى حالة إصابة. وحول ما إذا كانت هناك خطة للتعامل مع قطعان الخنازير فى المرحلة التى تلى عملية الذبح بطريقة صحيحة، قال الدكتور ماجد جورج، وزير البيئة، إن هناك تصوراً محدداً لنقل هذه المزارع إلى خارج الكتل السكانية ويتم حالياً توصيل جميع المرافق لضمان إقامة هذه الصناعة بشكل صحى وعلمى يتناسب مع المعايير الدولية للبيئة وذلك بالتنسيق مع باقى الوزارات. من جانبه أوضح أمين أباظة، وزير الزراعة، أنه فى ظل ذبح قطعان الخنازير وليس إعدامها لن تكون هناك تعويضات، حيث سيتم حفظ لحوم هذه القطعان فى ثلاجات تباع بعد ذلك وبالتالى لن تكون هناك خسارة مادية لأصحاب هذه القطعان. وقال أباظة: «إن المراقبة المستمرة لقطعان الخنازير لمدة 3 سنوات لم تثبت ظهور أى إصابة بالمرض حتى الآن وبالتالى فالحكومة تتخذ خطوة احترازية بقرار ذبح الخنازير لضمان عدم حدوث أى تطور سلبى فى المرحلة المقبلة.