حذر الأنبا يوحنا قلتة، نائب بطريرك الأقباط الكاثوليك فى مصر، من خطورة قيام ما يسمى «الدولة الدينية»، مؤكداً أنها خطر يهدد المجتمع بأكمله، وأعلن عن رفضه عمل رجال الدين بالسياسة، لافتاً إلى أنهم لا يصلحون للحكم والسياسة، لأنهم إذا أقدموا على هذا سيفشلون، وقال إن التاريخ القديم والمعاصر أثبتا فشل الدول الدينية فى البلاد التى قامت بها. واعتبر يوحنا خلال اللقاء الفكرى الذى نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية فى الإسكندرية، أمس الأول، تحت عنوان «نحن والآخر» أن رجال الدين سواء المسلمين أو المسيحيين، مهمتهم الرئيسية هى النصح والإرشاد والإفتاء وتوضيح الحقائق فقط وليس العمل بالسياسة، لأن اختلاط الفكر الدينى بالسياسى يؤدى إلى كوارث، مشيراً إلى أن مصر لن تتقدم إلا بتحجيم دور رجال الدين المسلمين والمسيحيين فى دور العبادة ليقتصر دور شيخ الأزهر على المسجد والبابا على الكنيسة. وطالب يوحنا بضرورة استعادة الرأى العام من براثن تأثير رجال الدين المسلمين والمسيحيين، لأن الذى يحكم الرأى العام حالياً هو رجال الدين من الطرفين للأسف الشديد، مؤكداً: «لو قال البابا شنودة مثلاً إن الشمس تشرق من المغرب فإن 90٪ من الأقباط سيوافقونه الرأى وكذلك الحال مع شيخ الأزهر». وأضاف يوحنا أن المجتمع يعيش حالياً سطحية وتفاهات وإسفافاً، وأن المسلمين والأقباط من أتباع الديانات الإبراهيمية على السواء مغرورون ويعتقدون أنهم يملكون الله فى جيوبهم، محذراً من ضياع القيم الدينية والروحية، التى هى فى طريقها فعلاً إلى الاندثار نهائياً، ولابد من التدخل لإنقاذها.