غرف المرضى فى مستشفى «المبرة» التابع للهيئة العامة للتأمين الصحى فى الزقازيق تحولت إلى مأوى للقطط والصراصير، وهرب منها المرضى خوفا من نقل العدوى إليهم، وأصبح قسما «الباطنة حريم» و«الأطفال» خاليين تماما من المرضى والأطباء، واقتصر عمل المستشفى على استقبال المرضى يوميا للكشف عليهم وصرف العلاج اللازم. وفى حين رفض عدد كبير من أطباء المستشفى الرد على استفسارات «المصرى اليوم» أكد طبيب – طلب عدم ذكر اسمه - أن المستشفى أصبح مكانا سهلا لانتقال عدوى فيروس «أنفلونزا الخنازير» مشيرا إلى أنهم كثيرا ما نصحوا المرضى بعدم المبيت فى المستشفى حتى لا يصابوا بأى عدوى. محمد صابر الحلاج (48 سنة) والد الطفلين التوأم محمد وسعيد (11 سنة) قال: ابناى مصابان ب«الهيموفيليا» وهو مرض خطير، وفى 19 من الشهر الجارى ذهبت للمستشفى بعد أن أصيب ابنى محمد بقطع فى ساقه، لكننى فوجئت بأن قسم الأطفال ملىء بالقطط والصراصير فخرجت من الغرفة التى كان ابنى يرقد فيها بسرعة وجلست به على السلم إلى أن جاءت إحدى الممرضات بعد نصف ساعة وقالت لى: «إنت قاعد هنا ليه مافيش دكاترة ولا صيدلية.. المستشفى فاتحة وماحدش هنا يعرف يعملك حاجة». وقف الأب عاجزا لا يعرف ماذا يفعل لابنه الذى ينزف والحقن المفروض حقنه بها ثمنها 2000 جنيه، وغير متوفرة فى الصيدليات، وبعد 7 ساعات من الجلوس إلى جوار ابنه باكيا تطوعت ممرضة واتصلت بطبيبة الصيدلية واستأذنتها حتى حضرت من المنزل وتم حقن ابنه المصاب. والدة الطفل محمد هشام عبدالله مجاهد (عامان) قالت: دخلت بابنى المستشفى وهو يعانى من جفاف حاد، وكان ذلك يوم 23 سبتمبر الجارى، وفوجئت بأن الغرفة امتلأت بالقطط والصراصير، الغريب أن الحشرات كانت تخرج بكثرة من المراتب، فخرجت بسرعة وتوجهت إلى غرفة الممرضات فطردتنى إحداهن قائلة: «روحى الحقى ابنك احنا عايشين فى قرف ما فيش أطباء ولا فيه حد بيحاسب حد والمرضى كلهم ضحايا».