إن من أهم مشاكلنا كدول عربية أننا نفتقد التخطيط العلمى المدروس كما تفعل الشعوب التى يطلق عليها المتقدمة - وهذا ليس وليد اليوم أو أمس ولكنه منذ قديم الأزل، فنجد فى جميع المجالات التخبط والعشوائية فى كل شىء من حولنا فى جميع مناحى حياتنا من تعليم وصحة وصناعة وزراعة وبحث علمى وعلاقات محلية ودولية بل عربية، إلى جانب المشاكل الإدارية التى أصبحت مستحيلة الحل، بسبب تراكمها وتضخمها سنة بعد أخرى، مما جعل حلها شبه مستحيل فى عالم اليوم الذى أصبح فيه الإنسان يرى ان حوله الغازاً وطلاسم يتعجب لها، ولا يجد أذناً صاغية تهتم بأحواله الإنسانية والمهنية بل يرى أوهاماً تطلق على حلقات متناسقة للتهدئة كالمسكنات التى لا تشفى من مرض ولا تغنى ولا تسمن من جوع وهناك الكثير من الأمور العجيبة التى إذا أردت أن أوردها هنا، فإنها تحتاج إلى مجلدات ومجلدات، أرجو أن أذكر منها اليوم مثالاً آمل أن أتلقى رداً عليه ممن يهمهم أمرنا لماذا نرى كعرب ومسلمين الهلال أحمر وننساق وراء تسميات غير حقيقية بالمرة فنسمى جمعيات الإسعاف بالهلال الأحمر، مع أن هلالنا لونه أبيض ولن نرضى له بغير ذلك بديلاً! إلى متى سنظل منقادين وتابعين لغيرنا ولا يوجد بيننا مسؤول يطالب بأن تكون جمعية الهلال الأبيض المصرى؟ بديلاً للهلال الأحمر الذى من المؤكد أن من وافق على تسميته بذلك كان لديه المرض المسمى عمى الألوان وصدق أن هلالنا لونه أحمر! أم أنها عملية معلهش حصل خير وكله ماشى مثل العديد من الأمور التى لا نجد لها تفسيراً حتى الآن كتسمية الخليج العربى عند العرب - والفارسى عند بقية العالم، ولا أنسى ما حدث معى أثناء دراستى فى أمريكا عندما تحديت إحدى الأساتذة على أنه يسمى الخليج العربى ولكنها قامت باستخراج المعلومات المتوفرة عالمياً عن الخليج والتى ثبت أن التسمية (الفارسى) دولية والمعترف بها فى جميع أنحاء العالم ما عدانا نحن العرب، الذين لم يخرج من بيننا مسؤول يطالب بالتحكيم حتى نرسى له على بر عربى أو فارسى هذه أمثلة على عدم تمكننا من استعادة مكانتنا بين شعوب العالم التى علمناها وبهرناها، ثم ذهبنا إلى النوم فى العسل وتركناها آملين أن نستيقظ يوما لنجد زمام الأمر عاد إلينا ويعرف أبناؤنا أنه لا مكان للعشوائية ولانعدام التخطيط العلمى المدروس ولا لانعدام الإحصائيات الدقيقة وألف لا لعدم وجود الرجل المناسب فى المكان المناسب بعيداً عن المحسوبيات والوسائط - وعندها سنجد مصرنا التى يشار لها ولمجدها بالبنان بين الدول المتقدمة. نبيل شبكة مستشار ثقافى بالسعودية