لماذا لا تتعلمون منطق الطير ؟

«أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوأة أخى».. هكذا قال ابن آدم عندما قتل أخاه وبعث الله غرابًا يعلمه كيف يوارى سوأة أخيه، وفيما يبدو أن ابن آدم لا يتعلم من الطير ولا حتى من مقررات التربية والتعليم.. فدرس جديد تلقنه لنا الطيور المهاجرة، فما الذى يدفعها إلى السير فى أسراب تشبه حرف (V)؟
ولماذا لا يسير كل طائر فى اتجاه طالما يحفظ الطريق؟ لقد توصل العلم إلى أن كل طائر عندما يضرب بجناحيه يعطى دفعة إلى أعلى للطائر الذى يليه، وهذا يؤدى إلى قطع مسافة إضافية تقدر بما يقرب من 71٪ زيادة على المسافة التى يقطعها الطائر منفردًا.. إذا خرج الطائر عن المسار سيواجه قوة الجاذبية وشدة مقاومة الرياح فيعود مسرعًا إلى السرب،
هذا بالإضافة إلى القوة والحماية اللتين يتمتع بهما داخل السرب.. لكل سرب قائد يسير فى المقدمة، وإذا أعياه التعب يعود إلى الخلف ويدخل فى السرب ويتولى القيادة طائر آخر أكثر حيوية ونشاطًا - من غير زعل أو صراع على القيادة - هذه دراسة علمية وليست كلامًا من نسج الخيال.. فالحمد لله نحن قد عجزنا أن نكون مثل هذه الطيور!! فكل مواطن تجده يعيش فى جزيرة منعزلة بعيدًا عن السرب، مصلحته أولاً والوطن بعدين!
وبالتالى تجد صراعات وحروبًا ضروسًا تدور بين المواطنين لتحقيق مصالح شخصية ولو على حساب الآخرين، فنحن لا نجيد العمل بروح الفريق وهذا على كل المستويات حتى فى كرة القدم فمن يستأثر بالكرة يريد أن يسجل الهدف باسمه، وتوقفنا ولم نتقدم!!
وصار كل مواطن يسير فى اتجاه وتاه وابتعد عن السرب، وواجه كما الطير شدة الرياح وجاذبية الحكومة والعلاوة الاجتماعية، وركن إلى الأرض، ولم يفكر فى العودة إلى السرب مرة أخرى، ومن يتولى قيادة السرب يستأثر بمكانه ولا يفكر فى التغيير حتى ولو تعطلت أجنحته وصار عاجزًا عن التحليق!!
فليس ببعيد أن ينتقى أشداء العاملين بالسرب ليرفرفوا له ويحلقوا به إلى عنان السماء ومن الممكن ألا يحلق من البداية حتى لا تخور قواه! فلماذا لا نتعلم منطق الطير ونعمل بروح الفريق؟ لنحقق النجاح، ونتناوب على القيادة، أم سنظل واقفين متفرجين على أفراد السرب يموتون واحدًا تلو الآخر لأنهم ابتعدوا؟
محمد الزمزمى
mohzamzamy@yahoo.com