ذكر تقرير حديث صادر عن وحدة الأبحاث الطبية الثالثة التابعة للبحرية الأمريكية «نامرو 3»، حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منه، أن حالات الإصابة بأنفلونزا الطيور حتى مارس الماضى تشير إلى ما وصفه ب«نماذج عالية الخطورة فى التعرض للمرض»، مؤكداً أن مصر أكثر دول العالم إصابة بالمرض خارج قارة آسيا، بسبب «الكثافة الأعلى لفيروس H5N1 على الرغم من قياسات التحكم» وفقاً للتقرير. وأوضح التقرير أن 71٪ من المرضى تلقوا الرعاية الصحية خلال 3 أيام من ظهور أعراض الإصابة بالمرض عليهم، عدا حالة الطفل على محمد، الذى توفى فى أبريل الماضى، وأورد التقرير أن هذا الطفل تأكدت إصابته بالمرض بعد 6 أيام من ظهور الأعراض عليه، وبدأ تلقى العلاج بعد 13 يوماً من ظهور الأعراض، وصنفت «نامرو 3»، حالته ب«الخطيرة» فى أواخر مارس الماضى، وأشار التقرير إلى أن متوسط الفترة الزمنية للوفاة بعد بدء تلقى العلاج بلغ 8 أيام. وأوضح التقرير أن «نامرو 3»، تلقت خلال الفترة ما بين فبراير ومارس الماضيين، 941 عينة من مصر فى إطار برنامج أبحاث الأمراض الفيروسية والحيوانية، منها 934 عينة فى إطار برنامج مراقبة الأنفلونزا الموسمية، و7 عينات بشرية لفحص علاقتها بفيروسى H5N1 وHPAI. وعن الحالات المصابة بأنفلونزا الطيور، ذكر التقرير أنه تم تسجيل 7 حالات جديدة فى مارس الماضى، كلها من الأطفال باستثناء حالة واحدة، وتم رصد هذه الحالات فى 6 محافظات هى الإسكندرية والمنوفية والقليوبية والبحيرة وأسيوط وقنا، وأن كل الحالات كانت على اتصال مباشر بطيور نافقة أو مصابة، قبل ظهور أعراض الإصابة بالمرض عليهم جميعاً. وأضاف التقرير: «كل الحالات تأكدت إصابتها بالمرض وبدأت تلقى العلاج خلال 72 ساعة، عدا الطفل ذى الست سنوات من القليوبية، إذ تأكدت إصابته بالمرض بعد 6 أيام من ظهور الأعراض عليه، وبدأ تلقى العلاج بعد 13 يوماً من ظهور الأعراض عليه». ووصف التقرير حالته ب«الخطيرة»، وهو الطفل على محمد على، الذى توفى متأثراً بالمرض فى وقت متأخر من شهر أبريل الماضى، ومن بين 63 حالة إصابة مؤكدة مسجلة فى مصر فى الفترة ما بين مارس 2006 ومارس 2009 كان هناك 23 مصاباً فى حالة «خطيرة» وفقاً للتقرير. واستخدم التقرير لفظ «المنحنى الوبائى» خلال عرضه لتطور ا لمرض فى مصر، حيث اكتشفت 18 حالة إصابة فى عام 2006، 25 فى عام 2007، و8 فى 2008، وقفز العدد إلى 12 فى الربع الأول من 2009، ومعظم الحالات ظهرت فى موسم البرد، رغم تسجيل حالات قليلة فى أشهر حارة عامى 2006 و2007. وعرض التقرير جداول مفصلة تشمل نوع الحالة المصابة بالمرض، والمحافظة التابعة لها، وتاريخ ظهور أعراض الإصابة بالمرض، وتواريخ إعلان الإصابة، وسحب العينة، وتأكيد الإصابة، وبدء تلقى العلاج، ووصف الحالة بعد تلقى العلاج، ويحدد الأعمار المصابة بمرض أنفلونزا الطيور، بمتوسط عمر 8 سنوات للمصابين ال63 المسجلين حتى مارس الماضى، اثنان منهم فوق 40 سنة، و31 فوق 10 سنوات، و23 فوق 5 سنوات، و8 فى الفئة العمرية بين 5 و9 سنوات، من إجمالى 23 ذكراً، و40 أنثى. ولفت التقرير إلى ملاحظات مهمة بناء على نماذج اعتبرها «عالية الخطورة»، منها «زيادة أعداد الأطفال المصابين بأنفلونزا الطيور تحت سن الخامسة، والإناث بين 10 و39 سنة، مما يشير إلى نماذج عالية الخطورة فى التعرض للمرض، مثل اللعب مع الطيور المصابة، أو فضلاتها، أو تقطيع ريشها». وأشار التقرير إلى أن متوسط الفترة بين ظهور الأعراض على المصابين وحتى نقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج، يقدر بيومين، وأن 71٪ من المرضى تلقوا الرعاية الصحية خلال 3 أيام من ظهور أعراض الإصابة عليهم، فى حين تأكدت إصابة 47٪ من المرضى خلال 24 ساعة من ظهور الأعراض عليهم، وأن المدة التى تم خلالها نقل الأطفال إلى المستشفيات منذ ظهور الأعراض عليهم استغرقت 24 ساعة فقط، فى حين بلغت 3 أيام ونصف اليوم للبالغين. وأكد التقرير أن مصر أكثر الدول إصابة بمرض أنفلونزا الطيور خارج قارة آسيا، وتحتل المركز الثالث فى نسب الإصابة بالمرض عالمياً، بنسبة 14٪ من إجمالى 413 إصابة سجلتها منظمة الصحة العالمية حتى نهاية مارس الماضى، بعد إندونيسيا التى تحتل المركز الأول فى معدلات الإصابة حتى ذلك التاريخ بنسبة 34٪، وفيتنام بنسبة 26٪ فى المركز الثانى. وسجل التقرير ارتفاع نسبة إصابة الإناث بالمرض عن الذكور فى مصر، وهو ما يختلف عن النموذج العالمى لحالات الإصابة المؤكدة، حيث بلغت نسبتهم 60٪ بين الحالات المصابة بالمرض فى مصر، مقابل نسبة 100٪ ذكور للحالات المصابة فى بعض الدول، ويعد الإسراع بنقل الأطفال إلى المستشفيات، بعد ظهور أعراض الإصابة عليهم، معياراً مناسباً قد يفسر الاختلاف فى معدلات الحالات الخطرة بين الأطفال والبالغين، وهو ما يحتاج تحقيقات موسعة أكثر فى هذا الشأن. ولفت التقرير فى خاتمته إلى ارتفاع نسب الإصابة بأنفلونزا الطيور فى مصر من خلال جداول مفصلة بأماكن الحالات المصابة بالمرض، وأوضح أن الحالات التى أصيبت فى عام 2006 تركزت فى دلتا النيل شمال القاهرة، فى حين تم تسجيل إصابات بالمرض فى كل أنحاء مصر فى عام 2007، وسجلت 3 حالات مصابة فى الدلتا، وحالة واحدة فى القاهرة، و4 فى جنوبالقاهرة خلال عام 2008، فى حين سجلت 12 إصابة فى محافظات مختلفة عام 2009. وأظهرت الخرائط أن الحالات البشرية ال63، المصابة بفيروس H5N1، منتشرة فى 19 محافظة مصرية بعد أن كانت تتركز فى محافظات قليلة فى وقت مبكر من عام 2006.