«القرار الذى أعلنه أوباما بإلقاء خطابه المرتقب للعالم الإسلامى من القاهرة، كان بمثابة مفاجأة للجميع»، هكذا بدأت داليا مجاهد حديثها، مؤكدة أن أوباما رأى فى القاهرة ما لم يره فى أى عاصمة إسلامية أخرى، حيث أثبت أن مصر لا تزال تتمتع بثقل سياسى ودينى يجعلها منارة تتوجه إليها أنظار الجميع، رغم كل ما قيل عن تراجع دورها الإقليمى مؤخرًا. وقالت مجاهد فى اتصال هاتفى ل«المصرى اليوم»، إن اتفاقية السلام التى وقعتها مصر مع إسرائيل وحيادها واتزانها فى التعامل مع القضايا الإقليمية الحرجة، جعلتها تستحق أن تكون المنبر الذى يتحدث من خلاله أوباما لمسلمى العالم، خاصة وأن قضايا السلام تحل فى قائمة أجندته السياسية. وأشارت إلى أن اختيار مصر لم يكن فقط لدورها السياسى، وإنما لأهميتها للعالم الإسلامى كله، وبخاصة الأزهر الشريف، الذى يفد إليه مسلمو العالم لتلقى العلم، وهو ما جعلنى أقترحه بشدة بين أكثر الأماكن رمزية ليتم إلقاء الخطاب من خلاله، وأرجح أن يوافق أوباما على اقتراحى فى هذا الشأن، حيث يتفق مع الصيغة التى أشرت إليها فى خطابى بأن العالم الإسلامى هو منارة للعلوم والثقافة على مر التاريخ، وإلقاء الخطاب من هناك، يعد بمثابة رد للجميل. وحول الدور الذى تلعبه مجاهد فى هذه الزيارة، قالت إنه من المرجح جدا ألا تصاحب أوباما فى هذه الرحلة، لكنها سوف تضمن خطابه ما نشرته «المصرى اليوم»، أمس، مؤكدة على عدة نقاط أهمها التعاون بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى، وأن المشاكل لا تفرق بين مسلم ومسيحى أو بين بلد وآخر، وسوف نضرب المثل بفيروس أنفلونزا الخنازير الذى يصيب الوزراء والرؤساء والعامة أيضا. النقطة الثانية التى يؤكد عليها خطاب أوباما – بحسب مجاهد – هى الاحترام المتبادل بين الشعوب، مع الاعتراف بالدور الريادى الذى لعبه الإسلام والشرق الأوسط ككل، والتخلى عن فكرة أن الإسلام دين أحادى، وأن المسلمين حلفاء لنا بعيدا عن أى أغراض سياسية أو أفكار مغلوطة مسبقة، تسببت فيها الإدارة السابقة. وتابعت: كان من المفترض أن يتم إلقاء الخطاب خلال المائة يوم الأولى، إلا أن تأخره فى اتخاذ القرار وتحديد العاصمة كانا لهما أثر إيجابى، بحيث تكتسب العاصمة محل الاختيار أهمية استراتيجية وثقلاً سياسيا يرى أوباما أنها تستحقه، مؤكدة أن اختيار القاهرة جاء بعد عدة نصائح تلقاها من مستشاريه حول عدة عواصم منها جاكرتا وأنقرة، إلا أنه اختار القاهرة، وهذا قراره وحده. واستطردت: كان أكثر الناس قلقا لتأخر الخطاب هو أوباما، لأن علاقته بالعالم الإسلامى تمثل شيئا غاية فى الأهمية بالنسبة له، وأن ما أخره فى اختيار العاصمة التى سوف يخاطب من خلالها العالم الإسلامى عدة أشياء أهمها وضعها الأمنى وسياستها الخارجية، وأنه كان ينوى إلقاء خطابه من تركيا، إلا أنه تراجع دون إبداء أسباب.