يا ريتنا كلنا دمايطة، حينما تتحدث عن مدينة مثل دمياط فأنت تتحدث عن يابان مصر.. عن الرجل المصرى المحب والدؤوب فى العمل، المحافظ على العادات والتقاليد.. فدمياط قبلة المغتربين للأيدى العاملة المهرة، فهى مدينة العظماء والرموز والفكر، فمن ينسى «د.على مشرفة»، بنت الشاطئ، رفعت المحجوب، حلمى الحديدى، حسب الله الكفراوى، الفناجيلى، سمير زاهر، الحضرى؟.. فهى مدينة يحتذى بها حتى فى الأمثال وليس أدل على ذلك من أن تزين مدينتنا بمقولة سيادة الرئيس الشهيرة يا ريتنا كلنا دمايطة، فهى لم تقل من فراغ، ولكن هى مقولة تصنع من دمياط نموذجاً مصرياً عصرياً يحتذى به حتى فى التنسيق الحضارى، الذى يطبق شعار «مول نفسك بنفسك» لتزداد ميزانية الصندوق من 2 مليون جنيه إلى 350 مليون جنيه، فأنت فى مدينة خالية من البطالة، وأيضاً الأمية بدرجة كبيرة فى مدينة الأثاث والحلويات وأسطول الصيد.. ولكن بمناسبة احتفالات المحافظة بعيدها القومى وافتتاح واحد من أهم المعالم الأثرية بالمحافظة، وهو (مسجد عمرو بن العاص) ثانى مسجد بنى فى مصر، وهو من أقدم المساجد فى دمياط أنشأه المسلمون عام 642 ميلادية على طراز جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر القديمة. أعجب ما فى تاريخ هذا المسجد تحوله من مسجد إلى كنيسة ثم إلى مسجد بضع مرات!! حينما استولى جان در برين على دمياط 1219 ميلادية حول هذا المسجد إلى كنيسة، ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221 ميلادية أصبحت مسجداً، وفى عام 1249 ميلادية حينما دخل لويس التاسع دمياط جعل المسجد كاتدرائية، وأقام بها حفلات دينية عظيمة كان يحضرها البابا، ومنها تعميد الطفل الذى ولدته أوجيه لويس التاسع واسمه يوحنا ولقبه «اتريستان» أى الحزين لما أصاب ولادته من أحوال الحرب، وما برح المسجد قائماً منذ جدده الفاطميون عام 1106 ميلادية.. ولكن العتاب كيف نحتفل بالاحتفالات الشعبية وأبناء المحافظة مأسورون فى الصومال؟ فيجب أن تؤجل أو تلغى الاحتفالات العادية ونكتفى بالاحتفالات الدينية حتى يعود الأبناء، وإن لزم الأمر يمكننا أن نقوم بحملة «اتبرع للصياد ولو بجنيه».. فبعودة أبناء المحافظة تكتمل فرحتنا.. ولا إيه؟! محمد حسن جلال - دمياط