من المعروف والمتعارف عليه أن الصين أو "التنين" أصبحت تفى تقريباً بغالبية احتياجات جميع شعوب الكرة الأرضية! من الإبرة إلى الصاروخ، فالمنتج الصينى مثلاً يشتهر برخص السعر، لكن ليس معنى ذلك أنه دائماً الأجود فى كل شىء؟! تعد الصين من أكبر الدول المستثمرة فى مصر، وهى لا تصدر إلينا المنتجات فقط بل أصبح هناك من ينوب عنها من الصينيين كبائعين متجولين فى شتى أرجاء مصر.. فأنت لم تعد تذهب إلى المنتج، بل يأتى هو إلينا ويطرق الأبواب.. والجديد ما يلاحظ فى بعض النجوع والكفور أصبح تجول الحلاق الصينى، ولا تتعدى تكلفة الحلاقة 5 جنيهات أصبح التواجد الصينى فى جميع الدول العربية والأفريقية والأوروبية. تستثمر الصين مثلاً فى استخراج البترول فى جنوب السودان بأكثر من مليار دولار! حديثاً تقوم فى إثيوبيا ببناء أكبر سد فى أفريقيا.. الاستثمار والإعمار حقان مشروعان وليسا حكراً على أحد فى ظل الخصخصة والعولمة والاقتصاد الحر، فكل شىء أصبح يباع ويشترى بثمن بخس، فشعرنا بالغربة فى أوطاننا بسبب ذلك الغزو فلم يعد هناك شىء مصرى ولا حصرى فكل شىء أصبح صينياً أو غيره أباً عن جد.. نحن على أعتاب مرحلة لا صوت يعلو فيها فوق صوت الصينى!.. مع أن هناك قانوناً يمنع دخول المنتج لبلدك طالما يؤثر على الصناعة الوطنية.. إلا أن الشىء الوحيد المحافظ على سمعة وكرامة المصرى هو صناعة الأثاث الدمياطى، التى ما زالت صامدة تحاول وتعافر أمام الغزو الصينى والتركى والماليزى للأثاث.. فصناعة الأثاث التى يقدر دخلها بأكثر من 800 مليون دولار سنوياً.. قبل الأزمة العالمية ووقف الحال.. بدأ ينافسها الصينى!! ليس بالجودة لأن هناك فرقاً بين الخشب الطبيعى والخشب المطبوخ الهش حلو الشكل ليس به متانة وحرفة الصنعة الدمياطى.. فهل وصلنا إلى آخر حصن دفاعاً عن المنتج المصرى؟! لأن القطن فقد المنافسة.. وكذلك الخضار لأنه رى مجارٍ كما نشر فى ال"مصرى اليوم".. أفلا يجب تدعيم الأثاث المصرى؟! ألم يسمع الجميع مقولة سيادة الرئيس يا ريتنا "كلنا دمايطة" وأن دمياط لها معزة خاصة عنده.. أود أن أشير إلى أننا نعانى فى دمياط من آفة الموتوسيكلات الصينى، التى أغرقت الأسواق بغير حساب، حيث وصل تعدادها لأكثر من 80 ألف موتوسيكل! ويمتطيها شباب طائش يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر حوادث الموتوسيكلات الصينى تصاعدت وأصبحت موتاً وخراب ديار! والجديد أيضا إطلاق قناة فضائية صينية ناطقة بالعربية لمخاطبة نحو 300 مليون عربى.. لا شك أن كل تلك الأمور ستنصب فى ازدياد الاستثمار الصينى فى مقابل الاستهلاك العربى، والاعتماد أكثر على المنتج الصينى.. ليس أدل على ذلك أننا نجد كل ما يتعلق بمظاهر الدين صناعة صينية مثل فوانيس رمضان والسبحة وسجادة الصلاة والجلباب والطاقية.. ولسه!! محمد محمد