بدأ بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان أمس، أولى محطاته فى الأردن فى إطار رحلته إلى الأرض المقدسة والتى تستغرق أسبوعا، وتقوده أيضا إلى إسرائيل والأراضى الفلسطينية، وأعلن البابا فى وقت سابق أنه يقوم بهذه الرحلة التى تعتبر الأكثر مجازفة سياسيا منذ توليه سدة البابوية ك»زيارة حج من أجل السلام». وأكد الفاتيكان أن هذه الرحلة ال 12 للبابا «مهمة وبالغة التعقيد» فى وقت شهدت فيه العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان توترا مع رفع الحرم الكنسى عن الأسقف المشكك بمحرقة اليهود ريتشارد وليامسون، بينما تندد الكنيسة الكاثوليكية بالظروف شديدة الصعوبة للمسيحيين فى إسرائيل. كانت حدة التوتر زادت أكثر فى المنطقة مما كانت عليه فى عام 2000 حين قام البابا السابق يوحنا بولس الثانى بزيارته لها بعد الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة الذى أوقع 1400 شهيد فلسطينى. وبينما أنهت المملكة الأردنية استعداداتها لاستقبال بابا الفاتيكان وبحث العلاقات الثنائية والقضايا المتصلة بتعزيز «الإخاء والحوار والتعايش الإسلامى - المسيحى»، طالب سياسيون وكتاب ومثقفون ورجال دين أردنيون، البابا بالاعتذار عن تصريحات المسيئة للإسلام والتى أدلى بها عام 2006، كما طالبوه بعدم زيارة اسرائيل انصافا للشعب الفلسطينى. واعتبر هؤلاء وبينهم مسلمون ومسيحيون فى وثيقة شاركوا بها عبر صحيفة «الحقيقة الدولية» الاردنية سلموها لسفارة الفاتيكان فى عمان أن البابا «تجنّى على الإسلام وتطاول على خير البشرية جمعاء سيدنا محمد». وقال سعد هايل، الرئيس السابق لمجلس النواب الأردنى: «إن فى المنطقة كثيرا من العنف وجرائم ترتكب امام أعين جميع دول العالم ومنظمات دولية تدعى الشرعية الدولية، وإن الظلم الذى يقع على الشعب الفلسطينى لا يرضاه قداسة البابا ولا العالم لانه ظلم كبير». وأعرب النائب السابق عودة قواس (مسيحى) وعضو مجلس الكنائس العالمى عن أمله فى ان تستثنى اسرائيل من الزيارة «كدولة ارهابية تمارس الارهاب وترعاه». كما دعا المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين فى الاردن همام سعيد، بابا الفاتيكان، إلى «تقديم رسالة اعتذار حقيقية» وقال: «نحتاج إلى رسالة اعتذار حقيقية، ويتوجب على البابا الاعتذار للأمة الاسلامية قبل قدومه المنطقة». وفى غضون ذلك، قال عدنان الحسينى، محافظ القدس، ممثل للرئيس محمود عباس أبومازن فى المدينة المقدسة، إن الفلسطينيين يواجهون قيودا إسرائيلية على الإسكان والإقامة فى المدينة المقدسة، مضيفا أنهم سيشكون للبابا بنديكت بشأن الإجراءات الإسرائيلية القاسية ضدهم عندما يلتقى بهم يوم 12 مايو الجارى.