«الجايكا».. قوة اليابان الناعمة وبديل «مكلف» عن لغة العسكر والقتال

«الجايكا هى قوة اليابان الناعمة فى دعم علاقاتها الدولية والحفاظ على أمنها واستقرارها» كلمات جاءت على لسان شيكارايشى جورو، مدير عام مكتب الإعلام والعلاقات العامة، فى هيئة التعاون الدولى اليابانية «الجايكا»، وذلك فى ختام برنامج «بعثة ممثلى وسائل الإعلام إلى اليابان»، بمقر «الجايكا» الرئيسى بالعاصمة اليابانية طوكيو.
وقال جورو: «إن اليابان ليست لديها موارد طبيعية كافية، وتعتمد بشكل كبير على جيرانها ودول العالم فى الحصول على الموارد المختلفة، كما أنها ليس لديها جيش مقاتل فى أعقاب الهزيمة فى الحرب العالمية الثانية بموجب الدستور الجديد فى أعقاب الحرب، إضافة إلى التزام اليابان ببروتوكول كيوتو، الخاص بتخفيض انبعاثات الغازات المسببة للتغيرات المناخية».
وأضاف: «فى هذا الإطار ومن أجل تدعيم علاقاتنا بالدول المجاورة ودول العالم أجمع، نحرص على وجود علاقات قائمة على التفاهم والتعاون المشترك فى المجالات السلمية المختلفة، وتقديم الدعمين الفنى والمادى اللازمين للمشروعات ذات الأولوية، وذات الصبغة التنموية والبيئية فى الدول المختلفة، وبشكل خاص الدول النامية، ولتقليل مخاطر التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحرارى».
وأشار جورو إلى أن اليابان تقدم، من خلال (الجايكا)، دعما فنيا بإعداد الدراسات وتوفير الاستشارات فى المجالات المختلفة، والمشاركة فى التخطيط ودراسات الجدوى، إضافة إلى المساعدات الرسمية من الحكومة اليابانية بنظام منح (O.D.A)، والقروض الميسرة بفوائد بسيطة على فترات سماح طويلة، من أجل توفير قدر أكبر من المرونة.
وأوضح جورو أنه جرى دمج (الجايكا) مع بنك التعاون الدولى اليابانى (الجيبيك) فى أكتوبر الماضى لتقدم (الجايكا) الدعمين المالى والفنى فى آن واحد، سعيا للمزيد من دعم العلاقات مع دول العالم.
ضم برنامج «بعثة ممثلى وسائل الإعلام إلى اليابان» 15 إعلاميا ممثلا عن وسائل إعلام مختلفة من 11 دولة، بينهم «المصرى اليوم» ممثلة عن مصر ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشمل البرنامج التعريف بمشروعات اليابان المختلفة فى مجال حماية البيئة، ولقاءات مع مسؤولين يابانيين رفيعى المستوى، والتعرف عن قرب على العادات والتقاليد اليابانية، وبعض المناطق الأثرية والسياحية، إضافة إلى لقاءات مفتوحة مع ممثلى وسائل الإعلام اليابانية.
وفى لقاء مع ممثلى صحيفة «أساهى شيمبون» اليابانية، ثانى أكبر الصحف اليابانية من حيث الانتشار والتوزيع، أوضح صحفيو الجريدة أن المجتمع اليابانى شهد خلال الأعوام ال6 الماضية، وما زال يشهد نقاشا وجدلا كبيرا حول أهمية «القوة الناعمة» المتمثلة فى «الجايكا»، و»القوة العسكرية» فى دعم مكانة اليابان الدولية.
وقال شينجى إينادا، محرر الأخبار السياسية والخارجية بجريدة «أساهى شيمبون»، إن دافعى الضرائب اليابانيين يتساءلون بشكل دائم عن أوجه صرف أموالهم، ويحتاجون دائما إلى تبريرات، والحكومة اليابانية فى إطار الشفافية تحرص على توفير هذه المبررات وتوضح أوجه إنفاق أموال دافعى الضرائب.
وقال أتسوشى كومورى، المحرر الاقتصادى بالجريدة، إن نسبة كبيرة من اليابانيين يميلون الآن إلى الجهود التى تقوم بها «الجايكا»، والتى تعد بمثابة «القوة الناعمة» فى السياسة اليابانية، وعلى الرغم من أنها مكلفة للغاية، فإنها تلعب دورا كبيرا فى دعم موقعى اليابان الإقليمى والدولى، وتحمى أمنها والموارد التى تأتيها من مختلف دول العالم.