قررت محكمة جنايات القاهرة أمس فى أولى جلسات محاكمة المهندس شريف كمال الدين المتهم بقتل عائلته بالنزهة إحالة أوراقه إلى فضيلة المفتى وحددت جلسة 6 يونيو للنطق بالحكم، وشهدت الجلسة أحداثا مثيرة بدأت باعتراف المتهم بقتل زوجته عبلة طنطاوى وابنه وسام شريف 28 سنة وابنته داليا 29 عاما، وقال إنه ارتكب جريمته وهو فى كامل قواه العقلية، رافضا ما أثاره دفاعه عن إصابته بجنون مؤقت، بعد خسارته 4 ملايين جنيه فى البورصة، وقال الدفاع إن المتهم مصاب بضغط الدم ومرض آخر يؤدى بأى رجل إلى الهاوية وطلبت النيابة العامة فى مرافعتها توقيع اقصى عقوبة على المتهم ووصفته بأنه بذرة فاسدة تستحق الاقتصاص والاستئصال. بدأت الجلسة فى الثانية عشرة، وحضر شقيق زوجة المتهم مرتديا نظارة سوداء وظهرت ملامح الحزن على وجهه، بينما حضر المتهم محمولا على كرسيا متحركا وظل يقف ويجلس طوال الجلسة ويرد بثبات وقوة على كل أسئلة المحكمة، وتلت النيابة أمر الإحالة وقال تامر المهدى وكيل أول نيابة شرق القاهرة إن المتهم أحدث الإصابات الموصوفة فى تقرير الطب الشرعى عمدا، وقتل زوجته وابنه وابنته ببلطة حديدية حيث كان يضرب كل منهم على رأسه ثم يقطع شرايين أيدهم بسكين وكتر، أعدهما لارتكاب جريمته، وسألت المحكمة المتهم هل قتلت زوجتك وابنك وابنتك وكانت إجابته «أيوه أنا قتلتهم وأعترف بكدة فى الأوراق علشان أحولهم شهداء» وأضاف أن فكرة القتل روادته فى نفس ليلة تنفيذ الجريمة يوم 15 يناير الماضى بعد أن راوغه سمسار البورصة الذى يتعامل معه منذ عام 1997، وامتنع عن رد الأموال إليه لمدة 4 شهور كاملة، مما أدى إلى سيطرة فكرة التخلص من أسرته حتى لا يعانون من مستوى معيشة أقل مما اعتادوا عليه. وذكر أنه تأكد من وفاة أسرته من برودة أجسادهم وتوقف النبض فى الأوردة قائلا إنه كان ينتقل من غرفة إلى أخرى للتأكد من الوفاة وعندما كان يجد أيا منهم مازال يتنفس كان يقطع شرايينه حتى لا يتعذب. وطالبت النيابة العامة فى مرافعتها المحكمة بأن تضرب بيد من حديد على من انتهك الحرمات واعتدى على البشر ووصفت المتهم بأنه نهش أجساد أسرته وأصاب المجتمع كله بالفزع الأسرى، وأكدت أن أدلة ثبوت ارتكابه للجريمة قولية وفنية وأنه تم العثور على ورقة مكتوب عليها «تحيا البورصة المصرية الأمريكية فى مسرح الجريمة» وطالبت النيابة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم وإعدامه. وقال دفاع المتهم فى مرافعته إن باعث ارتكاب المتهم لجريمته غير مفهوم وطالب عرضه على الأطباء بمستشفى الأمراض العقلية لبيان سلامة قواه العقلية وعلقت المحكمة على طلب الدفاع بأنه لا يوجد دافع وراء تشكيك الدفاع فى قوى المتهم العقلية نظرا لاعترافه أكثر من مرة كتابيا وقوليا بارتكابه الجريمة، كما طالب من النيابة العامة البحث عن سمسار البورصة والذى يدعى احمد صالح الذى استولى على اموال المتهم، ووصف القضية بأنها «بنى مزار جديدة» فى اشارة إلى قضية اخرى وقعت فى محافظة المنيا قبل 4 سنوات، وشكك الدفاع فى نفى المتهم لعدم مقاومة ابنه له قائلا إن بنية ابن المتهم قوية وأضخم من والده وكان يمكنه بكل بساطة أن يمنعه من قتله، قائلا إنه يوجد طرف خفى فى الواقعة حيث إن اتجاه الأرجل فى الشقة التى رسمها المعمل الجنائى يخالف تصميمها، مما يشير إلى احتمال وجود طرف آخر فى الشقة وقت ارتكاب الجريمة. كانت آخر مفاجآت المتهم عندما سألته المحكمة فى نهاية الجلسة عما اذا كان قد كتب ورقة يطلب فيها الاعدام وامرت بإخراجه من قفص الاتهام للاطلاع على الورقة، التى كان مكتوبا بها «اذا كانت عدالة السماء قضت ببقائى على قيد الحياة فأرجو من عدالة القاضى أن ينهى حياتى بالاعدام الفورى.