بعد أن كانت منطقة الخيامية فى الدرب الأحمر مشهورة بإتقان هذه الحرفة، ومحالها لا تخلو من الزبائن من مختلف الجنسيات الذين كانوا يقبلون على الخيام المصنوعة يدوياً، التى يصل سعرها إلى 1500 جنيه للخيمة الواحدة، توارت هذه المهنة إلى الخلف، وشهدت الفترة الماضية انخفاضاً كبيراً تأثر بغياب السائحين وضعف الحركة السياحية فى مصر، فاضطر أصحاب هذه الحرفة إلى التجديد فى استخدام وعرض خيامهم حتى يعود الإقبال عليها مثلما كان فى الماضى، فصنعوا من الخيام اليدوية تحفاً للزينة ذات أشكال وأحجام مختلفة يتراوح سعرها بين 10 و30 جنيهاً، وهى عبارة عن خيام مصنوعة من الخامات نفسها، ولكنها مصغرة بقصد استخدامها فى الزينة. فكرة هذه الصناعة الجديدة جاءت عن طريق المصادفة كما يؤكد باعة الخيامية، ومنهم سيد سعودى الذى قال إنهم ذات يوم كانوا يصنعون نماذج لخيام كبيرة وقبل تنفيذها رآها بعض السائحين فى مدخل أحد المحال فأعجبوا بها وطلبوا شراءها، ومن هنا جاءت الفكرة. وأضاف: فكرنا فى صناعتها وعرضها ربما تلقى رواجاً بين السائحين يعوض كساد المهنة الأصلية وهذا ما حدث. بعد ذلك حاول التجار تطوير هذه الفكرة بإضافة أشكال مختلفة من الإبل لإضفاء شكل جمالى على الخيمة، وهذه الإبل يشترونها من محال الجملة مقابل خمسة عشر أو عشرين جنيهاً للواحد، حسب خامة الجلد، وبعد ذلك فكروا فى عمل أحجام كبيرة تصل إلى متر فى متر بعضها يستخدم كأسرة وبيوت للعب الأطفال. أنواع أخرى من الخامات نفسها ابتكرها التجار وشغلوها يدوياً على شكل مفارش توضع على «الترابيزات»، بعضها مكتوبة عليه كلمات وبعضها الآخر يحوى أشكالاً دينية ترسم بواسطة خطاط على ورق شفاف ويتولى الحرفيون شغلها على القماش، وتتراوح أسعار هذه المفارش بين 200 و900 جنيه، وهناك أكياس للوسائد يصل سعرها إلى 25 جنيهاً للواحد. حرفيو الخيامية أكدوا أن السائحين فقط هم الذين يقبلون على هذه المشغولات، أما المصريون فلا يقتنعون بها ويعتبرونها مجرد أشكال للزينة ليس لها فائدة فى منازلهم، والنوع الوحيد الذى يقبلون على شرائه هو القماش المطبوع الرخيص الذى يباع ب15 جنيهاً فقط للمتر.