عندما تنسمت عبير العيد.. خشيت أن يحتفى به البشر كالمعتاد بأساليب الجفاء.. هذا الجفاء الذى جعل الإخوة والأصدقاء يكتفون بالتبريكات والتهانى من خلال رسائل المحمول النمطية.. المتبادلة على الطريقة التجارية (خذ وهات).. وخلينا بعيد أسلم.. لتحل مظاهر العزلة والابتعاد، محل مشاعر الألفة والتواد! لقد أضحى شعار الأعياد بيت الحكمة الشهير: عيد بأى حال عدت يا عيد.. بما مضى أم بأمر فيك تجديد؟.. وقبل أن تطير من رأسى الفكرة.. كما طارت من جيبى النقود.. ومن بيتى البركة.. ومن دكانى الزبائن.. ومن قلبى الفرحة.. ومن عمرى اللحظة.. ومن ولدى الهدوء.. ومن عقلى الذكاء والفطنة.. أعود إلى ما بدأناه.. من الشعور بالمعاناة لما آلت إليه أحوال أعيادنا.. فقد ربط البعض بطريقة تعسفية بين الأعياد والألعاب النارية.. حتى تحول الابتهاج إلى إزعاج يدعو إلى الفرار.. ويأتى انعكاساً لمناخ عدم الاستقرار الذى يصنعه الكبار.. بحروبهم البغيضة ونزاعاتهم العنصرية والطائفية!.. حتى أدمت عيوننا مشاهد عراقيين وعراقيات وفلسطينيين وفلسطينيات، وهم يتوجهون للاحتفاء بالعيد مع أحبائهم الراحلين من آباء وأزواج وأبناء.. فى القبور التى تعج بالضحايا الأبرياء! فهل يعود العيد سعيداً مبهجاً كما كان؟ وهل يحل الأمل وثقافة الحياة محل الألم واجترار الحزن والمعاناة؟ مجدى شلبى - منية النصر- محافظة الدقهلية